«نادي ولعب وملابس».. «هدى» تمنح الأمل لذوي الهمم بعدما عاشت ظروفهم

القاهرة - سمر حسين - علاقات و مجتمع

تعرضها للتنمر في الصغر كان بمثابة الشرارة التي أنارت شعلة التحدي بداخلها، لتغيير ثقافة المجتمع في التعامل مع ذوي الإعاقة، وتشجيع الآباء على تنمية مهاراتهم المختلفة، للتعبير عن أنفسهم، من خلال إنشاء نادي يقدم الدعم لغير القادرين، من ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى أصبحت هدى عبد العزيز نموذج مشرف على مستوى محافظة الإسكندرية.

أصيبت «هدى» بشلل أطفال بالجزء السفلي، وهي بعمر 9 أشهر، وبعد محاولات عديدة لعلاجها، تمركزت الإعاقة في قدمها اليسرى، ما جعلها غير قادرة على الحركة تمامًا، لذا اضطرت إلى تركيب جهاز حركي مصنوع من الحديد، بحسب حديثها لـ«الوطن»: «الجهاز كان قاسي جدا، لأن كله حديد».

تتعرض «هدى» للتنمر من زملائها في المدرسة

تعرضت «هدى» للتنمر من زملائها في المدرسة، بسبب شكل قدمها الضخم بالجهاز الحركي، ولاحظ والدها الأذى النفسي الذي تتعرض له، ليقرر حل المشكلة بطريقته، من خلال صنع جهاز حركي من الاستانلس صغير الحجم، يمكنها من التحرك بسهولة: «لما بقى عندي 12 سنة والدي عملي جزمة ملونة بشكل مختلف، عشان ألبسها بدل الجهاز الحركي».

خضعت «هدى» لعملية جراحية، وهي في الصف الأول الثانوي، وبعد عدة أشهر استطاعت الوقوف على قدميها، بدون استخدام الجهاز الحركي، لتمارس حياتها بشكل طبيعي، وحصلت على شهادة الدبلوم: «اتجوزت بعد ما عملت العملية، ووقفت دراسة شوية، وبعدين رجعت تاني وخدت دبلوم».

لم تنس «هدى» نظرة المجتمع السلبية لها

لم تنس «هدى» نظرة المجتمع السلبية لها، والتي سببت لها نوعا من الاحباط، لتقنع زوجها بالعمل على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، أسست نادي أو جمعية خيرية لذوي الإعاقة فقط، تقدم خدمات لهم: «بنعمل كل حاجة ندفع مصاريف مدارس، نشتري لعب أطفال، نوفر ملابس للناس المحتاجة».

يعمل النادي على تغيير ثقافة المجتمع في التعامل مع ذوي الإعاقة

يعمل النادي على تغيير ثقافة المجتمع في التعامل مع ذوي الإعاقة، بتنمية مهاراتهم الذهنية وغير ذلك، من خلال مبادرة «اعرفونا»، لتقديم التوعية اللازمة بحقوق ذوي الإعاقة، خاصة في المدارس وأماكن التجمعات.