الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

تكلّم.. حتى أراك!

قد يكون من أسهل الطرق التي يتعامل بها الأنام مع بعضهم البعض هو إصدار الأحكام السريعة، ليسهل على العقل التعامل مع الآخرين وفق تصنيف محدد يوفر عليه الوقت والجهد.

تلك الأحكام غالباً ما تصدر من عمليات مشوّهة إدراكياً، وغير واعية في أغلبها، تستند في أكثر الأحوال إلى الانطباعات الأولية والمحكومة غالباً بالشكل الخارجي، والمشاعر الأوليّة التي قد تكون مرتبطة بتوقعات وأحكام مسبقة جاهزة وفورية.

وربما تكون امتداداً لتعميم يمدّه العقل على نماذج تعامل معها سابقاً، من حيث الشكل ربما ونبرة الصوت ولغة الجسد، والتي تذكره بأناسٍ قبله سبق له التعاطي معهم، وكانت لديه في قصته معهم تجربة ما شعورية وفكرية.

وليست تلك العمليّة بمذمومةٍ في حدّ ذاتها، فهي عملية عقلية تُيّسر على الإنسان تعامله مع الآخرين، وربما تحميه أحياناً عن طريق سرعة الاستجابة.

ولكن المذمة أن تمتدّ تلك العملية الأولية لتشكل حكماً أعمى على الأشخاص الذين نتعامل معهم، يصعب تغييره، بل وربما يشق على المرء أن يلاحظ بعدها أية علامات أخرى قد تتبدى له مستقبلاً تحذّره أن من يتعامل معه ليس على قدر توقعاته، فلا تنتهي به سوى إلى خيبة أمل، وفشل متوقع، يُسقطهما فيما بعد على قلة الوفاء في الناس، وتلبسّهم لأقنعةٍ تداروا خلفها طويلاً، ويغفل عن حظه هو في تعهدّ التفطّن والإدراك لما تبدّى منهم من الأمارات الدّالة على ديدنهم.

تلك المسيرة غير السارة كان قد يمكن اختصارها، بالتفهّم جيداً أن عقلنا أداة طيّعة همها مساعدتنا في تيسير التعاطي مع الناس، ولكن لا يُعوّل عليها بتاتاً، لأنها قد تنغّر بالمظاهر، وبما تبّدى من المسالك والهيئات، فيُسلب اللُب بما سطع من جمال الشكل، ورقة الحاشية، ويُظلل بما تجّلى له من الترّفق وحُسن المنطوق.

وليس تلك دعوة للتشكك في الناس، بل هي مناشدة للتريث، وإمعان النظر، وتجاوز القشور والتدبّر الحكيم فيما يتكلمون به ويفعلونه ويعكس طرائق تفكرهم وتعاملاتهم مع الحياة والأنام، ذاك التدبر الذي سيوفر الكثير من تجارب الخذلان والإحباط، وربما التمكّن من أخذ الحيطة والحذر قبل أن تؤول الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه من الحسرة والندامة، ولات حين مندم !.

لحظة إدراك:

حتى تتعرّف على البواطن، لابد لك من اختراق الظواهر.

فالكتاب لا يُدرك من عنوانه، والصديق لا يُعرف من الانطباع الأول، والحب لا يقع من أول نظرة!

فالأمور ليست دائماً كما تبدو، بل تحتاج لها وقتاً وتجارب ومعرفة، لابد لك من الغوص أبعد من القشور، وأعمق من زيف المظاهر.

وقد قالها سقراط من قبل حتى أضحت فلسفة يُعتّد بها: (تكلّم حتى أراك).

 

خولة البوعينين – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر تكلّم.. حتى أراك! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا