الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

مُجهد ومتوتر.. ومائل للتعاسة!

دراسة ألمانية جديدة صدرت خلال الشهر الجارى، وأعادت التأكيد على دقة استخلاصات علمية عديدة، تشير بوضوح إلى وجود رابط بين الشعور بالإجهاد والتوتر والميل للتعاسة من جانب، وبين الإفراط فى استخدام وسائل «التواصل الاجتماعى» من جانب آخر.

لكن الجديد فى هذه الدراسة، التى نُشرت فى دورية «تيليميتكس آنذ إنفورماتيكس ريبورتس» العلمية، أنها اعتمدت على عينة واسعة من مستخدمى تلك الوسائل بلغت 1230 مبحوثاً، وأنها اهتمت بتحليل أسباب المشاعر السلبية التى تنتاب المستخدمين بطريقة علمية.

وفى ثنايا تلك الدراسة، سنجد تركيزاً واضحاً على عاملين أساسيين يُنظر إليهما بوصفهما مسئولين بصورة مباشرة عن تصدير تلك المشاعر السلبية؛ أولهما يتعلق بالارتباط المرضى ذى المنحى «الإدمانى» بتلك المواقع، عبر البقاء طويلاً فى تصفحها، تحت وهم الخوف من إمكانية «افتقاد المعرفة بأشياء مهمة».

وأما العامل الثانى، فيختص بسلوك الأفراد أصحاب العقلية المادية، الذين يسقطون فى فخ الإدمان أيضاً، سواء عبر رغبتهم فى مشاركة الآخرين «إنجازاتهم» المادية؛ مثل شراء السلع الغالية، أو التمتع بنمط الحياة الراقى، أو من خلال الشعور بالإحباط، حين يعاينون ما وصل إليه الآخرون من «إنجازات مادية»، تبدو عصية أو صعبة المنال بالنسبة إليهم. وفى كلتا الحالتين يُصاب المستخدمون بالإجهاد العقلى والتوتر، ويضربهم الشعور بالتعاسة، لأسباب متباينة، ويصعب جداً أن يتخلصوا من إدمان التصفح.

لا يمكن إنكار أن استخدام وسائل «التواصل الاجتماعى» ينطوى على فوائد كبيرة؛ فقد كسرت تلك الوسائط احتكار وسائل الإعلام التقليدية لوظائف إعلامية أساسية، وفتحت الباب واسعاً أمام مبادرات شبابية، وجماعات مهمشة، وأصوات ضعيفة، لكى تبرز وتُسمع آراؤها حول العالم.

ولم يكن بوسع هؤلاء أن يمتلكوا منصات إعلامية تقليدية تكلف الملايين، ولم يكن بمقدورهم توفير نفقات تشغيل دورية، وتوظيف كوادر، ودفع ضرائب وتأمينات ومصروفات ثابتة، من أجل أن يعبروا عن مواقفهم وآرائهم، لكن الآن بات بوسعهم أن يقوموا بكل ذلك عبر إنشاء حساب على أحد تلك المواقع.

إنها عملية «دمقرطة» وتوسيع للمشاركة بكل تأكيد فى المجال الإعلامى.

أو هى حالة من عدم المركزية التى وفرت قدراً كبيراً من الإتاحة لأصحاب مصالح كانوا محرومين من التواصل مع الرأى العام ومحاولة التأثير فيه.

لكن تلك المناقب كلها قد تُخفق فى أن تعوض ما باتت ترتكبه تلك الوسائط من أخطاء وتسببه من مخاطر، وصولاً إلى كونها أضحت من أسباب التعاسة فى عديد الحالات.

فى واحدة من الدراسات الجادة، وجد الباحثون أن مستخدمى بعض تلك المواقع أقل سعادة وأكثر قابلية للإحساس بالضغوط من غير المستخدمين.

فقد أجرى معهد أبحاث السعادة بالعاصمة كوبنهاجن دراسة تفصيلية على أكثر من ألف مستخدم لتلك المواقع، بعد تقسيمهم إلى مجموعتين؛ إحداهما تستخدم هذه المواقع، والأخرى توقف أفرادها عن فعل ذلك، وكشفت نتائج الدراسة، التى شملت 1095 مستخدماً على وجه التحديد، أن مستخدمى تلك الوسائط أكثر عرضة للإحساس بالضغوط بنسبة تصل إلى 55 بالمائة.

بالمقابل، أوضح أعضاء المجموعة التى توقفت عن استخدام «السوشيال ميديا» أنهم أصبحوا أقل غضباً وحدة، وأقل إحباطاً، وأكثر نشاطاً وحماساً، مؤكدين أنهم باتوا «أكثر استمتاعاً بحياتهم بشكل عام».

والواقع أن الفوائد الكبيرة التى تمت الإشارة إليها فى السطور السابقة والمتولدة عن استخدام تلك الوسائط الجديدة يمكن أن تنزوى وتضمر أمام جملة من الممارسات الشاذة والحادة والمنفلتة التى تحفل بها تلك المنصات للأسف، وهى الممارسات التى ربما أثرت فى مزاج المستخدمين وجعلتهم أكثر قابلية للضغوط وأقل إحساساً بالسعادة.

ولذلك، لم يعد غريباً أن نقرأ فى تقارير المنظمات المعنية بعلاج الإدمان فى دول عديدة ما يفيد بوجود زيادة مطردة فى عدد الأشخاص الذين يطلبون المساعدة من وقوعهم فى براثن إدمان مواقع «التواصل الاجتماعى».

ليست هذه هى كل الأخبار السيئة؛ فثمة ما يشير إلى بعض المصاعب الصحية؛ إذ أكدت دراسة طبية أجريت فى جامعة نيويورك أن الإفراط فى استخدام مواقع «التواصل الاجتماعى» قد يسبب عدم توازن بين النظامين المعرفى والسلوكى فى المخ، وهو أمر خطير للغاية حذر منه الباحثون.

تتزايد المؤشرات التى تفيد بقيام عدد لا بأس به من المُفرطين فى استخدام تلك الوسائط بمراجعات لأنشطتهم عليها، وتنبه مراكز التفكير المعنية إلى تفاقم المخاطر المتولدة عن ذلك الإفراط.

فالإفراط فى استخدام تلك الوسائط، والاستسلام لبعض نزعاتها الضارة، بات خطراً مُثبتاً على صحة الفرد والمجتمع، وهو ما يستدعى وقفة لمراجعة أنماط استخدامنا لها.

فإذا كنت تشعر بالإجهاد العقلى أو التوتر أو الميل إلى التعاسة، فعليك أن تراجع نمط استخدامك لتلك الوسائط، فربما يكمن السبب هناك.

ياسر عبدالعزيز – الوطن نيوز

كانت هذه تفاصيل خبر مُجهد ومتوتر.. ومائل للتعاسة! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا