السوشيال ميديا وفيلم «الملحد»

لا أحد في مصر شاهد فيلم «الملحد» ورغم ذلك فالسوشيال ميديا امتلأت بالانتقادات والشتائم له ولصناعه، وكان من أثرها منع عرض الفيلم الذي كان مقررا في منتصف هذا الشهر بعد أن تم تأجيل العرض عدة أشهر. لا أحد يعرف السبب الحقيقي لمنع العرض، ومن يعرفون السبب لا يقولونه صراحة، وأقصد بهم صناع الفيلم نفسه.

ربما لديهم أمل أن تعود الأمور إلى نصابها ويتم عرض الفيلم. سبب المنع لن يكون الرقابة على المصنفات الفنية لأنها وافقت، ولا بد كان لها ملاحظات على السيناريو والتنفيذ التزم بها صناع الفيلم. نحن هنا في قلب مغالطة عجيبة تسببت فيها السوشيال ميديا. لا أحد ينكر قوة تأثيرها على صناع القرار، لكن أن يكون القرار استجابة لنقد أو انتقاد لشيء لم يره أحد، فهو أمر عجيب. أنا لا أعرف ما الذي لا يعجب من انتقدوا الفيلم وصناعه، ما داموا لم يروا الفيلم. هي ضجة بحثا عن انتصار على شيء وهمي، فمنع فيلم أو الموافقة حتى عليه لن يعدل حال البلاد. والأهم الذي يتغافل عنه كل من دعوا لمنع الفيلم، هو أن الرقابة على الأفلام والمسلسلات لا توافق أبدا على فيلم فيه انتقاد للنظام السياسي، فهل ستوافق على فيلم يمجد الإلحاد مثلا. أبسط تفكير في أحوال الرقابة على الأفلام قبل وبعد تنفيذها، يجعلنا نقول إنه وهو يناقش أزمة الإلحاد لن توافق الرقابة عليه إلا إذا ظهر الملحد طائشا أو غبيا غير مدرك معنى ما يدعي،

ولابد سينهزم ممن حوله من أسرته أو أصدقائه. قالت بعض الصحف والمواقع إن مخرج الفيلم الشاب محمد العدل، كتب «بوست» على صفحته قال فيه إن المنع ليس حلا، وهذا حقيقي. لأن المنع هنا جاء بعد الموافقة والإعلان عن موعد العرض. فضلا عن أنه – تاريخيا- منع أي كتاب أو فيلم أو لوحة فنية ليس حلا طبعا لتقدم المجتمع، فما أكثر الكتب التي تم حرقها في التاريخ، وما أكثر الكتّاب الذين عرفتهم السجون أو تم قتلهم، لكنهم عاشوا أكثر من قاتليهم، وعاشت كتبهم. أضف إلى ذلك أن المنع هنا مضحك لأنه استجابة لانتقادات على السوشيال ميديا لفيلم لم يشاهده من انتقده كما قلت. ربما رأى البعض أن مناقشة قضية الإلحاد في فيلم أمر سيئ. لكن ما الرأي في البرامج التي تتحدث كثيرا عن الملحدين كأنهم في مصر ظاهرة حقيقية. أجل. في الإعلام أحاديث كثيرة عن الملحدين الذين لا يذكرهم أحد ولا ينتبه إليهم،

فيكون للإعلام الذي يتصور أنه يدافع عن الدين، دور في إظهار القضية التى في رأيي تحتاج دراسات فلسفية صعبة لا أحاديث تليفزيونية، وأنا على يقين إيماني بأن الملحدين ينتهي أكثرهم نهايات بشعة، لأنهم لا يفكرون في سند من الله في أوقات محنتهم، ولا يجدون حتى مساندة نفسيه بعبارة مثل «حسبي الله ونعم الوكيل». تاريخ الملحدين يقول لنا ذلك. كثيرون منهم انتحروا حين أحسوا بعجزهم عن التوافق مع العالم، لذلك لا أقف كثيرا عند هذه القضية، لأني أعرف أنها قضية فلسفية صعبة، وليست كلمات على السوشيال ميديا، ولا صرخات في البرامج الإعلامية. هل سيعتبر معارضو الفيلم حديثي موافقة عليه؟ أرجو ألا ينسوا أن من وافق عليه هي الرقابة على المصنفات الفنية. وكما قلت لن توافق أبدا على انتصار الملحد، ولا شيوع أفكاره، فلماذا كل هذا الضجيج؟ ألا يدرك الغاضبون أن الفيلم هكذا ستعرفه مواقع السوشيال ميديا قريبا وسيكون الأكثر مشاهدة؟.

إبراهيم عبدالمجيد – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر السوشيال ميديا وفيلم «الملحد» لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :