اليابان | تعرف على الفعاليات اليابانية السنوية التقليدية في أغسطس

تشهد اليابان في الشهر الثامن من التقويم الياباني القديم مجموعة من الفعاليات التقليدية، بما في ذلك ذكرى انتقال توكوغاوا إياسو إلى إيدو، ومشاهدة القمر في منتصف الخريف، وتحرير حيوانات مأسورة وإعادتها إلى البرية.

ذكرى توكوغاوا

كان لهاسّاكو (اليوم الأول من الشهر الثامن وفقا للتقويم القمري الياباني التقليدي) أهمية كبيرة لدى نظام حكم توكوغاوا. وهو يوافق يوما في عام 1590 شهد ترسيخ توكوغاوا إياسو مؤسس النظام نفسه كحاكم لمنطقة كانتو، وتم الاحتفال به لاحقا في العاصمة القديمة إيدو باعتباره ذكرى تأسيس نظام شوغونية توكوغاوا.

كان إياسو آنذاك أحد أتباع تويوتومي هيدييوشي. عندما دمر هيدييوشي عشيرة هوجو القوية، أعاد توزيع الأراضي التي استولى عليها، ومنح إياسو السيطرة على المقاطعات التي تشكل منطقة كانتو المعاصرة. هناك بعض التساؤلات حول التاريخ الدقيق الذي تولى فيه إياسو السيطرة على منطقته الجديدة، حيث سجلت يوميات أحد أتباع توكوغاوا هو ماتسودايرا إيتادا، التاريخ بأنه 18 من الشهر السابع. ولكن اليوم الأول من الشهر الثامن هو عندما أصدر هيدييوشي أوامره الرسمية، وبالتالي أصبح التاريخ المتعارف عليه لتأسيس حكم إياسو في المنطقة.

كانت احتفالات هاسّاكو تقام داخل قلعة إيدو وكانت هادئة نسبيا، حيث كان حكام الإقطاعيات يرتدون عباءة كاتابيرا بيضاء مكونة من طبقة واحدة ويرتديها عادة الأرستقراطيون، وسراويل هاكاما الرسمية المطوية، في تعبير عن احترامهم للشوغون.

كان الاحتفال بهذه الذكرى يتم بشكل رئيسي من قبل الحكومة، ولكن في ذلك اليوم كان من المألوف أن ترتدي نساء منطقة الترفيه في حي يوشيوارا كيمونو أبيض بالكامل تقليدا لطبقة المحاربين الحاكمة.


يصور كيتاغاوا أوتامارو نساء يوشيوارا يرتدين الكيمونو الأبيض في كتاب مصور يرسم الفعاليات السنوية في حي الترفيه (بإذن من مكتبة البرلمان القومية).

وعلى الرغم من ارتباط تقاليد الاحتفال بيوم هاسّاكو بنظام توكوغاوا، إلا أن هذه التقليد يسبق إياسو. فقد كان هذا اليوم، الذي يقع ما بين منتصف أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول في التقويم الحديث، يُحتفل به منذ فترة طويلة في القرى الزراعية باعتباره إحدى العلامات الموسمية المهمة. بالإضافة إلى ذلك، خلال فترة موروماتشي (1333-1568)، كان من المعتاد في يوم هاسّاكو أن يرسل الإقطاعيون المحليون هدايا سيوف وخيول إلى كاماكورا كوبو، وهو المسؤول المعين من قبل الشوغون لإدارة منطقة كانتو.

مهرجان هاتشيمان

كان منتصف أغسطس/آب تقليديا هو الوقت الذي تقيم فيه معابد هاتشيمان الشينتوية في جميع أنحاء اليابان مهرجاناتها السنوية. وفي مدينة إيدو، كان الاحتفال يتم في معبد توميؤكا هاتشيمان في فوكاغاوا وكان يُعد أحد أكبر 3 مهرجانات في المدينة، إلى جانب مهرجاني كاندا وسانّو. وعلى خلاف مهرجان سانّو الذي كان مرتبطا بنظام حكم توكوغاوا، كان مهرجان توميؤكا (فوكاغاوا) مهرجانا لسكان ”شيتاماتشي (المدينة السفلى)“ القريبة من ضفاف نهر سوميدا.

كان المهرجان يُقام في 14 و15 أغسطس/آب، وتُظهر السجلات أن أجواءه كانت صاخبة، حيث كان يتخللها رقصات كاغورا وموسيقى وعروض أخرى في جميع أنحاء المدينة. وكان الجزء الرئيسي من المهرجان تجول موكب ميكوشي ضخم يجوب الأحياء. ولإضافة المزيد على تلك الأجواء الاحتفالية، كانت تُرفع رايات متطايرة لا حصر لها احتفالا بهذه المناسبة.


صورة تظهر راية كبيرة – مطبوعا عليها حروف الكانجي لكلمة ”سايري (مهرجان)“ – تتطاير بينما يحمل الناس معبدا محمولا عبر الشوارع، وهي منشورة في عمل من سلسلة ”مناظر جميلة للعاصمة الشرقية في لمحة سريعة“ لكاتسوشيكا هوكوساي (بإذن من مكتبة البرلمان القومية).

كان من المشهور أن المهرجان يجتذب جحافل المحتفلين، ما أدى في عام 1807 إلى كارثة عندما انهار جسر إيتاي، حيث سقط المحتفلون الذين كانوا يقفون عليه في نهر سوميدا. تشير السجلات إلى أن عدد القتلى بلغ نحو 1400 شخص، ولم يُعثر على الكثير منهم، ما جعلها إحدى أسوأ الكوارث التي صنعها الإنسان في المدينة. وقد دفعت الكارثة أوتا نانبو شاعر الكيوكا لكتابة عمل أعلن فيه بحزن ”اليوم مهرجان، وغدا جنازات“.

مشاهدة قمر منتصف الخريف

في اليوم الحاضر، يوافق شهر أغسطس/آب ذروة حرارة الصيف في اليابان، ولكن وفقا للتقويم التقليدي، كان الشهر الثامن جزءا من الخريف الذي كان يمتد من الشهر السابع إلى الشهر التاسع. وكان منتصف الخريف وقتا للاستمتاع بزقزقة الصراصير والحشرات الموسمية الأخرى. كما كان وقتا لمشاهدة القمر، حيث أفضل ليلة في السنة لمشاهدة الجرم السماوي هي ليلة الخامس عشر، المعروفة باسم ”جوغويا نو تسوكيمي“. ولا يزال هذا التقليد مستمرا حتى اليوم في منتصف سبتمبر/أيلول.


صورة للقمر في أوج اكتماله بينما يصعد في سماء دوكانياما، في حين تقوم أم وطفلها بجمع حشرات الخريف من ”أماكن شهيرة في العاصمة الشرقية“ للفنان أوتاغاوا هيروشيغي (بإذن من مكتبة البرلمان القومية).

هناك الكثير من النظريات حول أصول مشاهدة القمر (تسوكيمي)، ولكن كما يتضح في أعمال مثل ”حكاية غينجي“، كان التقليد بالفعل هواية راسخة بين المجتمع الأرستقراطي في وقت سابق منذ فترة هييان (794-1185). وحظي التقليد بشعبية واسعة بين جميع الطبقات خلال فترة إيدو، ما أدى إلى ظهور تقاليد جديدة مثل تسوكيمي دانغو، وهي كرات الأرز المستديرة التي تمثل القمر وهو بدر. تصف روايات من الماضي العائلات التي كانت تنشغل بصنع هذه الحلوى الميمونة من صباح يوم الخامس عشر استعدادا لحفلات مشاهدة القمر المسائية.

كان من الشائع بالنسبة لسكان إيدو الأكثر ثراء الاستمتاع بمشاهدة البدر على متن قوارب تجوب نهر سوميدا وممرات مائية أخرى. ومن بين المواقع الأكثر شهرة كان ناكاسو في مكان على سوميدا يُعرف باسم ”ميتسوماتا (الشوك الثلاث)“، حيث كانت الضفاف تعج بالناس. ازدهرت هناك منطقة ترفيهية نابضة بالحياة تضم مطاعم وبيوت شاي حتى عام 1789، عندما أمرت الحكومة بإزالة تلك الضفاف لتخفيف الفيضانات في أعلى النهر. كما كان الجزء المائي بين جسري أزوماباشي وأساكوساباشي منطقة مفضلة للتجول بالقوارب في ليلة البدر.

تحرير حياة

هناك فعالية تقليدية أخرى كان يتم الاحتفال بها في الشهر الثامن وهي ”هوجوي“، حيث يتم إطلاق حيوانات مأسورة وإعادتها إلى البرية. استنادا إلى المبادئ البوذية، يُنسب هذا التقليد في اليابان إلى الإمبراطور تينمو (حكم 673-686)، الذي حظر تناول اللحوم في عام 675 وأمر بإطلاق الحيوانات لإظهار أهمية جميع أشكال الحياة.

ارتبط تقليد هوجوي بشكل وثيق بمعابد هاتشيمان. وقد أقيم أول مهرجان هوجوي في معبد أوسا هاتشيمان بمحافظة أويتا في عام 720 خلال تمرد هاياتو ضد سلالة ياماتو الحاكمة لتهدئة أرواح القتلى الذين قضوا نحبهم في التمرد. وفي عام 1187، رعى ميناموتو نو يوريتومو (حكم 1192-1199) مؤسس أول حكومة شوغونية في كاماكورا، أول مهرجان هوجوي في معبد عشيرته تسوروغاؤكا هاتشيمانغو.

في مدينة إيدو، كان يتم إجراء مهرجان هوجوي خلال مهرجان معبد توميؤكا هاتشيمان وكان يتمحور حول تحرير سلاحف. وكان هذا التقليد سببا في ظهور صناعة صغيرة خلال المهرجان، حيث كان الباعة يبيعون السلاحف للسكان، الذين بدورهم يطلقونها في المياه. وكان منظر السلاحف المعلقة بخيوط يجذب الأطفال في الأحياء، وهو ما ألهم حتى كتابة قصيدة ساخرة شهيرة تصف تلك المخلوقات التي لا حول لها ولا قوة بأنها تسبح في الهواء.


من اليسار: كشك لبيع السلاحف في عمل مصور يصف فعاليات موسمية (بإذن من مكتبة البرلمان القومية)، سلحفاة تتأرجح في الهواء في عمل لأوتاغاوا هيروشيغي بعنوان ”جسر مانّين في فوكاغاوا“ من سلسلة ”مائة منظر مشهور لإيدو“ (بإذن من كولبيس).

من الحيوانات الأخرى التي كانت تُباع لتحرير في المهرجان، العصافير والأرانب وأسماك الشبوط. وكانت الأسعار متباينة، حيث كانت السلحفاة تُباع عادة لقاء 4 مون (ما يعادل حوالي 300 ين حاليا)، ما جعل هوجوي ممارسة مكلفة نوعا ما. لكن بالنسبة لسكان طوكيو العاديين، فقد كانوا يعتبرون ذلك عملا ينم عن التقوى ويستحق تلك التكلفة.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: نساء في حي يوشيوارا يرتدين أثواب كيمونو بيضاء من أجل مهرجان هاسّاكو من سلسلة ”مناظر جميلة للعاصمة الشرقية في لمحة سريعة“. الصورة بإذن من مكتبة البرلمان القومية)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | تعرف على الفعاليات اليابانية السنوية التقليدية في أغسطس لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :