«خياطة ونجارة وبرمجة».. مواهب الأطفال المدفونة فى مواجهة «فرط الحركة»

القاهرة - سمر حسين - علاقات و مجتمع

لم تقف سارة عبدالمحسن مكتوفة الأيدى أمام تصرفات أطفالها العدوانية، وقررت أن تعالجهم بنفسها، بحصولها على دورات تدريبية في التنمية البشرية، ثم ساعدتها الصدفة، مع صاحبة الحضانة الخاصة بهم، في الوصول إلى طريقة عملية تقضي على مشكلة فرط الحركة لديهم، بالتعبير عن مواهبهم الكامنة داخلهم.

أنجبت «سارة» 3 أطفال يعانون من فرط الحركة، مما جعلهم مصدر شغب للبعض، بسبب تصرفاتهم السلبية تجاه مَن حولهم، وبعد محاولات عديدة للسيطرة عليهم، قررت الحصول على دورات تدريبية في التنمية بشرية، تحكي: «عندى توأم وطفل كمان، ومش بيسكتوا خالص، ودا سبب لى مشاكل كتير مع الناس».

«سارة» تتعلم طريقة مثالية للتعامل مع طفلها

وإلى جانب كورسات التنمية، تعرفت «سارة» على صاحبة الحضانة، التى يذهب إليها صغيرها، وكان يبلغ من العمر 3 سنوات حينها، لتُعلمها طريقة مثالية للتعامل معه ومع شقيقيه الأكبر من خلال تعديل سلوكهم والقيام بأنشطة مختلفة تنطلق من خلالها طاقتهم: «اتعلمت إزاى أتعامل مع ولادى، وأوجه سلوكهم بالشكل الصحيح».

نجحت «سارة» في علاج أبنائها من فرط الحركة

نجحت «سارة» في علاج أبنائها من فرط الحركة، لتتفق مع صاحبة الحضانة على إنشاء أكاديمية صغيرة لتعليم الأطفال الموهوبين أنشطة مختلفة، مثل «الديكوباج، التفصيل، الصلصال الحرارى، عجينة السيراميك، رسم لوح، خط عربى، وتصنيع شموع»، إذ يحاول كل طفل التعبير عن نفسه: «عملت معرض علشان أعرض شغل الأطفال وكانوا مبسوطين جداً بالفكرة، وخدوا صور كتير مع المنتجات بتاعتهم».

«سارة» حولت المشروع الصغير إلى أكاديمية كبيرة

وبمرور الوقت تحول المشروع الصغير إلى أكاديمية كبيرة لتعليم الأطفال الحرف المختلفة، وأنواع الخطوط، بالإضافة إلى كورسات البرمجة: «كان معانا ولاد اتعلموا أنشطة كتير، ودلوقتى في الجامعة وعاملين مشاريع خاصة بيهم».

جويرية محمود، 16 عاماً، تدرس حالياً في الصف الأول الثانوى، بدأت تتعلم على يد «سارة» منذ عدة سنوات، إذ كانت تعاني من فرط الحركة، فقررت الاتجاه إلى ممارسة أنشطة مختلفة، وتروى تجربتها: «كنت عايزة أخرّج طاقتي في أى حاجة، بس ماكنتش فاهمة إيه الحاجة دى، لحد لما اشتركت بالأنشطة اللي بتقدمها أستاذة سارة».

«جويرية» أنتجت صابون بأشكال مختلفة

بدأت «جويرية» في تعلم «الكروشيه»، ثم اتجهت إلى تفصيل الملابس وحياكتها، وبعد ذلك تعلمت الخط العربى وصناعة الشمع والصابون: «عرضت شغلى في أول معرض اتعمل، وقدمت منتجات صابون بأشكال كتير وروايح مختلفة، وجالي تعليقات حلوة، وده شجعني أكمل في بقية الكورسات».