الامارات | عبدالله السعدي يرسم عالمه الخاص ليوثق الذاكرة الجمعية

شكرا لقرائتكم خبر عن عبدالله السعدي يرسم عالمه الخاص ليوثق الذاكرة الجمعية والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - بين الذاكرة والنسيان، يأتي معرض الفنان الإماراتي عبدالله السعدي، الذي ينظم في الدورة المقبلة لبينالي البندقية للفنون 2024 تحت عنوان «عبدالله السعدي.. أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان»، ليقدم مجموعة من أعماله التي أنتجها مستلهماً رحلاته في البيئة المحلية، ويومياته التي اعتاد تسجيلها منذ سنوات بعيدة.

وكشف السعدي والقيم الفني للمعرض طارق أبوالفتوح، عن ملامح جديدة للمعرض وما يحمله من رؤية فلسفية وفنية، موضحين أنه انعكاس للذاكرة الجمعية، وليس مجرد يوميات شخصية للفنان.

وقال السعدي، إن معرضه سيضم مجموعة من أعماله التي أنتجها مستلهماً رحلاته في البيئة المحلية، ومن يومياته التي أعتاد تسجيلها منذ عام 1984. وأشار خلال جلسة حوارية نظمها مركز المورد العربي في جامعة نيويورك أبوظبي، الخميس الماضي، وقدمتها مديرة المركز سلوى مقدادي، إلى أنه كان يحلم في بداية شبابه بالقيام بجولة حول العالم بالدراجة ولم تتحقق، ولكن بدأت تتحقق بطريقة مختلفة من خلال المعرض الذي يضم أعمالاً استلهمها من الرحلات التي اعتاد القيام بها في الطبيعة المحيطة به، وهي رحلات كان يقوم بها بالدراجة أو مشياً على الأقدام.

«رسائل الأم» أبجدية خاصة

وأضاف السعدي: «بدأت كتابة يومياتي في دفاتر ورقية حتى عام 2015، ومنذ 2016 اتجهت للكتابة على لوحات كانفس أحفظها في علب قديمة، وإلى الآن تضم مجموعة يومياتي 150 دفتراً و1500 لوحة كانفس». ولفت إلى أنه كان يكتب في هذه اليوميات كل ما يشهده في يومه من أحداث وأفكار ومشاعر، والأشخاص الذين يقابلهم، وحتى الأحلام التي كانت تأتيه في نومه، ومع الوقت اتجه إلى استخدام رموز خاصة به في تدوين جوانب من يومياته، لتشكل أبجدية مختلفة خاصة به.

وأوضح السعدي أن المعرض سيضم أيضاً «رسائل أمي»، وهو أول عمل يستخدم فيه أبجديته الخاصة، حيث اعتادت والدته عندما تزوره في مرسمه الخاص، وعندما لا تجده تترك له شيئاً، مثل حجر صغير أو قطعة ورق مختلفة، أو غير ذلك من الأشياء البسيطة، أمام الباب، ليعرف أنها جاءت، وكان يجمع هذه الأشياء، ومنها استنبط أبجديته الخاصة التي يقوم من خلاله تجسيد رسائل والدته في رسومات تعبر عنها، كما في اللغة اليابانية التي تعلمها أثناء دراسته في اليابان، إذ تعتمد هذه اللغة على رسومات.

وعن تأثير دراسته في اليابان، أضاف أنها كانت طوال عامين فرصة مهمة له للسفر والتعرف إلى ثقافة وشعب مختلف، وإقامته هناك كانت في بيت تقليدي في منطقة ذات طابع ريفي، وهو ما جعله يشعر بأنه ليس بعيداً عن البيئة التي يقيم بها، حيث مرسمه الذي تحيط به الأشجار والجبال. كما منحته الإقامة في اليابان فرصة تجربة الفصول الأربعة، ومشاهدة الثلوج، بينما كان يخصص عطلة نهاية الأسبوع لزيارة المتاحف والمعارض الفنية.

بين الذاكرة والنسيان

من جانبه، قال القيم الفني لمعرض الجناح الوطني طارق أبوالفتوح إن فكرة المعرض بدأت خلال تعاونهما الأول في «إكسبو 2020 دبي»، ويضم المعرض الجديد ثماني مجموعات من الأعمال التي أنتجھا الفنان السعدي خلال رحلاته في الطبيعة، منها خرائط وأحجار ولفائف ورسومات.

وأوضح أن عنوان المعرض «أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان»، يشير إلى ارتباط المعرض بالذاكرة الجمعية، وليس مجرد يوميات شخصية للفنان، ومصطلح «أماكن للذاكرة» أطلقه فيلسوف فرنسي، ليرمز به للذاكرة الجمعية للأمة الفرنسية، وهي ذاكرة تتضمن عناصر مختلفة، قد تكون أماكن أو أعمالاً فنية أو كتاباً فلسفياً، وغير ذلك. أما «أماكن للنسيان» فمستلهم من روايات قديمة تشير إلى أهمية النسيان، والتي لا تقل عن أهمية التذكر، منها رواية عن شاب أراد أن يكون شاعراً، ولكنه تعرض لحادث أدى إلى فقدان قدرته على النسيان، فكان يتذكر كل شيء حتى أشكال السحاب في السماء، ومع الوقت فقد قدرته على كتابة الشعر، وأصيب بالجنون. كذلك رواية أخرى عن أبي نواس، عندما ذهب في بداية حياته إلى شاعر كبير، وأخبره برغبته في أن يصبح شاعراً، فنصحه بحفظ 1000 بيت من عيون الشعر العربي، فحفظها وذهب إليه، فنصحه أن ينساها حتى يصبح شاعراً.

وأكمل «عبدالله السعدي في أعماله لا يوثق طبيعة أو جغرافية الجزيرة العربية، بل يصنع عالمه الخاص، ويحفظ أشياء من الذاكرة الجمعية لينقلها إلى المستقبل عبر أدوات فنية».

• 1984 العام الذي بدأ فيه الفنان السعدي كتابة يومياته، لتضم اليوم 150 دفتراً و1500 لوحة كانفس.


عبدالله السعدي:

• المعرض سيضم أيضاً (رسائل أمي)، وهو أول عمل أستخدم فيه أبجديتي الخاصة.

طارق أبوالفتوح:

• السعدي يحفظ أشياء من الذاكرة الجمعية لينقلها إلى المستقبل عبر أدوات فنية.


أعمال مخبأة في صناديق

قال القيم الفني لمعرض الجناح الوطني، طارق أبوالفتوح، إن الفنان عبدالله السعدي اعتاد حفظ يومياته في علب، ووضعها في صناديق معدنية مدون عليها التاريخ وكل المعلومات الدالة على مضمونها، وهذه الممارسة اعتبرها جزءاً لا يتجزأ من العمل الفني، ولذلك سيجسد المعرض أجواء استوديو الفنان والممارسات التي يتبعها في حفظ أعماله، ليمثل المعرض رحلة إبداعية يبدأ فيها الزائر في التعرف إلى الفنان وأسلوبه وإنتاجه الإبداعي وطقوسه منذ بداية مسيرته، وذلك بمشاهدة أعمال فنية معروضة بشكل متحفٍ، ثم ينتقل لمشاهدة أعمال أخرى مخبأة في الصناديق المعدنية، يتم الكشف عنها بمساعدة مجموعة من العارضين الذين سيُوجدون في المكان، وهو ما يجسد مفهوم الظاهر والمخفي في المعرض.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App