الامارات | «الشارقة للفنون» تستعيد إرث «مدرسة الدار البيضاء»

شكرا لقرائتكم خبر عن «الشارقة للفنون» تستعيد إرث «مدرسة الدار البيضاء» والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون معرض «مدرسة الدار البيضاء: منصات وأنماط الحركة الطليعية لمرحلة ما بعد الاستعمار 1962-1987»، الذي تنظمه بالتعاون مع تيت سانت آيفز، وشيرن كونستال فرانكفورت، ويقام في استوديوهات الحمرية والديوان الأميري القديم حتى 16 يونيو 2024.

يسلط هذا المعرض الضوء على إرث المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، والثورة الفنية التي أحدثها موظفوها وطلابها في أعقاب استقلال المغرب عام 1956، من خلال مزجهم الفن التجريدي بالتقاليد الفنية الإفريقية والأمازيغية المستوحاة من السجاد والمجوهرات وفن الخط ورسومات الأسقف في المنطقة، ما أفضى إلى تبلور فن جديد في المغرب نابع من التراث الأفرو-أمازيغي، أسهم في إطلاق انتفاضة ثقافية تنامت وشكلت المستقبل.

وانطلاقاً من تراث متعدد الثقافات، أدخل العاملون في المدرسة وطلابها الفن إلى الحياة اليومية، عبر استخدام اللوحات والملصقات والمجلات والجداريات الخارجية ومهرجانات الشوارع، وأسهمت هذه «الموجة الجديدة» في تفعيل حراك اجتماعي وحضري، ساعد في نهاية المطاف على بناء حركات تضامن فني بين أميركا اللاتينية وغرب آسيا وإفريقيا.

يستكشف المعرض هذه الرؤية الاستثنائية، التي قادها خمسة فنانين ومعلمين بارزين، هم: فريد بلكاهية، محمد شبعة، بيرت فلينت، توني (أنتونيلا) مارايني، ومحمد المليحي، إضافة إلى فنانين آخرين ساهموا في التاريخ الفني للمدرسة، وقدموا لوحات تجريدية، وجداريات حضرية، وأعمال طباعة ورسوم غرافيك وتصميم داخلي.

وينقسم المعرض إلى منصات وأنماط عدة لتتّبع تاريخ المدرسة وتأثيرها في الفن الحداثي في إفريقيا والعالم، حيث أسس نهجها التجريبي في التعليم لنهضة فنية في المغرب، وذلك عبر عمل المدرسين مع طلابهم على تفكيك الأساليب والأنماط الغربية التي دُرِج على تدريسها، على غرار تأطير الرسم باللوحة، فانتقلت الحصص إلى تشجيع البحث في التراث الإفريقي والأمازيغي، والذهاب في رحلات لدراسة الآثار المحلية وصناعة الخزف والخط واللوحات الدينية «الزخرفية» وتقنيات النسيج والمشغولات الجلدية والحلي والوشوم.

كما أعاد الطلاب إحياء تقاليد الحِرف التي اعتبرها التدريس الغربي أعمالاً نفعية أو زخرفية فقط، فعمدوا إلى إضافة الخط والرموز التزيينية والأشكال الروحية الهندسية، واستخدام المواد المحلية، مثل النحاس والجلد والخشب والصوف، فبدأت التقاليد في إلهام المستقبل، بدلاً من كونها جزءاً من الماضي فحسب.

طوّر فنانو المدرسة العليا رؤية زخرفية في العديد من المواقع ومشروعات البنية التحتية في كل من الدار البيضاء والرباط، وبين عامي 1967 و1982، عملوا على تصميم المكتب السياحي الوطني في الدار البيضاء، والبنك الوطني للتنمية الاقتصادية، والمصانع والمستشفيات والجامعات ومراكز العطلات والفنادق المبنية حديثاً، إذ جمع الفنانون والمعماريون بين الفن والحرف والعمارة، واعتبروا الردهات والجدران والأسقف والأثاث وتجهيزات المباني بمثابة «مساحات تشكيلية» تتوق إلى تدخّل إبداعي.

بحسب ما قاله مدرّس المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، محمد شبعة: «الملصق لوحة يمكن للجميع الوصول إليها». استخدم فنانو المدرسة تصميم الغرافيك لعرض أعمالهم الفنية ضمن منافع الحياة العامة، وعمدوا خلال ورشهم إلى تعزيز الوسائط التقليدية، مثل الرسم بالاعتماد على استراتيجيات التصميم، حيث جمع المدرّس محمد المليحي الرسم مع الكولاج وأسس استوديو طليعي للتصوير الفوتوغرافي، في حين درّس شبعة الديكور والسينوغرافيا والخط الجديد.

كما تعاون المليحي وشبعة على تصميم مجلة أنفاس، التي وصفها المليحي بـ«مزيج محفّز للفكر يجمع الشعر والأدب والنقد الثقافي»، وتطلعت إلى تخليص الفنون والثقافة المغربية من الاستعمار وإتاحتها للجميع.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App