في "Joy Awards " تركي آل الشيخ وإم بي سي تفوقا..منى واصف أبكتنا ولبنان يفتخر بنجوى كرم

ميرنا وليد - بيروت - حلّقت المملكة العربية السعودية عالياً بالفن والثقافة والرياضة، وأضاءت شعلة " Joy Awards" من الرياض إلى كل العالم الذي شاهد مدى الرقي والدقة والتصميم المبهر.

إنها المملكة التي استضافت النجوم العرب والعالميين على أرضها، والجميع لمس الفخامة فيها، وشاهد صورة مشرّفة عنها يُحتذى بها، فولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا يقبل بما هو عادي، ولأن عينه ساهرة على المملكة دائماً، كانت النتيجة رائعة الى أبعد الحدود. رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ، وإم بي سي، نحيي فيهما الرصانة والتخطيط الذكي، فقد جمعا النجوم من مختلف الجنسيات في مكان واحد، ولولاهما كان من الصعب أن نراهم سوياً.
"Joy Awards" قدم ما لم يكن متوقعاً، تميّز رافقه إبداع وذكاء، وباختصار إنه عظمة على عظمة، فقد توافرت في هذا المهرجان كل الشروط الذي جعلته عالمياً، ولا يقل شأناً أبداً عن أكبر المهرجانات التكريمية في العالم، إذ كسر القاعدة، وجمع كل النجوم الذين عادة لا يحضرون، إلا إذا كانوا قد تأكدوا من أنهم سيحصلون على تكريم، كما أن اللافت في المهرجان، هو أنه جعل نجوماً يُكرّمون نجوماً آخرين، عكس القاعدة التي تُتبع، بأنهم يفضلون أن يُكرَّموا لا أن يُكرِموا في العالم العربي، وهنا لا نتحدث عن الجميع بل الأغلبية على هذا المنوال.
في هذا المقال سنذكر أبرز المحطات التي استقوفتنا في حفل "Joy Awards"، اذ كنا قد تحدثنا في مقالات اخرى على موقع "الفن" بشكل تفصيلي عن كل النجوم الذين حضروا الحدث المميز.
ان تكريم الفنانة نجوى كرم هو فخر لكل اللبنانيين التي استهلت حديثها بقول للشاعر الكبير الراحل سعيد عقل: قائلة: "شو الفرق بين الذكي والعبقري، اذ ان الذكي هو الذي يوصل نفسه أما العبقري هو الذي يوصل بلده"، موجهة الشكر للمملكة قائلة عنها: "البلد العبقري"، وللمستشار تركي آل الشيخ، التي قالت له: "اسمحلي اني اهدي الجائزة لوطني الحبيب لبنان لأني غنيت كرمالو"، وكم من الأمر الجميل ان نرى نجوما عالميين يكرمون نجوما عرب، فمثلا عارضة الأزياء العالمية جورجينا رودريغيز هي من كرّمت نجوى كرم على المسرح، كما ان الفنانة نانسي عجرم وقفت وصفقت لـ نجوى بخطوة محببة.
وكان لافتا ايضا هو نيل الفنانة أصالة جائزة "الفنانة المفضلة" والذي قدّمها لها الفنان السعودي محمد عبده، التي اهدتها للفنانة أنغام وتعجبنا، اذ ليس لأن لها الفضل على فنها، لكن أتى ذلك بعد تصالحهما، كما لا ننسى ان نهنّي ايضا المصصم اللبناني العالمي إيلي صعب الذي نال جائزة "الترفيه الماسية".
استوقفنا في الحفل حضور الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة اذ كان الجمهور متشوّق لأن يراها مجددا، فهي فنانة من الزمن الجميل وحضورها كان مفاجأة بعد غياب.

ننتقل الى سنديانة دمشق النجمة منى واصف، وهنا اسمحوا لنا ان نجود بإنسانة تاريخها المشرّف طُبع على جبينها، فكل تجعيدة على وجهها تحمل ألف حكاية وحكاية، استطاعت ان تبني ناجاحات حقيقية وصلت للجمهور العربي فتوّجها نجمة قديرة نفتخر بها، انها منى واصف التي لا يُشبهها أحد ، لا نسخة لها بقوتها ورصانتها وتفوقها.
فقد نالت جائزة "الإنجاز مدى الحياة"، ولفتنا تأثرها وبكائها قائلة: "على قد ما أنا سعيدة، على قد ما أنا حاسّة انو يا ريت كانت أمّي معي. كانت زعلانة مني لأنني ما كمّلت دراستي، بدي ياها بس لو تطلع وتشوفني وتقول يمكن طلع منّي شي"، كلامها كان كفيلا ان يصل الى أعماق قلبنا ويُبكينا جميعا، بهذه اللحظة حبست منى واصف أنفاسنا واعطتنا درسا في الحياة.
واسمحوا لي التوقف بلحظة خاصة، وأقول لها: ارتجف قلبي حين تكرمتي، وكأن تكرمك كان يخصني كما يخص كل مواطن وكل انسان يعشق الاحتراف والجمال.
الجميل في حفل "جوي أواردز" ايضا هو تكريم نجوم عالميين للمرة الأولى في العالم العربي، مثل كيفن كوستنر، أنتوني هوبكنز، إيفا لانغوريا، عليا بهات، ومارتن لورنس.
وكم من الرائع قيام المايسترو هاني فرحات بتكريم الموسيقار وعازف البيانو الصيني لانغ لانغ.
نهني الممثل كريم عبد العزيز بنيله جائزة الممثل المفضل، اذ دائما ما يبدع بأعماله التي تحقق نسب مشاهدة عالية و رواجا بين الجمهور، وفعلا يستحقها بجدارة،. خاصة انه من خلال تمثيله يبرز المواقف الوطنية وعنفوانه ومحبته للوطن .
ونحيي الممثل أحمد السقا على خطوته المحببة بتقديمه جائزة أفضل ممثلة عن فئة المسلسلات للممثلة رهف محمد.
ولا نستطيع عدم ذكر تكريم الممثل الكبير عادل إمام الذي استلم الجائزة نيابة عنه ابنه الممثل محمد إمام، مع تواجد شقيقه المخرج رامي إمام، والحديث عن تضحيات والدته التي كانت وما زالت داعمة لهم لتكون العائلة يداً واحدة، ولبقائها الى جانب عائلتها عندما كان عادل إمام مشغولاً جداً بالتمثيل.
إطلالة الفنانة شيرين عبد الوهاب والميدلي التي قدمتها كانتا عودة جميلة لها بعد كل المشاكل التي مرت بها.
ولا ننسى الإعلامية ريا أبي راشد التي كانت متواجدة على السجادة الحمراء لتغطية الحفل، فكانت على قدر المسؤولية كما اعتدنا عليها دائما ومتألقة بأسلوبها وإطلالتها.
اذا ان حفل "Joy Awards" سيطر عليه الإنضباط والتنظيم وكان أكثر من ناجح، استطاعت هذه المرة ايضا المملكة العربية السعودية ان تكسب الرهان وتبهرنا بما قدمته.
وتجدر الإشارة الى ان ختام الحفل كان مسكاً مع الفنان عمرو دياب بغنائه "يا أنا يا لأ".
كما ان تم بذخ الكثير من المال على هذا الحدث لكن كان بمكانه الصحيح.
ونتمنى من الفنانين عندما تقام هكذا احتفالات في لبنان، أن يكونون متعاونين.
وفي ختام المقال نسأل: "ماذا ستفعل بعد المملكة العربية السعودية، بعد كل هذا الإبهار الذي شاهدناه؟"