ويكمل ميرغني: المفترض أن التفاوض القادم بين البرهان وحميدتي من دون شروط، أما بالنسب لـ حميدتي والمجابه بإجراءات دولية والمهدد بالإدراج في لائحة الاتهام من جانب المحكمة الجنائية الدولية، فإنه يحاول كسب الرضا الدولي والإقليمي الذي يمكن أن يساعده في إعادة تموضعه سياسيا وليس عسكريا، حميدتي اليوم يحاول تغيير بوصلته من النشاط العسكري إلى السياسي حتى يكون هذا المسار الذي يمكن البناء عليه داخل قاعة التفاوض.
وحول ما ينتظر السودان خلال الفترة المقبلة يقول ميرغني، إن ما قاله حميدتي في خطابه بالأمس حول عدم الصراع على السلطة من جانب الدعم السريع، يناقض تماما ما هو موجود على الأرض من حرب على الجيش لتحقيق مكاسب سياسية، لكن من الضروري في النهاية أن يلتقي البرهان وحميدتي تحت مظلة (الإيقاد) وأن يكون هناك مفاوضات جادة للوصول إلى وقف لإطلاق النار أولا، وإنهاء الوضع المأساوي الذي يعيش فيه المواطن السوداني، ثم الاتجاه نحو العملية السياسية التي يمكن أن تضع البلاد مرحلة الاستقرار السياسي.
وتعليقا على زيارات حميدتي الخارجية في أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي يقول ميرغني: "تأتي تلك الزيارات كرد على الأخبار التي كانت تتحدث عن عدم قدرته على آداء مهامه أو أنه قد مات، كما أنه حاول إيجاد نوع من الحماية حول منظومة (الإيقاد) لضمان وقوف تلك الدول معه خلال عملية التفاوض".
أمس, 18:01 GMT
جاء ذلك في خطاب وجهه حميدتي للسودانيين بمناسبة الذكرى 68 لاستقلال السودان، أوضح فيه أن "الجيش السوداني تم تدميره بالتسييس والمحسوبية والفساد، مؤكدا تمسكه بمبدأ تأسيس جيش جديد مهني وقومي، لا يتدخل في السياسة".
وفي وقت سابق، طالب والي ولاية الجزيرة السودانية المكلف، الطاهر إبراهيم، المواطنين من سكان الولاية بـ"إنفاذ النفرة الشعبية لمواجهة وهزيمة قوات الدعم السريع".
27 ديسمبر 2023, 09:06 GMT
وتشهد العاصمة الخرطوم والمدن المجاورة لها قتالا عنيفا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، إثر خلافات سياسية وأمنية، تسببت في نزوح أكثر من خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من المدنيين، ما تطلب تدخل منظمات إنسانية محلية ودولية لمساعدة المتضررين.