دبي - محمود عبدالرازق - وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي سوف يستعد لسحب 5 ألوية من قطاع غزة، وسط تقارير عن انسحاب دباباته من مناطق عدة في القطاع.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، أن هناك انتقالًا إلى مرحلة أكثر تركيزًا، سوف تستغرق ستة أشهر.
وتابع المصدر: "بعض المقاتلين الذين سيغادرون القطاع سيكونون مستعدين لسيناريو التصعيد في الشمال، فالوضع هناك لا يمكن أن يستمر. الأشهر الستة المقبلة هي فترة حرجة".
وقال المصدر إن هذه المرحلة ستكون أكثر استهدافا لقادة ومقاتلي حركة حماس في قطاع غزة، وسوف تستمر لشهور عدة، بحسب قوله.
فشل سياسي وعسكري
اعتبر نبيه عواضة، الباحث اللبناني في الشؤون الإسرائيلية، أن تسريح 5 ألوية قتالية إسرائيلية تعمل في قطاع غزة، والتي تعد من أبرز الألوية التي قاتلت في بيت حانون وأماكن أخرى، له عدة دلائل ميدانية وسياسية وعسكرية مهمة.
وأوضح أن إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة في الوحدات المقاتلة العاملة في منطقة شمال ووسط قطاع غزة، وصولا لمنطقة خان يونس، وهو ما دفع باتجاه إعادة تمركز القوات العسكرية الإسرائيلية هناك.
وتابع: "مع بروز مؤشرات اقتصادية خطيرة، على أن السنة الجديدة تحمل الكثير من النتائج الاقتصادية الكارثية على الاقتصاد الإسرائيلي، دفعت تل أبيب باتجاه التسريع في عودة جنود الاحتياط العاملين في هذا القطاع إلى أماكن عملهم لأن الحكومة الإسرائيلية أما خيارين، إما أن تزيد الأعباء الضريبية من أجل دعم الميزانية العامة وتحقيق إيرادات إضافية تساهم في الإنفاق الحربي وسد الثغرات التي تتعلق بالكلفة الحربية، أو أن تقوم بإعادة تنشيط الاقتصاد من خلال إعادة الوحدات أو جنود الاحتياط إلى أماكن عملهم في الاقتصاد، وأيضا يترافق الأمر مع البدء بالعام الدراسي وبالتالي عودة الطلاب إلى المدارس والجامعات".
وقال إن "الحلول العسكرية التي طرحها نتنياهو في البداية أظهرت فشلها، وأنه عاد الآن للمربع الأول نتيجة الخسائر التي مني بها بفعل صمود المقاومة الفلسطينية وقدرتها على تحقيق إصابات مؤثرة وبالغة في الوحدات النخبوية للجيش الإسرائيلي".
مناورة سياسية
وبحسب حديثه لـ "الخليج 365، تريد إسرائيل من هذه الخطوة، القول بأنها تستعد بشكل فعلي للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة، وكذلك الخشية من تطور سيناريوهات الحرب، باتجاه انفجار إقليمي، وعليه تسريح هذه الألوية العسكرية من باب قدرة إسرائيل لحرب أطول ومتعددة الجبهات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح يوم 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، استئناف العمليات القتالية ضد "حماس" في قطاع غزة، وذلك على خلفية اعتراض صاروخ أطلق من غزة، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل بمثابة خرق للهدنة الإنسانية المؤقتة ووقف للأعمال القتالية ضد القطاع.
وحمّلت حركة حماس المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية عن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتخللت المعارك هدنة دامت لمدة سبعة أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل للأسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من ديسمبر الماضي.