دبي - محمود عبدالرازق - وتقول الدعوى إن "تصرفات إسرائيل كانت بمثابة إبادة جماعية بطبيعتها، وبالتالي انتهكت الدولة التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية".
أمس, 07:55 GMT
مخاوف إسرائيلية
اعتبر حمادة أبو نجمة، الخبير الأردني في القانون الدولي، أن السبب الرئيسي في قبول إسرائيل المثول أمام محكمة العدل الدولية في دعوى دولة جنوب أفريقيا، يأتي في ظل مخاوفها من إصدار المحكمة قرارًا بوقف الأعمال العسكرية في غزة، حيث تسعى للتقدم بطلب للمحكمة من أجل رفض الالتماس الذي قدمته بريتوريا لهذه الغاية.
وأكد أن هذا الأمر يثير مخاوف إسرائيل وقياداته، خاصة وأن هناك ملفات أخرى لدى المحكمة بحقهم مفتوحة منذ سنوات، وبالإمكان استكمال الإجراءات بشأنها وإدانتهم، وهذه الملفات كانت موضع اهتمام من دول غربية عديدة خاصة الولايات المتحدة، التي مارست الضغوطات على المحكمة لوقف متابعتها.
29 ديسمبر 2023, 19:15 GMT
خطوة استثنائية
في السياق ذاته، اعتبر فادي أبو بكر، المحلل السياسي الفلسطيني، أن خطوة جنوب أفريقيا استثنائية وموافقة إسرائيل على المثول أمام محكمة العدل الدولية غير مسبوقة، ومن المرجّح ألا تلتزم إسرائيل بهذه القرارات العاجلة إن أصدرتها المحكمة في وقت قريب، في ظل فشل مجلس الأمن في إصدار قرارٍ مُلزمٍ بموجب الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بسبب التدخلات الأمريكية.
وبحسب حديثه لـ "الخليج 365"، فإنه من غير المتوقّع أن تُحدِث القرارات العاجلة لمحكمة العدل الدولية أثرًا على الأرض، إذا لم تكن مدعومةً بتوجّه سياسي وإجراءات عقابية من المجتمع الدولي.
وأوضح أن تدخّل "العدل الدولية" للنظر في العدوان الإسرائيلي الجاري على غزّة سيكون له أهميته في مرحلة لاحقة، عندما يؤكّد قضاة المحكمة انتهاك إسرائيل اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والتأسيس القانوني إلى وقوع جريمة الإبادة الجماعية.
29 ديسمبر 2023, 14:46 GMT
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، قوله إن "إسرائيل وقعت على اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية منذ عقود، وبالتأكيد لن نقاطع النقاش فيها. سنمثل أمامها (محكمة العدل الدولية) وسنرد الدعوى العبثية التي تشكل فرية دم".
ويقضي القرار الإسرائيلي، الذي تم التوصل إليه بعد مناقشات ساخنة، بأن إسرائيل ستمثل أمام المحكمة بطلب رفض إصدار أمر مؤقت، والذي يتم عادة بعد نحو شهر إلى شهر ونصف من تقديمه، وستحاول رد الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا.
وبحسب الصحيفة، قد تستمر جلسات الاستماع في الدعوى ما بين أربع وست سنوات، إلا أن الجهود الإسرائيلية تنصب الآن حول إحباط أمر مؤقت قد يجبر إسرائيل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وستستخدم إسرائيل أيضًا أدوات الضغط الدبلوماسي لحشد الدول ضد جنوب أفريقيا ودعواها القضائية.
1 يناير, 07:39 GMT
وإسرائيل من الدول الموقعة على اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية، والتي تستمد بموجبها محكمة العدل سلطتها في النظر في الشكوى المقدمة ضدها من جنوب أفريقيا، وبموجب حكم المحكمة، يجوز لأي دولة وقّعت على المعاهدة أن تشتكي دولة أخرى إلى المحكمة حتى لو لم تتضرر منها هي نفسها.
وفي طلبها إلى المحكمة، قالت جنوب أفريقيا إن "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأنها لا تعمل على معاقبة أولئك الذين يحرضون على الإبادة الجماعية".
كما طلبت من المحكمة أن تأمر إسرائيل بالسماح للفلسطينيين الذين هُجّروا من منازلهم في قطاع غزة بالعودة إليها، والتوقف عن حرمانهم من الغذاء والماء والمساعدات الإنسانية، والتأكد من أن الإسرائيليين لا يحرضون على الإبادة الجماعية ومعاقبة من يفعلون ذلك، والسماح بإجراء تحقيق مستقل في عمليات إسرائيل العسكرية.