أهم العوامل التي تؤدي الى ارتفاع أسعار الذهب

تخطت أسعار الذهب مستوى 2000 دولار في شهر مارس عام 2022 لكنها سرعان ما تراجعت إلى الوراء عدة مرات، يتساءل العديد من مراقبي السوق الآن "متى سيرتفع الذهب؟"

من بين جميع المعادن الموجودة على الأرض يتألق الذهب أكثر عندما يتعلق الأمر بالاحتفاظ بقيمته وكونه وسيلة لبناء الثروة والحفاظ عليها، في الواقع ارتفع سعر الذهب بأكثر من 400% مقارنة بما كان عليه قبل 20 عامًا، على الرغم من هذه الزيادة المثيرة للإعجاب لا يزال العديد من المستثمرين يتساءلون "متى سيرتفع الذهب؟"

يعد المعدن الثمين أحد الأصول الملاذ الآمن الذي يعمل بشكل جيد في الأوقات المضطربة، وكان هناك الكثير من أحداث الأزمات العالمية في السنوات القليلة الماضية، وآخرها التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لوباء كوفيد 19 والتداعيات السياسية والاقتصادية الناجمة من حرب روسيا في أوكرانيا.

ما هي العوامل التي تجعل سعر الذهب يرتفع؟

إذا كنت تريد أن تعرف متى سيرتفع الذهب فإن الأداء السابق للمعدن الأصفر يعد مكانًا جيدًا للبدء، لنبدأ بإلقاء نظرة على تحركات الأسعار خلال اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

بدأ سعر الذهب عام 2022 عند حوالي 1800 دولار للأونصة، وعندما غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير تم تداوله عند 1864 دولار، وبعد أقل من أسبوعين ومع تزايد المخاوف من التداعيات الاقتصادية العالمية إلى ذروتها بالتنسيق مع ارتفاع التضخم العالمي بما يزيد من جاذبية الأصول الآمنة، اخترق المعدن الأصفر مستوى 2000 دولار ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 2074.60 دولار في 8 مارس.

ومع ذلك، كان وقت الذهب فوق 2000 دولار أمريكي قصير الآجل، حيث ساهمت الضغوط التضخمية في دفع البنوك المركزية وفي مقدمتهم البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع سعر الفائدة في محاولة لتهدئة الطلب، تعتبر عمليات رفع أسعار الفائدة سلبية بشكل عام على الذهب لأنه عندما تكون المعدلات أعلى فإن المنتجات الاستثمارية التي تحقق فائدة تكون أكثر ربحية من المعدن الثمين.

مع كل زيادة كبيرة في أسعار الفائدة قام بها بنك الاحتياطي الفيدرالي في عام 2022 تعرض سعر الذهب لضربة طفيفة.

ومع ذلك، فقد أنهى المعدن الأصفر الستة أشهر الأولي من 2022 بالقرب من نفس السعر الذي بدأ به العام، مدعومًا بمستويات قياسية من التضخم على مدى عدة عقود وارتفاع حالة عدم اليقين الجيوسياسي، في الحقيقية لقد كان الذهب من أفضل الأصول أداءً في النصف الأول من العام عند المقارنة بالأسهم والسندات المرتبطة بالتضخم.

أدى الجمع بين البيئة عالية المخاطر من كل من التضخم والجغرافيا السياسية إلى جعل الذهب أحد الأصول القيمة للغاية بالنسبة للمستثمرين، حيث كانوا يسعون إلى تحقيق استقرار سائل عالي الجودة للتحوط وسط أداء ضعيف للغاية في السوق المالية بشكل عام، لقد كانت قدرة الذهب على تحمل الاضطرابات السياسية والاقتصادية واضحة تمامًا في السنوات القليلة الماضية.

يجب على المستثمرين المهتمين بمعرفة متى سيرتفع سعر الذهب أن يراقبوا خطط أسعار الفائدة الفيدرالية في شهر ديسمبر وحتى عام 2023، يتوقع بعض المحللين أن ارتفاع أسعار الفائدة سيدفع الاقتصاد بلا شك إلى الركود، وفي ذلك الوقت قد يبدأ البنك المركزي في عكس مساره وخفض أسعار الفائدة لبدء الانتعاش.

هناك مؤشرات على أن رفع أسعار الفائدة الفيدرالي قد يبلغ ذروته في يناير 2023، ومع ذلك، قالت "ماري دالي" رئيسة البنك الاحتياطي في سان فرانسيسكو في منتصف أغسطس إنها ترى استمرار رفع أسعار الفائدة حتى عام 2023.

هل سيرتفع سعر الذهب في المستقبل؟

استطاع الذهب أن يخترق مستوى 2000 دولار أمريكي ليصل إلى مستويات قياسية في عام 2021 وعام 2022، مما أدي إلى تفاؤل المستثمرين بأن هناك اختراق آخر للمعدن الثمين في عام 2023، فهل سيسجل سعر الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا قريبًا؟ يري العديد من المحللين أنه يوجد دعم كافي لأسعار الذهب لأن ترتفع مرة أخرى فوق مستوى 2000 دولار أمريكي.

يتوقع أحد المحللين أن يتم تداول الذهب مقابل 1800 دولار أمريكي في عام 2023 قبل اتخاذ خطوة إلى "أسعار قياسية أعلى" على خلفية المشاكل الاقتصادية، ويتوقع أن يري ركودا وأزمة مالية في الأفق، لقد كنا نتوقع لعدة سنوات أن يحدث ذلك في وقت ما في نطاق 2024 إلى 2026.


 

أخبار متعلقة :