شراكة الأسرة والمدرسة.. مفتاح التفوق التعليمي والصحة النفسية للطلاب

شكرا لقرائتكم خبر عن شراكة الأسرة والمدرسة.. مفتاح التفوق التعليمي والصحة النفسية للطلاب والان نبدء بالتفاصيل

الدمام - شريف احمد - في إطار سعيها الدؤوب لتعزيز الشراكة بين الأسرة والمدرسة، أصدرت الإدارة العامة للتوجيه الطلابي في وزارة التعليم مجموعة توجيهات شاملة تحت عنوان "دور الأسرة في دعم رحلة الطالب التعليمية".
تهدف هذه التوجيهات إلى تمكين الأسر من القيام بدور فعّال ومؤثر في مسيرة أبنائهم التعليمية، من خلال توفير بيئة تعليمية متكاملة تدعم التفوق الأكاديمي، وتنمية القيم والسلوكيات الإيجابية، وتطوير المهارات النفسية والاجتماعية.
تركز التوجيهات على خمسة محاور رئيسية تغطي مختلف جوانب دعم الطالب، بدءاً من تهيئة الأبناء لبداية العام الدراسي، مروراً بتعزيز دافعيتهم للتعلم، وصولاً إلى المحافظة على صحتهم النفسية والانضباط المدرسي.

الانفصال عن الأجهزة الذكية

أحد أبرز المحاور التي تناولتها التوجيهات هو كيفية إعداد الأبناء لاستقبال العام الدراسي الجديد، وأكدت الإدارة العامة للتوجيه الطلابي على أهمية تهيئة الطلاب نفسياً وجسدياً من خلال تقليل الاعتماد على الأجهزة الذكية، وتقديم الدعم النفسي لهم أثناء عملية الانفصال التدريجي عن المنزل.
ويُشجع على إشراك الأبناء في اختيار المستلزمات والأدوات المدرسية، مما يعزز من شعورهم بالمسؤولية والانتماء.
كما تتناول التوجيهات أهمية تدريب الأبناء على النوم المبكر لضمان بداية نشطة للعام الدراسي، بالإضافة إلى المشاركة في برامج التهيئة النفسية التي تعزز من تكيفهم مع البيئة المدرسية الجديدة.
وتدعو التوجيهات الأسر إلى تزويد الموجه الطلابي بأي تغييرات سلوكية أو نفسية يلاحظونها على أبنائهم، لضمان تقديم الدعم اللازم في الوقت المناسب.

تعزيز القيم والسلوك الإيجابي

وتناولت التوجيهات دور الأسرة المحوري في غرس القيم والسلوك الإيجابي لدى الأبناء، وأوضحت الإدارة أهمية غرس قيم الإسلام في نفوس الأبناء، مثل التسامح، والتعاون، وبرّ الوالدين، والاحترام، وأدب الحوار.
كما شددت على ضرورة تعميق الهوية الوطنية لدى الأبناء، من خلال تعزيز شعورهم بالفخر بمنجزات الوطن والمساهمة في الحفاظ على ممتلكاته ومقدراته.
ودعت الأسر إلى استخدام الأساليب التربوية الإيجابية التي تعزز من الانتماء الأسري وتساهم في تحقيق التماسك الأسري الهادف، كما سلطت الضوء على أهمية توجيه الأبناء للتعامل الإيجابي مع الآخرين، ومشاركتهم في الأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع.
وأشارت إلى أن مساعدة الأبناء على تنظيم وقتهم وحسن إدارته، وتشجيعهم على ممارسة هواياتهم وتطوير مهاراتهم، يعدّان من العوامل المهمة في تنمية شخصيتهم وتعزيز المسؤولية لديهم.

تنمية الدافعية للتعلم

أولت الإدارة العامة للتوجيه الطلابي اهتماماً كبيراً بكيفية تنمية الدافعية للتعلم لدى الطلاب، وتركز التوجيهات على أهمية تعزيز الكفاءات النفسية والاجتماعية للأبناء، مما يسهم بشكل كبير في تحسين قدراتهم التعليمية.
وحثت التوجيهات الأسر على تدريب الأبناء على وضع أهداف قصيرة المدى، مثل "ماذا سأحقق هذا الأسبوع؟"، وأهداف متوسطة المدى مثل "ما المسار الذي سأتبعه في المرحلة الثانوية؟"، وأهداف بعيدة المدى مثل "ماذا أرغب في أن أكون في المستقبل؟".
كما تطرقت التوجيهات إلى أهمية توجيه الأبناء نحو اتباع عادات دراسية فعّالة، تشمل تنظيم الوقت، وضع مخطط تفصيلي، تدوين الملاحظات، ترتيب الأولويات، والاستذكار الجيد.
بالإضافة إلى ذلك، شددت التوجيهات على ضرورة تهيئة بيئة منزلية مناسبة للدراسة، تكون خالية من المشتتات، مما يساعد الأبناء على التركيز وتحقيق أفضل النتائج التعليمية.

تعزيز الانضباط المدرسي

شددت الإدارة العامة للتوجيه الطلابي على ضرورة تعزيز الانضباط المدرسي كأحد الركائز الأساسية لنجاح الطالب الأكاديمي.
وتطرقت التوجيهات إلى أهمية حث الأبناء على الانتظام في الحضور اليومي والمبكر للمدرسة، والالتزام بأنظمة المدرسة وتعليماتها.
وأوصت بتنظيم أوقات السفر والإجازات العائلية بحيث تتوافق مع فترة الإجازات الرسمية، لضمان عدم تعارضها مع أوقات الدراسة.
كما أكدت على أهمية التواصل المستمر مع المدرسة، والمشاركة الفعّالة في مجالس أولياء الأمور، لدعم سير العملية التعليمية.
ودعت الأسر إلى تشجيع الأبناء على المشاركة في الفعاليات والأنشطة المدرسية، لما لها من دور كبير في تعزيز روح الانتماء للمدرسة وتنمية مهاراتهم الاجتماعية.

دعم الصحة النفسية للأبناء

تضمنت التوجيهات محوراً هاماً حول دور الأسرة في تعزيز الصحة النفسية للأبناء، وأكدت الإدارة على أن توفير بيئة آمنة وداعمة داخل المنزل يسهم بشكل كبير في تنمية الثقة بالنفس والاستقرار العاطفي لدى الطالب.
شددت الإدارة على أهمية تنمية المرونة النفسية لدى الأبناء من خلال تشجيعهم على مواجهة الضغوطات والمشكلات بشكل إيجابي، وتقديم الدعم اللازم لهم لتعزيز استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم.
كما تناولت التوجيهات أهمية دور الأسرة في إدارة الضغوط والأزمات النفسية التي قد يواجهها الأبناء، والتعامل معها بطريقة بناءة.

رؤى التعليم الطموحة

وأكدت الإدارة أن الشراكة بين الأسرة والمدرسة تُعدّ ركيزة أساسية في حياة الطالب التعليمية، وهذه الشراكة تسهم في ترسيخ القيم والسلوكيات الإيجابية، وتعزيز الدافعية نحو التعلم، والانضباط المدرسي.
وأشارت إلى أن الأسرة باعتبارها الموجه الأول والمحرك الأساسي لتنشئة العملية التعليمية، تلعب دوراً حيوياً في تحقيق رؤية المملكة الطموحة في تطوير وتقدم أبنائها، ليصبحوا مواطنين منافسين عالمياً، قادرين على تحقيق تطلعات وطنهم في ظل قيادة حكيمة ووطن مزدهر وآمن.

أخبار متعلقة :