قطار العمر يقترب من المحطة الأخيرة

قرأت مقالة رائعة لأحد الكتاب عبارة عن مجموعة من النصائح لمن بلغ العقد السادس من عمره، وجدتها تستحق النشر لتعم الفائدة بين القراء خاصة من بلغ الستين من عمره، ويستهل الكاتب هذه النصائح بأن يحاول من بلغ هذا العمر أن يكون أنيقاً ونظيفاً دائماً، فجمال الشباب قد زال، لذا عليه أن ينتبه لنفسه، ويهتم بها، ويُحسِّن صورته بالأناقة وحسن الخلق، والاهتمام بالحياة الصحية يجب أن يكون من أولياته وذلك بممارسة المشي كثيراً، فهي رياضة الكبار في السن، ولا يرهق نفسه، فإذا تعب يرتاح، ثم يواصل حتى ينهي حصته من المشي، ولا يزد عن نصف ساعة كل يوم، ويحرص على تناول أصح الأطعمة ويشرب الماء والعصائر الطبيعية قدر الاستطاعة ولا يسرف.

الوقت قد حان لإنفاق المال

وأنت في هذا العمر لابد أن تتيقن بأن الوقت قد حان لإنفاق المال الذي جمعته طوال عمرك الوظيفي ولا تشتر الرخيص لنفسك والأغلى للآخرين من أولادك وأحفادك، بل اشتر دائما الأفضل لنفسك كما تشتري لهم للتمتع به في عمرك الباقي، الوقت قد حان لإنفاق المال والتمتع به، فقد وفرت كثيرا قبل ذلك، وساعدت أولادك، وأحفادك، والآن قد اقترب قطار العمر من المحطة الأخيرة، وسيبقى مالك الذي جمعته للورثة، وربما اختلفوا وتخاصموا من أجله.

ضبط النفس يقلل من الأمراض

كن حليما واضبط نفسك في مشاعرك الانفعالية ولا تغضب لأسباب تافهة وبسيطة، ولا تبال بما يقوله الناس عنك في غيابك، ولا بين يديك، فأنت حر فيما تفعل، وفيما لا تريد أن تفعل، طالما أخلصت نيتك لله عز وجل، وحاول أن تبقى طبيعيا ولا تحاول اتباع موضة الشباب، فأنت بتسريحات الشباب وبملابس وهيئات الشباب تصبح أضحوكة بين الناس، وللمحافظة على حيويتك ونشاطك الذهني والعقلي لا تترك الفراغ يسيطر عليك، حاول أن تحافظ على كل صلواتك بالمسجد، واجعل لك وردا من القرآن يومياً، ثم اقرأ كتابا أو جريدة، أو شاهد برامج تلفزيونية ثقافية وإخبارية ورياضية، ادخل على النت وابحث عما يهمك، اطبخ، ازرع الخضراوات والأزهار، حاول دائما زيارة الأقارب من أبناء وإخوان وعائلة وأصدقاء، فصلة الرحم والأحباب مطلوبة، خاصة في هذا السن، أو اتصل بهم هاتفيا، ولو لم يتصلوا بك أو يزوروك بادر أنت دائما، فأجرك على الله، والصحة النفسية لصالحك، فاعلم بأنه في الكبر تكثر الأمراض، وتزداد حدة الآلام، خاصة في المفاصل والأقدام، فلا تشتكِ مرضك وألمك لأحد، فالله من أراد لك ذلك لتكفير الذنوب، فهل ستشكو الخالق للمخلوق؟ اصبر، واحتسب، فالله مع الصابرين، ولا تتردد أو تتكاسل في زيارة الطبيب، فمن خلق الداء خلق الدواء، وادع الله، ثم ادع الله، ثم ادع الله وأنت موقن بالإجابة، فالله هو مجيب الدعوات ومقيل العثرات.

حافظ على قوة شخصيتك

حاول أن تبحث عمَّا يسري عنك، ويسلي قلبك، ولا تحاول مشاهدة المناظر المفزعة، لا في الأخبار ولا في الأفلام ولا في الواقع، تقرب إلى الله بالصيام، وتصدق كثيراً، فليس لك من مالك إلا ما تصدقت به، وأكلت به، ولبست به، وتجولت به في ملكوت الله، واترك أبواب حياتك مفتوحة، ‏ليدخل من يدخل، ويخرج من يخرج، ‏لا تتعلق بداخل، ولا تحزن على مغادر، ‏فلن يبقى معك إلا الله.. وأخيراً، اعلم أن ‏الابتلاء في الحياة ليس اختبارا لقوتك الشخصية، بل هو اختبار لقوة استعانتك بالله، وحسن ظنك به، فاقترب من ربك، وثق به، وتوكل عليه، يقترب منك كُل شيء جميل.

كسرة أخيرة

يزور بلادنا هذه الأيام صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، ودائما الزيارات المتبادلة بين الشقيقين أمير الكويت وأمير البلاد المفدى تعبر عما تجسده هذه الزيارات من انعكاس لروح المحبة والتلاحم والترابط بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين، ودائما العلاقات القطرية الكويتية تتصف بأنها علاقات تاريخية متجذرة متماسكة ومتداخلة منذ القدم، وهي تسير في خطوات ثابتة وإيمان قوي وراسخ لدى قيادتي البلدين والشعبين بأهمية هذه العلاقات، واستمرارية نموها وتطورها في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على المصالح العليا للجانبين، وعاش الشعبان الكويتي والقطري في محبة دائمة وود لا ينقطع أبداً.

فاطمة بنت يوسف الغزال – الشرق القطرية