من أسرار التمكين

من أعظم أسباب (الرضا)، ومن أبهى فنون (السعادة) القدرة على حُسن التعاطي مع (المُتاح) و(المُمكن)..

ودُربة النفس على إبصار النعم، ما ظهر منها وما بطن، والتعوّد على شكرها قولاً بالحمد، وفعلاً باستخدامها والانتفاع منها وبها.

والتذّكر الدائم لما بين يديك من النعم، وعدم مد عينيك إلى ما في أيدي الآخرين من الآلاء التي قصرت عن بلوغها.

فالرضا هو مران النفس على التبصّر بالموجود، وكفها عن الحزن على المفقود، وهو ممارسة للشكر، بتعمّد النظر إلى ما في يديك، والعمل ضمن حدود ما هو متاح لك ومُيسّر.

فالاستمتاع بالمُتاح شكرٌ يستوجب الزيادة. والتعامل مع المُمكن يبُعد النفس عن شتات العقل والتفكير.. ويُجنّب المرء الشعور بالنقص أو الضآلة أمام تحدّيات الحياة، أو الدخول في فخ المقارنات مع الغير، الذي لا يجلب سوى السخط والتبرّم.

ويزيد في منحى آخر الانتفاع بالحد الأقصى مما مُنح لك من حدود وإمكانيات، ويعمّق الاستكشاف لما أُنعمت به من القدرات، لتُدرك بعين الرضا واقعك الحقيقي دون مقاومة ورفض.

وليس المقصد من ذلك غياب الطموح، أو اضمحلال الرغبة في التوّسع والنمّو، أو انعدام التطلّع للأبهى والأجمل والأكثر، وإنما المعنى أن سلوك ذلك هو مرونة واتزان، ومتعة واستمتاع، ورضا وسعادة، وراحة بال، وتوّسع مُتدّرج، وتطلّع مقرون بالسعي والعمل بقلبٍ مطمئن، ومن الانطلاق الواقعي مما هو متاح ومُيسّر لك من الموارد والقدرات، بلا ضغوط ولا سخط، أو قلق وكدر، بل بالتنعّم بالرضا وعيش للحظة والمتاح فيها برحابة دون توقعات.

هذه العقلية المرتاحة، الراضية الشاكرة، الساعية بهمّة واهتمام، لا بهمّ وانهمام، والمتفهمّة لطبيعة الحياة، ودوائر انتقالاتها وصيرورتها، تُدرك حتماً أن الارتقاء والاتساع لا يبدأ إلا من حيث أدركت نقطة وقوفك، التي هي ما أُتيح لك فيها من الإمكانات والقدرات والموارد، منها تزّود الركب، وتعدّ العُدّة للانطلاق والتمكين، بنفسٍ راضيةٍ مطمئنة، لا يكون لها اليُسر إلا سبيلاً، ولا تكون لها السعادة إلا حياة دائمة مهما كان حلوها أو مُرّها، ولا يكون لها التوكل إلا مسيراً ووقوداً مقيماً لا ينضب أبداً.

ومن كان ذاك حاله فليس عليه من مشّقة المسير بأس، لأنه قادر على إعادة تشكيل نفسه كل مرة، راضياً متيقناً بالكريم، الذي لن يكون معه المآل إلا جبراً وتمكيناً، وسمواً وارتقاءً.

 

لحظة إدراك:

ما أجلّ أن يعقد المرء نيتّه على أن يتبصّر إلى ما هو متاح بين يديه من الموجود، ويُعمل الفكر في كيف يتصرّف فيما أُتيح له، وما هو مُمكّن فيه، ويُقلّب الطرف في أحواله، فيطيل الشكر لما لديه من النعم، ويتفكّر في كيف ينطلق باليسر والسهولة، بخطواتٍ دائمة وإن قلّت، وبتقدّم مستمر وإن أبطأ.

خولة البوعينين – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر من أسرار التمكين لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :