شروق الشرق وغروب الغرب

هذا المقال من وحي حلقة بودكاست رائعة في عالم الجغرافيا السياسية مع الدكتور محمد الشنقيطي حول موقع العالم الإسلامي من النظام العالمي، والذي أنصح مشاهدته أو الاستماع إليه لأجل فهم أفضل وأعمق لما يحدث بالعالم الآن من بعد طوفان الأقصى. الطوفان الذي كشف الكثير الكثير من الألاعيب والمؤامرات والخدع التي تعيش أمتنا تحت تأثيراتها إلى يوم الناس هذا.

الأمة لا أحد يشكك في أنها تعيش حالة تململ من بعد سبات عميق. تريد أن تنهض وتدرك وضعها الحالي لتبدأ من حيث توقفت أو نامت أو تم تنويمها، رغبة أو رهبة. هناك رغبة مشتركة بين بعض قادة الفكر والسياسة وخلفهم جمع أكبر من شعوب مسلمة ما بين مشرق ومغرب الأمة. شعوب يؤلمها استمرار حال الأمة على ما هي عليه من تشتت وتفرق، وعبث غربي مستمر بها ومقدراتها وشعوبها منذ قرن من الزمان.

لكن لله الفضل فيما يحدث الآن من صحوة، وإن بدت أنها بطيئة في زمن سريع متسارع، لكنها البداية. وعادة بدايات أي مشروع نهضوي تكون بطيئة، وخطواتها محسوبة ثقيلة، إلى أن تستوي وتنضج وتقف على أساسات صلبة مُحكمة.

فلسطين بلاءٌ على المعتدي

لا شك أنه بفضل الله سبحانه، صار لطوفان الأقصى أو فلسطين بشكل عام، الدور المهم في هذه الصحوة أو بدايات النهوض الذي نتحدث عنه ونتأمله. ذلك أن هذه القطعة التي بارك الله حولها، هي أساس كل الاصطدامات والتدافعات التي وقعت بين أمتنا والغرب منذ قرون عدة، والتي تبدو أننا على موعد قادم آخر قريب مع تصادم جديد مع هذا الغرب وعبثه واستغلاله. نعم ستكون فلسطين، كما كانت قديماً، في قلب هذا التدافع والتصادم.

الدكتور الشنقيطي كتب من ذي قبل دراسة موجزة محكمة نشرها بالعنوان الذي استخدمناه اليوم لهذا المقال، شروق الشرق وغروب الغرب، يستشرف فيها مستقبل الأمة في هذا التدافع والصراع الحضاري، ويضع وصفة استراتيجية لهذا النهوض المأمول.

الجميل أنه بدأ دراسته بالحديث عن العنوان، وأنه من ابداعات الكاتب المصري أحمد حسن الزيات « الذي استخدم التعبير ضمن مقال له عام 1938 دفاعاً عن فلسطين، ختمه مهدداً المستعمر الإنجليزي المتواطئ مع الاحتلال اليهودي لفلسطين:» وفلسطين كانت منذ أنشأها الله بلاء على المعتدي، وشؤماً على الظالم. وقد التقى عندها الغرب والشرق، مرةً في عهد عمر بن الخطاب، ومرة في عهد صلاح الدين، فكانت العاقبة في كلتا المرتين غروب الغرب وشروق الشرق «.

مشاهد ماضية تتكرر

على رغم الخسائر المادية والبشرية في غزة، إلا أن ما نتج عن طوفان الأقصى حتى يوم الناس هذا، هو دون شك إعادة للمشاهد الماضية في عهد الفاروق ومن بعده صلاح الدين، أو كما عبّر عنها الزيات بالتقاء الشرق والغرب من أجل أن يشرق الشرق ويغرب الغرب. وبالطبع ليس الشرق هو العالم الإسلامي فحسب، بل المقصود أيضاً القوى الآسيوية الصاعدة مثل الصين وروسيا. لكن العالم الإسلامي الذي يقع جزء كبير منه في هذا الشرق، سيكون عند حدوث هذا الشروق في بؤرة الأحداث والاهتمام، بل والتأثير بإذن الله.

ما يحدث في غزة رغم الخسائر المادية الهائلة على الجانب الغزاوي كما أسلفنا، إلا أن ذلك كله لا ينظر إليه الاستراتيجيون كما عامة الناس. إنهم يستشرفون عبر هذه الأحداث مستقبل العالم. فلو لم تكن فلسطين نقطة التقاء الشرق والغرب أو نقطة الصراع من أجل الهيمنة، ما رأيت أساطيل الأمريكان وخلفها وحولها إمكانات الغرب العسكرية والتقنية، من انجليزية وفرنسية وألمانية وإيطالية، تزحف نحو هذه النقطة الملتهبة.

 

 طوفان الأقصى سرّع هذا الزحف وهذا الالتقاء سنوات عديدة.

لولا هذا الطوفان، ما كان ليحدث ما يحدث الآن من صحوة عالمية تتساءل ليس عن أهمية وقف العدوان فحسب، بل الأهم من ذلك تعاظم تساؤلاتها حول الفائدة المرجوة من وجود كيان استفزازي دخيل مثل الكيان الصهيوني على العالم. ولولا هذا الطوفان الذي خرج عن السيطرة، ما رأيت تهافت الأمريكان على وجه التحديد ومن ورائهم قوى غربية أخرى من أجل تهدئة الأحداث، ليس لشيء سوى رغبة في التقاط الأنفاس أولاً، ومن ثم كسب بعض الوقت لإعادة ترتيب وتنسيق المواقف السياسية والعسكرية والاستراتيجية، قبل أن تنزلق الأمور ويحدث ما لا يرغب فيه الغرب أن يحدث الآن.

الغرب يشعر أن هذا الكيان ورطة تاريخية. لقد أرادوا التخلص منه وحذفه خارج أوروبا بعيداً عنهم، ليقوم بمهام قذرة نيابة عن الاستدمار الأوروبي إن صح التعبير، إلى حين من الدهر طويل. لكن مع الطوفان، تبين مدى هشاشة هذا الكيان، الذي فقد ما بقي عنده من عقل، واضطربت بوصلته حتى راح يهدم ويهلك الحرث والنسل يميناً وشمالا، وهو لا يدرك أنه بهذا يقترب أكثر فأكثر من نهاية حتمية له أولاً بإذن الله، ومن ثم يكون سبباً رئيسياً في خلخلة نظام العالم بأكمله، وهو ما يراه الاستراتيجيون ومن يستشرفون مستقبل العالم أنه المشهد ذاته، الذي بعده سيشرق الشرق ويغرب الغرب بإذن الله (ويقولون متى هو. قل عسى أن يكون قريبا).

د. عبدالله العمادي – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر شروق الشرق وغروب الغرب لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :