الامارات | خبير عالمي: المناهج التقليدية تُعيق الإبداع.. واللعب مُحفّز لتعليم الطلبة

شكرا لقرائتكم خبر عن خبير عالمي: المناهج التقليدية تُعيق الإبداع.. واللعب مُحفّز لتعليم الطلبة والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - أكد خبير تعليم الأطفال العالمي، البروفيسور جير جراوس، أن المناهج التعليمية التقليدية التي ترافق الطالب تعيق روح الإبداع، وتزيد من صعوبة الانتقال إلى المرحلة الجامعية، ومن ثم إلى سوق العمل، في حين أن اللعب يعدّ عنصراً حيوياً لتحفيز الطلبة من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية.

وأوضح خلال محاضرة ألقاها في مجلس محمد بن زايد، بحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات تمتلك منظومة تعليمية متطوّرة جعلتها نموذجاً يحتذى به عالمياً، داعياً إلى ضرورة سن تشريعات وقرارات تلزم كل طالب وطفل زيارة المرافق الثقافية والتراثية في كل مجتمع.

وتفصيلاً، شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، أول من أمس، محاضرة بمجلس محمد بن زايد، تحت عنوان «إعادة تصوّر التعليم المبكر»، ألقاها الخبير في مجال تعليم الأطفال، البروفيسور جير جراوس، بحضور عدد كبير من الشيوخ والمسؤولين والمعنيين بقطاع التعليم.

وبدأت المحاضرة، التي أدارتها المستشارة التربوية بدائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي، مريم الحلامي، بعرض مقطع فيديو تضمّن عدداً من المشاريع التعليمية المبتكرة في دولة الإمارات، مركزاً على أسلوب التعليم من خلال التجربة وإشراك المجتمع، كما سلّط الضوء على دور التجربة العملية في أهمية التعليم، وإثراء تعليم الطفل وتنمية مهاراته العملية، وشدّد كذلك على ضرورة اهتمام القائمين على التعليم بتبنّي تلك الممارسات والارتقاء بالواقع التعليمي في دولة الإمارات.

واستهلّ جراوس محاضرته، التي قسّمها إلى ثلاثة محاور رئيسة، «أهمية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ودور اللعب، وأهمية أن يعرف الأطفال كيفية تقديم المناهج الدراسية الأنسب لهم، وقياس الجوانب المهمة في بيئة التعليم المخصصة وفقاً لاحتياجات الطلبة»، بإبداء إعجابه البالغ بمدى التطور الهائل الذي وصلت إليه البنية التحتية في دولة الإمارات، والقفزات الكبيرة التي حققتها في مختلف المجالات والقطاعات، مؤكداً أن الإمارات تمتلك منظومة تعليمية متطوّرة وحديثة، جعلتها نموذجاً يحتذى به على كل المستويات الإقليمية والدولية.

وتحدّث المحاضر عن أهمية التعليم المبكر ودور اللعب كعامل محفّز وشكل مبكر من أشكال الترفيه التعليمي الذي يجب توفيره للأطفال عبر مراحل الدراسة من الابتدائية إلى الثانوية، إذ رأى أن المناهج التقليدية تعيق من روح الإبداع مع مرور الزمن، ثم انتقل بالحديث إلى مراحل تطوّر الطفل حتى بلوغه مرحلة التعليم الجامعي والتحاقه بسوق العمل، حيث انتقد المسارات والهياكل التعليمية الخطّية، منوهاً بأنها تسهم في تعزيز التعليم كمؤسسة أكثر منه كمسيرة ممتدة مدى الحياة.

وقال: «تتمحور الفكرة الأساسية لأهمية التعليم من خلال التجربة، في كونه يسهم في إدراك جوهر الأشياء ويساعد على الإجابة عن الأسئلة، كما يضفي القيمة والمعنى للعملية التربوية والتعليمية ويجعلها متوافقة أكثر مع احتياجات الطفل وقدراته وطموحاته، إذ إننا غالباً ما نقيّم أطفالنا من خلال سلّم الدرجات التي يحققونها»، داعياً أولياء الأمور ومسؤولي المنظومات التعليمية إلى ضرورة تجاوز اعتبار أن المسارات الأكاديمية هي المعلّم الوحيد للطفل، ومحاولة التركيز على استقاء الدروس من الواقع المعيش، خصوصاً أن الطفل يستقي معارفه من مصادر عدّة في المدرسة والأسرة والمجتمع، ومن ثم فمن الضروري فحص تلك المعارف أيضاً.

وعرض جراوس خلال المحاضرة عدداً من الأدلة والمشاهدات، سجّلها عبر مسيرته المهنية وخبراته العميقة بوصفه الرئيس التنفيذي لجامعة الطفل، وكذلك من أبحاثه التي أجراها كأول مدير عالمي للتعليم في «كيدزانيا»، ليدعم بها منهجيّته، قائلاً: «منذ سنوات عدّة ابتكرت جامعة الأطفال، التي كانت تركّز على الأطفال من سن 4 إلى 14 عاماً من الفئات الأقل حظاً في المجتمعات، حيث كانت بداية المشروع في المملكة المتحدة، ووقتها عملنا مع المتاحف والمكتبات والمعارض والمزارع وحدائق الحيوان والأندية وغيرها، حيث شجعنا الأطفال وعائلاتهم على زيارتها خارج ساعات المدرسة، وأعطيناهم جوازات سفر، تمنح الأطفال إمكان الحصول على نقاط وجوائز، بحسب عدد الساعات التي قضوها في التعليم خارج الفصل الدراسي».

وأضاف: «عندما أجرينا البحث مع جامعة كامبريدج، تبيّن لنا أن الأطفال وعائلاتهم الذين تطوعوا للتعلم خارج الفصل الدراسي، أصبحوا يتعلمون أفضل، وباتوا أكثر ثقة، وأدّوا بشكل أفضل في المدرسة»، مبيّناً أنه يمكن لاستراتيجيات التعلّم والترفيه التي تعتمدها جامعة الطفل و«كيدزانيا»، أن تعزّز من فرص النجاح للطفل، حيث تشتمل تلك الاستراتيجيات على مشاركات إبداعية ذات مغزى مع قطاعات التعليم الخاص والعالي، مع الحرص على اتّباع نهج مستدام وواع بمسؤوليته الاجتماعية عند إقامة الشراكات والتركيز على العائد من المشاركة بدلاً من الاهتمام بالعائد على الاستثمار.

وأضاف المحاضر: «جميع الأطفال في مختلف المجتمعات، يتطلعون إلى شخص ما حتى يتخذوه قدوة، وذلك نظراً للأثر الكبير الذي تركه، فعلينا جميعاً أن ندرك ونجعل من أنفسنا قدوة حسنة لأطفالنا، سواء في المنزل أو في مدارسنا، فالطفل يتأثر بمن حوله ويتخذ أكثرهم تأثيراً قدوة له.

وسلّط المحاضر الضوء أيضاً على رؤية (التعليم مدى الحياة)، باعتبارها رؤية مستقبلية تجاوز مفهوم المؤسسات التعليمية والاختبارات الدورية والامتحانات الوطنية، مؤكّداً أن التعلّم يجب أن يكون رحلة مستمرّة مدى الحياة، وبالتالي لا بد من استكشاف الوسائل المناسبة للربط بين التربية والتعليم، ومن ثم التركيز على القيمة التي يمكن تحقيقها بدلاً من التركيز على الكم، داعياً إلى أهمية أن تدرك الأنظمة التعليمية أن المتاحف وصالات العرض الفنية، والتراث الثقافي جزء من التعليم، الأمر الذي يتطلب سن لوائح وقرارات تجعل من زيارة تلك المرافق إجراءً إلزامياً لكل طفل في كل مجتمع.

التعليم التقليدي

قال خبير تعليم الأطفال العالمي، جير جراوس، إن «العالم يشهد حالياً قفزات كبيرة في المجالات كافة، إلا أننا لانزال إلى وقتنا هذا نعلّم أطفالنا بالطريقة والأسلوب الذي كان مستخدماً في الثورة الصناعية الأولى»، موضحاً أن «أسلوب التعليم الحالي، سيشكل مع مرور الوقت تحدياً وإشكالاً كبيرين، في حال لم يتم تدارك الأمر ووضع الحلول الناجعة له».

وأضاف أن «المدرسة في وقتنا الحالي، تعمل على تعليم الأطفال من خلال القيام بالشيء نفسه مراراً وتكراراً، معتقدين أن هذا سيحدث فارقاً في تعليم الطفل، وهو أسلوب يتطلب منا التفكير بشكل مختلف، فعلى سبيل المثل علينا التوقف عن تمريرهم إلى المرحلة التالية، فالأطفال ليسوا طروداً تُمرر من السنوات الأولى إلى المدرسة الابتدائية، ثم الثانوية، ثم إلى الجامعات، بل هم أشخاص ينمون ثم يدخلون إلى عالم العمل، ويصبحون أعضاء في المجتمع، ومساهمين في الاقتصاد، ويصبحون ذوي قيمة إذا سمحنا لهم بالنمو بدلاً من تمريرهم من مرحلة إلى أخرى».

جير جراوس:

• الإمارات تمتلك منظومة تعليمية متطوّرة، جعلتها نموذجاً يحتذى به عالمياً.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

أخبار متعلقة :