وائل الدحدوح .. تعب الصبر من صبره

شكرا لقرائتكم خبر وائل الدحدوح .. تعب الصبر من صبره ونؤكد لكم باننا نسعى دائما لارضائكم والان مع التفاصيل


- بواسطة أيمن الوشواش - «تعب الصبر من صبره».. عبارة دقيقة قالها أحد الصحفيين وهو يصف حال زميله الإعلامي الفلسطيني وائل الدحدوح، الذي فقد قبل أيام قليلة ابنه الأكبر حمزة، خلال قصف إسرائيلي غاشم، استهدف صحفيين في غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة المحاصر.

ولم يكن استشهاد الصحفي حمزة الدحدوح الجرح الأول لوائل، الذي فقد جميع أفراد أسرته خلال الغزو البربري لغزة، إذ استشهدت زوجته أم حمزة في بداية الحرب الظالمة، ومعها ابنه محمود، وأصغر بناته وأحبها إلى قلبه شام، 7 سنوات، وحفيده آدم شهر ونصف الشهر.

أصبح وائل الدحدوح «محارب الكلمة» الأبرز في العالم، وبات يملك قصة لا يمكن تكرارها على مدار تاريخ الصحافة منذ ظهورها، إذ قاتل مراسل الجزيرة بكل أدواته، وواصل حربه بإرادة لا تلين بعدما فقد كل أحبته، وبقى صلبا رغم الوحدة.

مأساة حقيقية
واجه المراسل الصحفي لقناة الجزيرة وائل الدحدوح «مأساة حقيقية»، على حد تعبير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي تعد بلاده الداعم الأكبر للاحتلال الإسرائيلي في ضرباته المميتة لغزة.
دفعت المأساة بلينكن للتعليق على الأمر الجلل الذي واجه محارب الكلمة، قال «لا يمكن أن يتخيل الفظاعة التي واجهها المراسل الصحفي وائل الدحدوح، «ليس لمرة واحدة بل لمرتين، إن ما تعرض له مأساة حقيقية».
الفظائع لا تأتي فرادى، فقد استشهد حمزة وائل الدحدوح الأسبوع الماضي، جراء قصف إسرائيلي على سيارة كان يستقلها مع زميله الصحفي مصطفى ثريا في خانيونس جنوبي قطاع غزة، وجاء استشهاده بعد أيام من فقدان زوجته وابنه وابنته وحفيدته، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا نزحوا إليه وسط قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
وبعدها بأسابيع عدة أصيب هو نفسه، واستشهد زميله المصور سامر أبو دقة، بقصف إسرائيلي خلال تغطيتهم مجريات الحرب بمدينة خانيونس، ليفجع بعدها باستشهاد نجله الأكبر حمزة.

وجع الفقد
«هذا الطريق أعطيناه كثيرا وسقيناه بالدماء ونحن ماضون .. الإنسان يحزن ويألم وليس أصعب من وجع الفقد، فكيف إن كان الفقد لابني البكر حمزة، روح الروح وكل شيء». بهذه الكلمات ودع الصحفي وائل الدحدوح نجله حمزة، الذي استهدفته قوات الغدر الإسرائيلية.
لم يستسلم وائل، وبعد فقدان ابنه بساعات، ظهر يتحدث برباطة جأش فولاذية، قال خلال برنامج الحكاية عبر (أم بي سي) مصر: «نفارق أحبتنا بكل حب وإنسانية، لكن أيضا بكل فخر وعزة ورباطة جأش.
ونحن نحمل رسالة إنسانية، وواجبا مهنيا ووطنيا، لذلك قررنا منذ البداية اختيار حمل هذه الرسالة، وأعطيناها كثيرا وأعطتنا كثيرا».
وأضاف: «منذ بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة، خرجت من بيتي ولم أر أهلي نهائيا إلا وأنا أودعهم في يوم استشهادهم، والتواصل بيننا كان قليلا للغاية، أصعب اللحظات هي التي تحتاجني فيها أسرتي بجانبهم، لأوفر لهم بعض الأمن بقوة الأب ورمزية الأب ومكانة الأب، لكن هذا مفقود في أسرتي».

لحظات عصيبة
بقوة إرادة لافتة.. يقول وائل الدحدوح: «هم ضحُّوا بذلك لأواصل حمل الرسالة، وفي مثل هذه اللحظات يجب أن أكون وفيًّا لتضحياتهم، وأعود لعملي سريعا، ولو سألتهم لكان قرارهم هو الاستمرار في عملي».
وأضاف: «واقع الحال أنني مستهدف من الاحتلال الإسرائيلي، وربنا ـ سبحانه وتعالى ـ يصبرنا ويثبتنا ويقوينا حتى نتحمل كل هذه الآلام والأوجاع. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كل الشرائح والمستشفيات والمساجد والكنائس، ولا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة، والصحفيون كشريحة تعمل في الميدان وتغطية الأحداث الصعبة، دفعوا أثمانا باهظة جدا، نحو 110 من الصحفيين استهدفوا واستشهدوا.
الصحفيون يعملون من الهجرة القسرية، والنزوح والشوارع».
وتابع: «قطاع غزة في هذه اللحظات يمر بلحظة عصيبة، وظروف مأساوية وكارثية جدا، والشهداء بعشرات الآلاف، وحالة الدمار تسيطر على القطاع».

لا تراجع
واصل وائل الدحدوح: «ما من مفر، وهذا قدرنا وخيارنا، ولا يمكن التراجع، أو تثنينا الأحداث أو الأثمان عن مواصلة حمل هذه الرسالة النبيلة الإنسانية المقدسة، التي يفترض أن القوانين الدولية والإنسانية كفلتها ووفرت الحماية اللازمة للصحفيين، كي يقوموا بدورهم في الحروب والنزاعات، ولكن يبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يروق له أن يقوم الصحفي الفلسطيني بواجبه علي أكمل وجه، ولذلك يقوم باستهدافه علي هذا النحو المتكرر، كما يحدث في حالتي، وحسبنا الله ونعم الوكيل».
وأعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن تعاطفها مع الدحدوح، وقلقها إزاء ارتفاع عدد الضحايا من العاملين في مجال الإعلام داخل قطاع غزة، وقالت: «يجب إجراء تحقيق شامل ومستقل في استشهاد كل الصحفيين، بمن فيهم الدحدوح»

الرسالة الأخيرة
كتب حمزة الدحدوح رسالة أخيرة مؤثرة قبل استشهاده، تحت صورة لوالده قال فيها: «إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء، ولا تقنط من رحمة الله، وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرا ما صبرت».
أما آخر حالة وضعها قبل ساعة من استشهاده، هي: أكفان شهداء في غرفة موتى .. وقبلها رثاء لحارة في غزة التي صارت مدينة أشباح.
ودانت الحكومة الفلسطينية، ومعها عدد من الحكومات العربية، جريمة اغتيال الصحفيين حمزة وائل الدحدوح، ومصطفى ثريا، وقالت إن هذه الجرائم المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين، تهدف إلى ترهيبهم ومحاولة فاشلة لطمس الحقيقة.
ودعت فلسطين كل الاتحادات الصحفية، والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية، إلى إدانة هذه الجريمة والتنديد بتكرارها من قبل الاحتلال، والضغط عليه لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقدمت نقابات وجمعيات الصحافة في الدول العربية عزاءها لكل الصحفيين الفلسطينيين، وللزميل وائل الدحدوح، الذي يعد رمزا لصمود الشعب الفلسطيني، وصحفييه في العدوان الفاجر على غزة.

وائل الدحدوح.. قصة صمود

  • ولد في 30 أبريل 1970 في مدينة غزة.
  • اعتقل 7 سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
  • بدأ حياته المهنية مراسلا لصحيفة القدس الفلسطينية.
  • اشتغل في صحف عدة قبل أن يلتحق بقناة الجزيرة عام 2004.
  • اشتهر بتغطيته المتواصلة والمستمرة لما يجري في قطاع غزة.
  • تعرضت أسرته في 25 أكتوبر 2023 لقصف جوي إسرائيلي.
  • فقد خلال القصف زوجته وابنه وابنته وحفيدته.
  • فقد ابنه الأكبر حمزة في قصف خان يونس يوم 2 يناير الجاري.
  • حصل على جائزة السلام الدولية للصحافة عام 2013.

كانت هذه تفاصيل خبر وائل الدحدوح .. تعب الصبر من صبره لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على مكه وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :