126 شهيدا خلال 24 ساعة.. الصحة العالمية: قلقون من انهيار مستشفيات جنوب غزة

المنامة - ياسر ابراهيم - يستمرّ العدوان وحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ95 على التوالي، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، واستمرار النقص في المساعدات وشحّ المواد الغذائية والطبية، وسط مخاوف من انهيار المستشفيات في جنوب القطاع، جراء هجمات الاحتلال.
 
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة راح ضحيتها 126 شهيداً و241 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية، لافتة إلى أن هذه الحصيلة تشمل فقط من وصلوا إلى المستشفيات، إذ يتعذر الوصول إلى عدد من الشهداء وانتشالهم بسبب القصف الإسرائيلي العنيف واستهداف مركبات الإسعاف.
 
وأوضحت الوزارة، أن حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ارتفعت إلى 23.210 شهداء و59.167 مصاباً. كما ذكرت إن 57 شهيداً و65 مصاباً وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية.
 
في الأثناء دمر طيران الاحتلال الإسرائيلي برج "الفرا" المكون من 16 طابقاً وهو أعلى برج سكني في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
 
من جانبه نشر المكتب الإعلامي الحكومي تحديثه اليومي لأهم الإحصائيات المتعلقة بالعدوان جاء فيه أن جيش الاحتلال ارتكب 1944 مجزرة، خلفت 23 ألف و210 شهداء، يضاف إليهم 7 آلاف في عداد المفقودين، كاشفا عن إجمالي 30 ألف و210 شهداء يوجد 10 آلاف طفل شهيد، و7 آلاف شهيدة من النساء.
 
الصحة العالمية: قلقون من احتمال انهيار المستشفيات جنوب غزة
 
عبّر مسؤولون بمنظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، عن قلقهم إزاء احتمال انهيار المستشفيات في جنوب قطاع غزة مع احتدام المعارك حول مدينة خانيونس، وسط فرار كثير من أفراد الأطقم الطبية والمرضى للنجاة بأرواحهم.
 
وقال شون كيسي منسق فرق الطوارئ الطبية لمنظمة الصحة العالمية في غزة لمؤتمر صحافي في جنيف عبر رابط فيديو: "لذلك فإن ما نراه يثير قلقاً حقيقياً حول الكثير من المستشفيات".
 
وأضاف "نشهد انهيار المنظومة الصحية بوتيرة سريعة للغاية"، مشيراً إلى أن ما يقدر بنحو 600 مريض فروا من إحدى المنشآت. وكانت المنظمة الأممية قد أكدت أن مستشفى "شهداء الأقصى" وسط قطاع غزة فقد الكثير من موظفيه، وأنه يعمل حالياً بنحو 30 بالمائة فقط ممكن كانوا يعملون قبل أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
 
جاء ذلك في تقرير، عقب زيارة أجراها فريق من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إلى مستشفى "الأقصى"، يوم الأحد. ووصف شون كيسي المشهد في المستشفى بـ "فوضوي"، وإن موقعه "قريب من المنطقة التي تم إخلاؤها السبت".
 
وأضاف: "فقد المستشفى الكثير من موظفيه، ويعمل حالياً بنحو 30 بالمائة من الموظفين الذين كانوا موجودين قبل بضعة أيام فقط". وقبل أيام، أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر بإخلاء المنطقة المحيطة بالمستشفى بمدينة دير البلح من خلال منشورات أسقطتها من الجو.
 
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أوضحت في بيان أن "الاحتلال الإسرائيلي يقوم بإرهاب المرضى والطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى من خلال (الطائرات) المسيّرات".
 
وأشارت إلى أن "المسيرات الإسرائيلية تطلق نيرانها بكثافة تجاه أقسام وساحات مستشفى شهداء الأقصى وتستهدف كل من يتحرك"، موضحة أن "الجرحى والمرضى يهربون من المستشفى تحت النيران الإسرائيلية".
 
"أونروا": قطاع غزة يتحول إلى "مكان غير صالح للعيش"

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الثلاثاء، إن قطاع غزة يتحول إلى "مكان غير صالح للعيش"، بعد أكثر من 3 أشهر من الحرب الإسرائيلية على القطاع.
 
جاء ذلك في حوار أجراه موقع "أخبار الأمم المتحدة" مع عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم "أونروا"، قال فيه إن "غزة هي المكان الأسوأ على الأرض، ويتم تحويل القطاع لمكان غير صالح للعيش".
 
وأوضح أن هناك "1.9 مليون نازح في مختلف مناطق قطاع غزة، منهم حوالي 1.4 مليون يتواجدون في 155 مدرسة ومركز إيواء تابعين للأونروا"، مسشيرا إلى أن هناك "500 ألف نازح آخرين مسجلين لدى الأونروا تستطيع الوكالة الوصول إليهم لتقديم المساعدات".
 
وقال متحدث الأونروا: "يتم الآن دفع معظم سكان قطاع غزة إلى مدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية، ووصل عدد سكان مدينة رفح الآن إلى 1.4 مليون نازح، وهو رقم مرشح للارتفاع خلال الساعات القادمة إلى 1.5 مليون، وليس لدى الأونروا القدرة لمواجهة الانهيار الحاصل".
 
وتابع: "يتم الدفع بالنازحين إلى هذه المنطقة التي تصل إلى حافة الانفجار، خاصة أن الأوضاع بائسة على كافة المستويات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية وأيضا على مستوى تقديم المساعدات".
 
وقال أبو حسنة إن الأونروا تعتبر "الجسم الأكبر في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ورغم ذلك فإن ما تقدمه الوكالة يعتبر بسيطا بالنسبة لحجم المساعدات التي من المفترض أن تصل".
 
وطالب متحدث الأونروا بـ"وقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات إنسانية وادخال مزيد من الوقود وفتح الخط التجاري للأسواق".
 
وبشأن إيصال المساعدات الإنسانية لمناطق مدينة غزة وشمال القطاع، قال أبو حسنة: "نجحنا في الفترة الأخيرة بإدخال بعض المساعدات إلى مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، لكن هذا غير كاف لأن الناس هناك جوعى. هناك مئات الآلاف من الناس جوعى سواء في المنطقة الشمالية أو الجنوبية".
 
وأضاف: "هناك صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات لمناطق وسط وشمال القطاع بسبب استمرار العمليات العسكرية (الإسرائيلية)"، مؤكدا أن "ما يحدث لا يفوق فقط إمكانيات الأونروا ولكنه يفوق إمكانيات دول، إذ يتم تهجير شعب بأكمله إلى مدينة رفح".
 
وأشار إلى أن "ما تقدمه الأونروا قليل بالنسبة للاحتياجات"، موضحا أن "استمرار الوضع بهذه الطريقة وازدياد الاحتياجات الإنسانية يدفع مجمل العمليات الإنسانية إلى حافة الانهيار".
 
والأحد، قال سكوت أندرسون، نائب مدير عمليات غزة بوكالة أونروا، في مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأمريكية، إن "الضغط على سكان غزة هائل، ولا نعلم كم من الوقت سيتحملون هذه الظروف القاسية دون غذاء ومأوى ومياه".

المصدر: وكالات