ثلاثية الجوع والمرض والنزوح

ياسر رشاد - القاهرة - انعدمت مقومات الحياة والصحة فى قطاع غزة مع استمرار الحرب فى ظل ارتفاع أعداد النازحين ومواصلة إغلاق المعابر وقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود عن القطاع.

وشهد قطاع غزة 3 موجات مركزة من النزوح، الأولى من مدن شمال القطاع ومحافظة غزة إلى الجنوب، والثانية من شرق مدينة خان يونس إلى غربها ومدينة رفح أقصى الجنوب، والثالثة من المحافظة الوسطى باتجاه مدينة رفح.

وتتركز أعداد كبيرة من النازحين فى مدينة رفح، بإعلان رئيس البلدية «أحمد الصوفي» أن إجمالى الواصلين المدينة منذ بدء الحرب بلغ نحو مليون نسمة، فى حين أن عدد سكان المحافظة الأصلى هو 300 ألف نسمة.

وأضاف أن البلدية فقدت السيطرة على الخدمات الأساسية، خصوصاً عمليات جمع النفايات ومعالجة وتصريف مياه الصرف الصحى بسبب موجات النزوح.

ولا يختلف الحال فى المحافظات الوسطى ومحافظتى غزة والشمال، حيث تسبب نقص الوقود فى تراجع عمل البلديات فى جمع النفايات ومعالجة مياه الصرف الصحي، ما يتسبب فى انتشار الأمراض والأوبئة بين السكان والنازحين، خصوصاً الأطفال.

وتسبب شح توافر المياه الآمنة للشرب أو اللازمة للنظافة فى كارثة النازحين والسكان فى الحفاظ على النظافة اللازمة للوقاية من الأمراض. 

وأعرب الرئيس الدولى لمنظمة أطباء بلا حدود، كريستوس كريستو، عن قلقه العميق من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة، وقال «كريستو»  إن عشرات الآلاف من سكان القطاع معرضون لهذه الأوبئة والأمراض المرتبطة بنقص المياه الصالحة للشرب والمواد الصحية.

كما حذرت مؤسسات حقوقية دولية من المجاعة وسط ندرة المواد الغذائية المتوافرة. وقالت منظمة اليونيسف إن الأطفال فى قطاع غزة يواجهون تهديداً ثلاثياً مميتاً مع ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض، وانخفاض التغذية، وتصعيد الأعمال العدائية.

وأضافت: «قضى آلاف الأطفال بسبب العنف، فى حين تستمر الظروف المعيشية للأطفال فى التدهور السريع مع تزايد حالات الإسهال وارتفاع الفقر الغذائى بين الأطفال، مما يزيد خطر تصاعد وفيات الأطفال». وحسب المنظمة فقد ارتفعت حالات الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة من 48 ألفاً إلى 71 ألفاً خلال أسبوع واحد فقط، بدءاً من 17 ديسمبر الماضي، أى ما يعادل 3 آلاف و200 حالة جديدة يومياً، مقارنة بألفى حالة شهرياً قبل الحرب.

واعتبرت المنظمة الدولية أن الزيادة الكبيرة فى الحالات فى مثل هذا الإطار الزمنى القصير مؤشر قوي على أن صحة الأطفال فى القطاع تتدهور بسرعة. وأعربت المنظمة الأممية عن مخاوفها جراء الوضع المتدهور فى قضية سوء التغذية الحاد والوفيات بشكل يتجاوز عتبات المجاعة.

ويأتى هذا التدهور المرعب فى وقت سجل فيه القطاع نحو 400 ألف إصابة بأمراض معدية، لا تجد الرعاية الطبية اللازمة والأدوية من المستشفيات القليلة العاملة، حيث تركز منذ بدء الحرب على استقبال الجرحى والشهداء، كما يعانى القطاع من شح فى توافر الأدوية والمستلزمات الطبية داخل الصيدليات والمراكز الصحية العاملة، بسبب إغلاق المعابر.

أخبار متعلقة :