الخطيب: المقاومة هي حالة نهضوية تبني مستقبلنا في لبنان والعالمين العربي والإسلامي

اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أن "ما يحدث في غزة اليوم هو في سبيله لتغيير العالم، وأن الإنتصار الذي يُدفع ثمنه الدماء البريئة والبيوت قادم"، مؤكداً أن "المقاومة حالة تغييرية، ليست فقط مجرد حالة دفاعية، هي حالة نهضوية تبني مستقبلنا في لبنان وفي العالم العربي والإسلامي".

وخلال محاضرة في بعلبك، لفت الخطيب الى "اننا نعيش اليوم كما تعلمون الوضع الذي نشاهده في غزة وفلسطين في وجهين: الوجه المنير الذي تمارسه المقاومة، والوجه المأساوي الذي يعيشه أبناء غزة وفلسطين وأهلنا في جنوب لبنان، هذا الواقع الذي يعيشه العالم العربي والعالم الإسلامي اليوم إنما تكتشفه من خلال المشاكل والأزمات التي يواجهها، والمشكلة الفلسطينية ليست إلا تعبيرا عن واقع العالم العربي الذي عجز طوال ما يقرب من القرن على أن يأخذ طريقه الصحيح، وأن يبني واقعا جديدا للأجيال، وأن يأخذ مكانه في العالم. العالم العربي اليوم مجرد محل للأحداث التي تجري نتيجة الصراع الدولي على الثروات التي تحويها هذه المنطقة، وعلى الموقع الاستراتيجي الذي يشكله العالم العربي"..

ورأى أن"قيادة بلادنا إلى المذهبية والطائفية ليس امرا عفويا، ما يجري اليوم مرسوما ومخططا له منذ أواخر العهد العثماني، آنذاك أرادت أوروبا ان تضرب الدوله العثمانيه وان ترثها، انتقاما منها أولا، ولأهمية هذه المنطقة ولما تحويه من ثروات ولأنها تسيطر على الممرات التجارية العالمية، وكان من الطبيعي ان يبحث العدو عن نقاط الضعف ليتسرب منها لضرب عدوه، فخلقوا الموضوع القومي نتيجة تعاطي السلطة العثمانية الخاطئ مع بقية الشعوب التي كانت تحكمها، ما أدى إلى نقمة الشعوب عليها، فاستغلت أوروبا هذه الثغرة، ورفعت شعارات حماية الأقليات في هذه المنطقة العربية والاسلامية. والمسيحيون في لبنان هم من عرقنا وجنسنا ومن بيئتنا ومن شعوبنا، وضع الغرب في أذهانهم أن هناك أكثرية مسلمة واقلية مسيحية، وحاولوا من هذا الباب تخويف الأقلية من الأكثرية، وبالتالي بدأ المسيحيون التفتيش عن مواطن الأمان، ولذلك تمنى المسيحيون في لبنان بأن يكون لهم بصمة خاصة في هذا الشرق، وأن يكون لبنان هذا المكان. ولكن نقطة الضعف هذه لم يثق بها المسلمون، بل كانوا ضد كيان ينفصل عن سوريا والعرب، وبالتالي لم ندخل إلى هذا النظام إلا فيما بعد".

وأكد ان "الطائفية التي يعاني منها لبنان، هي نفس الصورة الموجودة في العالم العربي والإسلامي، والأنظمة العربية تحكمها نفس العقلية الطائفية التي تتحكم بنا في لبنان، وحتى الأنظمة التي تقول عن نفسها انها علمانية، يتبين أنها مذهبية وطائفية".

واعتبر الخطيب أن "الولايات المتحدة الأميركية بعد تدخلها في المنطقة واحتلالها أفغانستان والعراق، وفشلها في أن تحقق ما تريده من تجزئة ودويلات طائفية ضعيفة متخاصمة في المنطقة، يكون فيها العدو الصهيوني هو الأقوى، فشل هذا المشروع ولكنه أوجد ندبا في الواقع العربي والإسلامي، ورغم التقارب السعودي الإيراني، لا زالت هذه الندوب موجودة وعميقة وتحتاج الى وقت لتجاوزها".

ولفت إلى أن "العقلية الطائفية والمذهبية ليست نقطة قوة لأحد من كل المكونات، مسيحية وإسلامية وشيعية وسنية، هذه نقطة ضعف للجميع، حيث تظهر العصبيات الطائفية والمذهبية والقومية، وهذا العامل ممزق ومفرق، وعامل فتن داخلية وتخلف، ونقطة قوة للغرب الصهيوني الذي لا يهمه أي مكون من مكونات الشرق، بل يهمه أن يبقى الأقوى والمسيطر في المنطقة".

وسأل: "هل ما نفعله اليوم من تقاتل وحقد طائفي، ومن جدل للأسف على وسائل التواصل بين سني وشيعي يخدم قضايانا ويقدم لنا مشروعا لمستقبلنا ولمستقبل دولنا وأجيالنا؟ المشكلة ليست في الدولة الوطنية ولا في الدولة القومية، لكن المشكلة هي في العصبية الطائفية والمذهبية التي لم تقدم لنا مشروعا للمستقبل، بل قدمت لنا مشروع الخراب في العالم العربي والإسلامي. ليس هناك مشكلة بأن يكون لنا تجارب نتعلم منها، ولكن المهم أن نصل إلى مشروع إنقاذي لهذا الواقع المزري للعالم العربي الذي يقف متفرجا على أهم عنوان من عناويننا الذي هو القضية الفلسطينية، والموضوع الفلسطيني ليس موضوعا سنيا أو إسلاميا، هو موضوع جميع الأديان والطوائف والمذاهب".

ورأى الخطيب ان "كل ما يجري من حروب مذهبية وطائفية، وإعلان بعض الفئات انهم يريدون الإنفصال والتقسيم وأن يعيشوا وحدهم، هذا ليس إلا امتدادا للمشروع الغربي، ولحماية المشروع الاسرائيلي والمصالح الأميركية في المنطقة. الغرب لا يعنيه مسلم ولا مسيحي، ولا شيعي ولا سني، بقدر ما تعنيه مصالحه وإبقاء منطقتنا تحت سيطرته ويمنع شعوبنا من التقدم ومن التفكير بحرية".

وأكد أن"المعركة التي تدور في غزة ليست معركة على أرض أو على بعض المصالح، بل هي معركة وجودية بين حضارتين: بين حضارة قيمنا الاجتماعية الثقافية والعلمية، وبين حضارة العالم الغربي المادية التي بدأت تنكشف اليوم أمام شعوبها".

واعتبر أن "المقاومه اليوم هي إحدى وسائل التغيير والتوعية، ولكنها ليست الوحيدة، المقاومه اليوم تقاتل، وقد يحصل غدا هدنة او حل مؤقت، لأن المعركة الحضارية هي معركة طويلة وتحتاج إلى وقت، والحل مع هذا الشيطان لا يمكن ان يكون دائما، وبالتالي نحن نربح بالنقاط، كما رأينا في الفترة الماضية منذ قيام المقاومة بتحرير جنوب لبنان، إلى اليوم في مواجهة العدو الإسرائيلي ومساندة الشعب الفلسطيني في غزة. نحن لا نساند الفلسطينيين لأنهم سُنّة، بل نساندهم لأنهم مسلمين ولأنهم عربا ولأنهم مظلومين، هذه هي القيم. الواقع العربي اليوم جامد يقف مكتوفا أمام ما يحصل مع فلسطين، هذا نتيجة المعركة مع داعش التي أُعطيت عنوانا سنيا- شيعيا، والاعلام هذا السلاح الخطير ما زال يعمل بقوة ويثير هذه النقطة".

وشدد على ان "المقاومة يمكنها أن تدفع بواقعنا نحو الأفضل، ولكن يبقى العامل المذهبي هو العامل الخطير الذي يجب أن نخرج منه بمشروع عدم تدخل المذاهب، بان لا تكون يدا للسلطات والحكام والدول، وأن لا تنفذ إرادة الغرب. هذه المذاهب وظيفتها أن تدفع شعوب المنطقة إلى التلاحم والأخوة. انا لست ضد المشروع الوطني لكن أن يكون هناك استراتيجية عربية وإسلامية وفق سقف وضعه الله الذي هو "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"، عبادة الله ربطها بوحدة الأمة. الذين يعملون على التفرقة ثم يصلون صلاتهم غير مقبولة، الذين يعملون على التفرقة ثم يحجون حجهم غير مقبول، هذا إيمان نفاقي. الذين يعملون ضد الوحدة ويبثون الفتنة بين المذاهب الإسلامية والشعوب العربية والاسلامية يعبدون الشيطان ويخدمون مصالح أعدائهم الذين تمثل الولايات المتحدة الأميركية رأسه، وهي التي تقف خلف هذا المشروع".

كانت هذه تفاصيل خبر الخطيب: المقاومة هي حالة نهضوية تبني مستقبلنا في لبنان والعالمين العربي والإسلامي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :