جيروزاليم بوست: هل ضحى الرهائن بحياتهم لبقاء نتنياهو في منصبه

ياسر رشاد - القاهرة - تسأل كاتب إسرائيلي في صحيفة "جيروزاليم بوست" بشأن مدى تضحية الرهائن الإسرائيليين بحياتهم لبقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منصبه، قائلا: أن هناك عدد كبير من الإسرائيليين يطرحون الأسئلة بشأن إذا كان هؤلاء المحتجزون قد ضحوا بحياتهم من أجل أن يتمكن نتنياهو من الحفاظ على منصبه، وهل يضع نتنياهو مصالحه السياسية فوق مصالح الشعب الإسرائيلي؟".

وقال دوغلاس بلومفيلد في تقريره، مساء أمس الخميس، في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، طرح من خلاله تساؤلات بشأن إن كان بالإمكان تلافي حادثة مقتل 6 محتجزين إسرائيليين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة.

 

وأشار بلومفيلد إلى أنه "كان من المحتمل أن يكون بعض أو جميع الرهائن المقتولين من أولئك الذين سيُطلق سراحهم في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يجري التفاوض عليه".

نفق تحت الأرض بمدينة رفح 

وهو ما أكدته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قبل يومين من ثلاثة من القتلى الستة الذين سقطوا، يوم الأحد الماضي، في نفق تحت الأرض بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة من أن 3 من أصل 6 إسرائيليين قتلوا كانت حركة "حماس" قد وضعت أسماؤهم ضمن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين في أي اتفاق محتمل بينهما.

ويسأل الكاتب الإسرائيلي في مقاله الذي جاء بنسخة الصحيفة باللغة الإنجليزية، إن "كانت واقعة مقتل 6 محتجزين إسرائيليين في نفق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة تعني أن حركة حماس تنوي إعدام كل رهائنها، أم أنها كانت بمثابة إشارة إلى إسرائيل لتخفيف مطالبها؟"، على حد قوله.

وأوضح دوغلاس بلومفيلد أن هناك عدد كبير من الإسرائيليين يطرحون الأسئلة بشأن إذا كان هؤلاء المحتجزون قد ضحوا بحياتهم من أجل أن يتمكن نتنياهو من الحفاظ على منصبه، وهل يضع نتنياهو مصالحه السياسية فوق مصالح الشعب الإسرائيلي؟".

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أضحى محاصرا بين قوتين ممثلتين في الشارع الإسرائيلي والائتلاف الحاكم الذي يضم بعض الوزراء اليمنيين المتطرفين، مثل بتسلئيل سموتريتش وزير المالية، وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي.

ولفت إلى نزول مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع بكبرى المدن لمطالبة نتنياهو بالتوقف عن المماطلة وكسب الوقت في التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، منوها إلى أن سقوط حكومة نتنياهو لن تعني خروج رئيس الوزراء "نتنياهو" من السلطة فحسب، لكنه سيذهب إلى المحكمة بتهمة الرشوة والاحتيال، وربما يتم محاكمته عسكريا بسبب الفشل في التصدي لعملية "طوفان الأقصى" التي أعلنت عنها حركة حماس في السابع من أكتوبرالماضي.

استند مقال بلومفيلد على إعلان الجيش الإسرائيلي، الأحد الماضي، انتشال جثث 6 رهائن لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، اختطفوا في 7 أكتوبر الماضي.

احتجاجات جديدة ضد نتنياهو

الأمر الذي أثارت غضبا عارما في إسرائيل، حيث خرجت احتجاجات جديدة ضد نتنياهو، بالتزامن مع الإعلان عن الإضراب العام في إسرائيل، الاثنين الماضي، ولعدة أيام، وشمل وزارات المالية والداخلية والاقتصاد والصناعة والتعليم والصحة والدفاع وشركة الكهرباء والبريد وهيئة الطبيعة والمتنزهات ومؤسسة التأمين الوطني ومصلحة الضرائب ومطار بن غوريون بتل أبيب.

وأكدت حركة "حماس" أن "بقية الأسرى الإسرائيليين سيعودن إلى ديارهم أحياء حين يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، بحسب قولها، مضيفة في شريط فيديو، أن "مصير الأسرى الإسرائيليين سيبقى مجهولا إذا استمر العدون الإسرائيلي"، مؤكدة أن "كل يوم يستمر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الحكم قد يعني تابوتا جديدا".

وعرضت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية للحركة، مساء الثلاثاء الماضي، مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي أوري دانينو، الذي أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة جثته هو و5 آخرين، حيث قال الأسير الإسرائيلي أوري دانينو، في الرسالة الأخيرة قبل مقتله:

إن حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو، وكابينت الحرب فشلوا في السابع من أكتوبر، وفشلوا في مهمة حماية المواطنين.

وتساءل الأسير القتيل في الفيديو: "أين كنتم عندما أطلقوا النار عليّ.. أين كنتم عندما لم نعرف أين نهرب.. أين كنتم عندما كنا لوحدنا؟".

وأضاف: "أنتم اليوم تحاولون قتلنا الواحد تلو الآخر في محاولات الإنقاذ الفاشلة والقصف الجوي"، متابعًا: "أنا موجود في أسر "حماس" ظروف حياتنا صعبة جدا، لا يوجد أكل، لا يوجد ماء، لا يوجد كهرباء. أخرجونا من هنا الآن أحياء لأنه في هذه الوتيرة لن يبقى أحد على قيد الحياة".

 

أسيرة إسرائيلية

ونشرت "كتائب القسام"، الاثنين الماضي، مقطع فيديو لأسيرة إسرائيلية ثانية، والتي تم قتلها في أحد أنفاق غزة، ضمن مجموعة تضم 6 أسرى إسرائيليين.

وجاء ذلك بعدما أعلنت الكتائب أنها ستنشر فيديو بعنوان "رسائلهم الأخيرة"، في إشارة إلى رسائل مسجلة بواسطة الأسرى الإسرائيليين لديها، قبل مقتلهم.

وتقول الأسيرة الإسرائيلية، في رسالتها المسجلة إلى نتنياهو: "أناشد نتنياهو العمل على إبرام صفقة للإفراج عني.. لقد أفرجت عن شاليط مقابل 1000 أسير والآن حماس تطلب 250 فقط".

وعلّقت "القسام" على الفيديو برسالة تقول فيها إن "الضغط العسكري يساوي الموت والفشل.. صفقة تبادل تساوي حرية وحياة".

وفيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيداً أمنياً متواصلاً منذ الهجوم الإسرائيلي على القطاع، في السابع من أكتوبر الماضي، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية عن مقتل أكثر من 600 فلسطيني واعتقال زهاء 9000 آخرين.

 

أخبار متعلقة :