اغتيال هنية.. الأهداف والتداعيات

أرادت حكومة الاحتلال الاسرائيلي تحقيق عدة أهداف متعددة من محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران وفي هذا التوقيت.

في الوقت الذي لا زال الاحتلال الإسرائيلي يعجز عن تحقيق أهدافه في قطاع غزة بالقوة العسكرية وبالمزيد منها وفي ظل الدعم الأمريكي المفتوح وبزخم من الاستقبال الذي حظي به نتنياهو في الكونجرس وبدون أي ضغط دولي وإقليمي مؤثر اتخذت قيادة الاحتلال الإسرائيلي هذا القرار والذي ما كانت لتقدم عليه في هذا الوقت لو كان هناك مواقف أكثر ضغطا عليها.

أولا أرادت دولة الاحتلال الإسرائيلي توجيه ضربة قوية لحركة حماس التي مازالت صامدة في وجه آلة التدمير الصهيونية على مدار عشرة أشهر منذ السابع من أكتوبر بدون أي إمداد عسكري خارجي. وتأتي هذه الضربة بعد استهداف لقيادات عسكرية وميدانية في قطاع غزة.

ثانيا من خلال استهداف أعلى مستوى سياسي في حركة حماس من الواضح أن هذه رسالة مباشرة من نتنياهو لحماس وللوسطاء ولكل الأطراف أنه لا يريد الاستجابة لجهود وقف الحرب وأنه كان يستخدم الغطاء لسياسته القائمة على استمرار الضغط العسكري.

ثالثا أراد نتنياهو بهذه الضربة التي جاءت بعد زيارته للولايات المتحدة الايحاء بأن هذه السياسة مدعومة من واشنطن وبضوء أخضر من المسؤولين الأمريكان سواء الإدارة الحالية أو القادمة في حال فوز ترامب وذلك بالرغم من التصريحات الأمريكية التي تشير إلى عدم معرفتها بالأمر.

رابعا أراد نتنياهو ترميم سياسة الردع وتأكيد مفهوم يد اسرائيل الطولى بعد ضربة ميناء الحديدة. فبعد ضرب الحديدة في اليمن وبيروت في لبنان ها هو يضرب في طهران.  وبالتالي هو يوجه رسالة ردع قوية لإيران.

وكما ذكرنا بخصوص اختيار مكان الاغتيال أراد نتنياهو  من اغتيال قائد حماس في طهران أن يحقق مجموعة أهداف منها القضاء على قيادة حماس السياسية في ظل عجزه عن اغتيال قائدها في غزة. وأراد أن يخدم هدفه المتعلق لإفشال التوصل لصفقة وقف إطلاق النار وكذلك هدفه الأكبر بتوسيع الحرب إلى حرب إقليمية.

بخصوص التداعيات المحتملة لهذا الحدث فإنها ستكون منطلقة من كونه حدثا مفصليا غير مسبوق. سيضع هذا الحدث ضغوطا مضاعفة على إيران لإعادة توازن الردع فهناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق إيران في هذا الحدث الجلل.

من زاوية أخرى يخفض هذا الحدث آمال ذوي الأسرى الاسرائيليين من حيث إمكانية تحقق صفقة فنتنياهو قام بقتل المسؤول عن عملية التفاوض السياسية على الطرف الآخر.

تظهر عملية الاغتيال هذه مدى تجاهل دولة الاحتلال الإسرائيلي للقوانين والأعراف الدولية ومدى انتهاكها لها وهذا بالتأكيد سيكون له انعكاسات على سلوك كافة الأطراف المناوئة لها.

بالرغم من ضخامة الفقد لقيادي وطني وتاريخي مثل هنية فإن حركة حماس التي فقدت ياسين والرنتيسي وأبو شنب والمقادمة وجمال منصور لديها قدرة على أن تدخل دماء جديدة  ومازال فيها مخزون كبير من القيادات التاريخية التي تقود الآن أكبر معركة للمقاومة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي.

د. محمود سمير الرنتيسي – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر اغتيال هنية.. الأهداف والتداعيات لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :