حراك رئاسي داخلي: بين التحضر للتسوية ورفع سقف التفاوض

على الرغم من أن القسم الأكبر من الأفرقاء المحليين مقتنع بصعوبة الوصول إلى أي تسوية رئاسية، قبل وضوح الصورة التي ستكون عليها المنطقة بعد إنتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على مستوى الجبهة الجنوبية، إلا أن الساحة اللبنانية شهدت، في الأيام الماضية، مجموعة من التحركات اللافتة، التي جاءت بالتزامن مع مواقف تستدعي التوقف عندها.

في الوقت الراهن، هناك حالة من الترقب لزيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، التي من المفترض أن تحصل بعد اجتماع تعقده اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني، على وقع معلومات تتحدّث عن أنّ اللجنة في طور الذهاب إلى مواقف أكثر وضوحاً، فيما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي، بالرغم من أنّ الاهتمام الدولي ينصب على الأوضاع جنوباً.

في هذا السياق، تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أنّ العديد من القوى السياسية باتت تميل لخيار الفصل بين الإستحقاق الرئاسي والملف الأمني المرتبط بالجبهة الجنوبية، على قاعدة أن الحرب الإسرائيليّة على غزة لا تزال دون أفق، بسبب إصرار إسرائيل على الإستمرار في عملياتها العسكرية، حتى تحقيق هدف نوعي في مواجهة حركة "حماس"، في حين أن لبنان لم يعد يحتمل المزيد من التأخير.

في هذا الإطار، كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من أوائل المحذّرين من الربط بين الملفين، الأمر الذي يتماهى فيه مع مواقف بعض أفرقاء قوى المعارضة، التي لا تتردد في الإعراب عن خشيتها من حصول مقايضة ما، بالرغم من نفي هذا الأمر من جانب قوى الثامن من آذار، إلا أنّ ما ينبغي التوقف عنده هو ما نُقل عن أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، سبق له أن طلب من السفير القطري في بيروت سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، إعادة إحياء جهود بلاده المرتبطة بهذا الملف.

بالإضافة إلى نظريّة القلق من الوقت الذي قد يستغرقه العدوان على غزة، تفيد المصادر نفسها بوجود من يعتبر أن وجود رئيس للجمهورية أكثر من ضروري اليوم، لمواكبة أي تسوية كبرى قد تحصل، في الفترة المقبلة، إنطلاقاً من موقعه الدستوري وصلاحياته في هذا المجال، بالإضافة إلى توفير شبكة أمان في هذه المرحلة الدقيقة، بالرغم من تشديدها أنّ هذه المهمة لن تكون سهلة، على إعتبار أن الأجواء، على مستوى المنطقة، لا تزال في مرحلة تبادل الرسائل الناريّة.

هذا الواقع، لا يمكن أن ينفصل عن معطيين أساسيين: الأول هو عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت، وسط معلومات عن رغبة لدى الرياض بإعادة تحريك الملف الرئاسي، ما يعني أن لدى المملكة معطيات معينة، أما الثاني فهو اللقاء بين رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية والرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، الذي على الرغم من طابعه العائلي، بحسب ما يؤكد المعنيون، لا يمكن التعامل معه على هذا الأساس فقط، نظراً إلى أنه قد ينم أيضاً عن إشارات ما لدى جنبلاط، تتطلب منه إعادة النظر في حساباته الرئاسية.

ما تقدم، تفيد المصادر السياسية المتابعة، من الممكن ربطه أيضاً باللقاء الثاني بين فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون، خلال فترة قصيرة، بالرغم من الطابع الاجتماعي لهذا اللقاء، نظراً إلى أنّ المعلومات المحيطة بموقف الجانبين، تصب في إطار أن لديهما قناعة بأن فرص كل منهما غير مرتبطة بالآخر، وبالتالي من الممكن التوافق على التعاون المسبق في حال وصول أحدهما إلى القصر الجمهوري.

في المحصّلة، تشير المصادر نفسها إلى أنّ ما يمكن الحديث عنه اليوم هو أنّ القوى المحلّية باتت تشعر بإقتراب الدخول الخارجي القويّ على خط الإستحقاق الرئاسي، ما يتطلب من بعضها تمهيد الأرضيّة لمختلف السيناريوهات التي من الممكن الوصول إليها، بينما يتطلب من بعضها الآخر رفع شروطه، كما تفعل قوى المعارضة من خلال التحذيرات المتكررة من سيناريو المقايضة، لكنها تشدّد على أنّ الأساس يبقى أنه قبل بروز مؤشرات خارجيّة واضحة لا يمكن الحديث عن حراك جدّي.

كانت هذه تفاصيل خبر حراك رئاسي داخلي: بين التحضر للتسوية ورفع سقف التفاوض لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :