إسرائيل تحرق منازل شمال غزة وتفجر مئات المربعات السكنية بوسط وجنوب القطاع

ياسر رشاد - القاهرة - الاحتلال يسرق آلاف الدولارات و70% من المساعدات الطبية خارج نطاق الاحتياجات المطلوبة

تكدس 50 ألف طن من النفايات ينذربانتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة

عشرات الطلعات الاستخباراتية البريطانية دعماً لتل أبيب

 

واصلت اليوم الصهيونية النازية سياسة الأرض المحروقة فى قطاع غزة وأحرقت مئات المنازل بشمال القطاع فى الوقت الذى شهدت مناطق الوسط والجنوب سلسلة تفجيرات للمربعات السكنية وقصف المدارس والمستشفيات وسرقة آلاف الدولارات والذهب، فيما كشفت مصادر بريطانية دعم الجيش البريطانى لقوات الاحتلال  بـ50طلعة جوية فى سماء غزة انطلاقا من إحدى القواعد بقبرص.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة أشرف القدرة ارتكاب الاحتلال 15 مجزرة راح ضحيتها مئات الشهداء والمصابين، كما استشهد الزميل الصحفى كرم أحمد أبوعجيرم 25 عاما (صحفى حر) الذى ارتقى جراء قصـف إسرائيـلى لمنزله فى منطقة عبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأشارت الوزارة الفلسطينية إلى عدم تقدم فى آلية دخول المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، مستشفيات جنوبى قطاع غزة عاجزة عن تقديم الخدمات الصحية بالشكل الطبيعى والوضع يفوق قدرتها الاستيعابية بكثير.

 وأضافت أن هناك مئات الحالات الخطيرة والمعقدة التى تنتظر دورها فى العمليات الجراحية، وهناك مفاضلة اضطرارية بين المصابين، وأكدت أن 70% من المساعدات الطبية التى دخلت إلى قطاع غزة خارج نطاق احتياجاتنا الأساسية، وحتى الآن هناك 99 كادراً طبياً تحتجزهم قوات الاحتلال، ومن بينهم مديرو مستشفيات شمال قطاع غزة. 

وأعلنت وزارة الأوقاف فى غزة تدمير الاحتلال 1000 مسجد من أصل 1200 فى القطاع، وأكدت بلدية غزة استمرار العدوان، وأزمة نفاد الوقود يشكلان تحديا أمام توفير الخدمات الأساسية.

وطالبت المجتمع الدولى بالتدخل العاجل وتوفير الوقود ومولدات الكهرباء والمعدات لتقديم الخدمات، وتكدس أكثر من 50 ألف طن من النفايات ما ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أنه لا يمكن مقارنة ما يحدث فى غزة بأوكرانيا على الإطلاق، فلا يوجد بغزة مكان آمن حتى لعلاج المرضى، وطالبت المجتمع الدولى التحرك لتوفير الطعام لأهالى قطاع غزة وخاصة للأطفال فى ظل انعدام الأمن الغذائى، وحذرت من أن الوضع فى غزة يتفاقم يوميا خاصة مع عدم إيصال أى مساعدات طبية منذ نوفمبر الماضي.

وكشفت صحيفة (Declassified UK) أن طائرات بريطانية أقلعت من قاعدة «أكروتيري» الجوية جنوب قبرص اليونانية، وقامت بـ50 طلعة استطلاعية فوق سماء قطاع غزة، منذ بداية ديسمبر الماضي، بواقع طلعة واحدة يوميا، لتقديم معلومات اسـتخـباراتية لإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى استخدام الجيش البريطانى فى طلعاته الجوية طائرات من طراز «Shadow R1» المستخدمة فى مجالى الاستطلاع والمراقبة. وأشارت إلى أن أولى الطلعات الجوية البريطانية فوق غزة بدأت فى 3 ديسمبر الماضي، وأجرت 3 طلعات يوم 3 يناير الحالي، استمرت كل طلعة منها 6 ساعات.

وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت فى بيان يوم 3 ديسمبر الماضى أنه سيتم إجراء رحلات استطلاعية فوق غـزة لتوفير معلومات اسـتخباراتية لإسرائيل.

وأكدت صحيفة Declassified UK (وهى تعمل فى إجراء أبحاث حول عمل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية) يوم 26 نوفمبر الماضي، أن طائرات عسـكرية أمريكية وبريطانية أقلعت من قاعدة أكروتيرى جنوبى قبرص لمساعدة إسرائيل، وأن 33 رحلة عسكرية جوية تمت بين أكروتيرى وتل أبيب، بينها طائرات شحن من طراز C-17A فى الفترة من 13 إلى 26 أكتوبر الماضي.

وصدّق الكابينيت الأمنى والسياسى للاحتلال على خطة لتحويل عائدات الضرائب الفلسطينية واقتطاع حصة غزة منها، القرار يشمل تحويل الجزء المخصص لغزة من عائدات الضرائب إلى بنك فى النرويج.

 كما كشفت وكالة «أسوشيتد برس» اتفاقا أمريكيا - سعوديا - إماراتيا - أردنيا - قطريا - تركي على إعادة إعمار غزة وإدارتها بعد انتهاء إسرائيل من تصفية حماس على أن تكون السيطرة الأمنية لإسرائيل.

واعترف الاحتلال بمقتل أحد عناصره وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة فى المعارك الدائرة جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أنه تم إخطار عائلة  القتيل وأنه قتل. 

 وأعلن متحدث إسرائيلى أن القتيل هو الرقيب احتياط أوريل أفيعاد سيلفرمان، البالغ من العمر 23 عاما، ويتبع الكتيبة 7421، التابعة لألوية كريتي، وأنه قتل فى معركة جنوب قطاع غزة، وبذلك يرتفع عدد القتلى الإسرائيليين منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 531 قتيلا، وبهذا أيضا يرتفع عدد القتلى منذ بدء العمليات البرية للجيش الإسرائيلى فى غزة إلى 195 قتيلا.

وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن مقترح لحكومة الاحتلال فيما يعرف بخلق واقع جديد بالتنسيق مع الأمريكيين، هو عبارة عن وقف إطلاق النار لمدة يومين فى الشمال، ومهاجمة جنوب لبنان بقوة فى حال انتهاكه، ويأتى هذا المقترح مع احتدام القتال على الجبهة الشمالية فى إسرائيل، وتواصل التصعيد الإسرائيلى عبر عمليات اغتيال فى لبنان والمنطقة، ومواجهة ذلك بعمليات عسكرية مكثفة لحزب الله، الذى هدد نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الجمعة بتوجيه صفعة كبيرة لإسرائيل إذا أقدمت على توسعة العدوان على الحدود.

منذ بدء الحرب فى غزة أثر هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل فى 7 أكتوبر، يجرى تبادل يومى للقصف على الحدود بين الجيش الإسرائيلى وحزب الله الذى يدعم حماس، واستشهد مدنى وعنصر من حزب الله فى غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما. 

ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار فى الشمال -لم تسمهم- قولهم إن «الطريق إلى خلق معادلة جديدة فى الشمال هو إعلان بسيط من الجيش الإسرائيلى بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، فى مقابل هجوم من شأنه أن يجلب الدمار إلى جنوب لبنان، بما فى ذلك الهجمات على المنازل المشبوهة فى القرى الشيعية على الحدود، والتى حاولنا حتى الآن تجنبها، الصمت سيُقابَل بالصمت، لكن إطلاق النار سيقابَل بإطلاق نار غير متناسب».

وأوضح أحد كبار الضباط أن «المعادلة الحالية، التى بموجبها يسمح حزب الله لنفسه بإطلاق النار مباشرة على المنازل فى المنارة وماتولا والمستوطنات الأخرى، خطيرة ويجب تفكيكها».

 

أخبار متعلقة :