الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

التواضع والحدود

يعد التواضع من الخصال الجميلة في شخصية الانسان، وهي صفة محببة لدى الكثير من الناس فيصفون فلانة أو فلانا بأنه متواضع وغير متكبر برغم ما يملكه من حسب أو نسب أو وجاهة اجتماعية ومنصب معين، ولكن البعض يكون متواضعاً أكثر من اللازم، ويفقد القدرة على وضع حدود لتواضعه فتضيع هيبته وصورته أمام الناس والمجتمع من حوله، ويصل إلى مستوى السذاجة، والبعض الآخر يستخدم صفة التواضع كقناع لكسب محبة الناس والتعاطف معه لكي يقال عنه « فلان متواضع واجتماعي»، فالشخصية الاجتماعية في أي مجتمع ما تتميز بالتواضع والاستماع الجيد للاخرين، وانتقاء الكلمات والعبارات المرنة وهي الشخصية الأفضل والأقرب إلى القلب، فالناس بطبيعة الحال تحب الشخص الهين اللين حلو المعشر والطباع، لكن بعض الناس من كثرة تواضعهم يسرفون في اللطف والحنية والمشاعر الطيبة، وبالتالي تضيع الحدود التي بينهم وبين الآخرين، فالحدود تعنى وضع حد وحماية للنفس من تطفل الآخرين في معرفة المعلومات الشخصية التي تعنيك من (مشاعر، أفكار، سلوك، اتجاهات ) إلا مع دائرة الاشخاص المقربين جداً منك وباختيار ما ترغب منهم معرفته عن تفاصيل حياتك الخاصة وتشاركهم معها، وهي أشبه كأن تضع لنفسك أبوابا تفتحها وتغلقها متى وكيفما تشاء، وأضرب هنا مثالا تقريبيا كالدولة التي تضع حدودا جغرافية واضحة ومرسومة وغير مسموح لدول أخرى تجاوزها وتخطيها إلا بتأشيرة معينة أو جواز عبور، وأن هذه الحدود قد وجدت بهدف تنظيم التعامل ولا تلغى من كيانها أو معالمها أو تمنعها وتعزلها عن بقية الدول الأخرى، فكذلك الأمر في «حدود العلاقات»، فنحن بحاجة إلى التوازن ما بين الاختلاط والتباعد، فأنت حكم نفسك!، وأنت من تضع لها حدودا ؟، وأن من تقرر من يقترب منك، ومن يبتعد عنك؟، إذاً فمفاتيح الحدود كلها في يدك!!.

ولوضع حدود لعلاقاتك لابد من إدراج كلمة « لا» في قاموسك الحياتى، وذلك بكل حب وهدوء ودون حزم أو تشدد مع إظهار جانب أهمية احترامهم لرغباتك دون ضغط، وتقديم الرفض من جانبك بطريقة إيجايبة ومهذبة، ومن هنا تؤكد منظمة الصحة العالمية على ضرورة اتباع بعض الممارسات الأساسية في وضع حدود صحية تساعد في تعزيز الصحة النفسية وتطبيقها في الحياة العملية، ومنها ممارسة الاسترخاء لتجنب التوتر وإراحة عضلات الجسم، التنفس بطريقة صحيحة، ممارسة التأمل والصلاة وتقوية الجوانب الروحانية، كل ذلك عوامل لتجنب سيطرة الأفكار السلبية على العقل التي من شأنها أن تثير القلق والتوتر، وايضا ممارسة سياسة الحزم دون أن تكون عدوانياً وبالتالي ينعكس على مستوى الثقة بالنفس، وتعلم التواصل دون الخضوع أو العدوانية مما يعزز من مهارة الاتصال وإدارة الخلافات بشكل بناء بعد رسم الحدود الشخصية.

ومن ثم في حال عدم القدرة على وضع حدود صحية للعلاقات فعليك طلب الاستعانة بمختصصين يساعدونك بتقديم دعم ونصائح لوضع حدود تلائمك دون التخلي عن قيمك ومبادئك.

خاطرة،،،

«لا تسرف في التواضع، فهو يفقد الناس القدرة على رؤية الحدود». من أقوال جلال الدين الرومي.

هنادي وليد الجاسم – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر التواضع والحدود لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا