فن ومشاهير

«السينما.. ذاكرة فلسطين» أحدث توثيق عن معاناة الفلسطينيين

ياسر رشاد - القاهرة -  

صدر حديثًا عن دار طفرة للنشر والتوزيع، كتاب «السينما.. ذاكرة فلسطين»، للكاتب أشرف بيدس، والذى يرصد فى 252 صفحة، 38 فيلما تعاطت مع القضية الفلسطينية من كافة جوانبها، وصورت معاناة الشعب الفلسطينى منذ النكبة وحتى ما قبل أحداث غزة الأخيرة.

يقول الكاتب فى مقدمة الكتاب إن أهمية هذه الأفلام ليست لأنها تمثل ذاكرة خصبة للأحداث التى مرت عبر عقود من الاحتلال، لكنها أيضا تجيب على أسئلة شائكة لدى جمهور كبير يجهل أبعاد القضية، ومعاناة الفلسطينيين فى داخل حدود الأرض المحتلة وخارجها.

قام بإخراج هذه الأعمال السينمائية نخبة متميزة من المخرجين الفلسطينيين بثقافات مختلفة واتجاهات متباينة، إضافة إلى بعض المخرجين العرب من كافة البلدان (مصر- لبنان- سوريا- الأردن – العراق) وفنانين أجانب من (كندا- إيطاليا - فرنسا- إنجلترا– ألمانيا – هولندا- بلجيكا– البرتغال) وجنسيات أخرى، كما شارك فى تمثيلها ممثلون من (مصر- العراق- سوريا- لبنان- كندا- الأردن- المغرب- الجزائر- تونس)، كما شارك فى إنتاج العديد من الأفلام كل من (مصر- سوريا- قطر- الإمارات- الأردن- الكويت- )، وكذلك مؤسسات دولية أوروبية (ألمانيا- بلجيكا- سويسرا- فرنسا- إنجلترا- هولندا- البرتغال- كندا).

يقول المؤلف: ربما اختلفت طرق العرض والطرح، لكن النتيجة تشابهت وتطابقت، ورصدت عدالة القضية الفلسطينية، وحق الفلسطينى فى الحياة والاستقلال من قبضة الأطماع الصهيونية.

يعرض الكتاب أعمالا سينمائية تم إنتاجها بدعم من المنظمات والحركات الفلسطينية، والتى قامت برصد المذابح والمجازر التى تمت بحق الشعب الفلسطيني؛ وكانت البداية مع ميشيل خليفى الذى أخرج فيلم (عرس الجليل) 1987 الذى كان أول فيلم روائى فلسطينى يصل إلى المهرجانات العالمية، ثم جاء رشيد مشهراوى بفيلمه (حيفا) 1996 أول فيلم فلسطينى يشارك رسميًّا فى مهرجان كان وإيليا سليمان وكان فيلمه (سجل اختفاء) 1996 هو أول فيلم فلسطينى يعرض فى أمريكا، أما فيلمه (يد إلهية) فقد فاز بجائزة الحكام فى مهرجان كان 2002، وساعد نجاح الفيلم على إجبار أكاديمية العلوم وفنون الصور المتحركة الأمريكية التى كانت لا تعترف بفلسطين على قبول الفيلم للمنافسة على جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية فى 2003، تحت اسم (الأراضى الفلسطينية) وليس تحت اسم (دولة فلسطين)، نتيجة ضغوط اللوبى الصهيونى فى هوليوود. وفى 2014 قبلت الأكاديمية دخول فلسطين فى المنافسة، وذلك بعد عامين من حصولها على منصب دولة غير عضو فى الأمم المتحدة.

فى 2007 قدم هانى أبو أسعد فيلم (الجنة الآن) وهو أول فيلم فلسطينى وأول فيلم ناطق بالعربية يرشح للأوسكار كأفضل فيلم، وهو الفيلم العربى الوحيد الذى فاز بجائزة جولدن جلوب وفى 2013 رشح فيلم (عمر) للمرة الثانية للمنافسة لأفضل فيلم بلغة أجنبية، ويعتبر المخرجون الفلسطينيون هم أكثر المخرجين العرب ترشحا للأوسكار، وواجهت السينما الفلسطينية تحديات عديدة يأتى على رأسها الدعم المادى الذى يعوق من تطورها، ثم دورها بالرد على الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة التى تروجها من خلال آلة إعلامية بما لديها من إمكانات فى كل بقاع الدنيا.

كما لعبت المرأة دورا بارزا فى السينما الفلسطينية، ويعرض الكتاب العديد من الأفلام قامت بإخراجها فنانات مبدعات تحملن معاناة كبيرة وقاسية لخروج أفلامهم إلى النور شملت العديد من الأسماء اللامعة والملهمة (آن مارى جاسر- نجوى نجار- مى المصري- علا طبري- مروة جبارة- شيرين دعيبس– نضال رافع- فرح النابلسي- دارين سلام- ديمة أبو غوش).

كما تعرض الكتاب لأفلام لمخرجين من داخل وخارج ما سمى بالخط الأخضر، وكذلك مخرجى الشتات والمجنسين بجنسيات أوروبية جميعا حلقت أفلامهم حول مشروعية الحقوق الفلسطينية.

ويختم الكاتب: هذا الكتاب كان مدفوعا بالشغف فى فهم أبعاد جديدة من خلال السينما عن القضية الفلسطينية، وكان الدافع الأول لهذا الكتاب، ثم محاولة الاقتراب من السينمائيين الفلسطينيين ومعرفة وجهة نظرهم، كان الدافع الثاني، وتحول الأمر فيما بعد لرصد هذه الأعمال وأرشفتها مع إعطاء نبذة قصيرة عنها واقتباس جزء من حوار الفيلم.

 

 

 

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا