دبي - محمود عبدالرازق - وسلّمت حركة "حماس" الفلسطينية ردها على مقترح إطار اتفاق التهدئة في غزة، إلى الوسطاء.
وحسبما جاء في مسودة وثيقة رد الحركة على الوسطاء، ونشرتها وسائل إعلام، فإن "المرحلة الأولى مدتها 45 يوما تشمل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين غير العسكريين، مقابل عدد محدد من الأسرى الفلسطينيين"، كما تشمل هذه المرحلة "البدء بمباحثات غير مباشرة بشأن المتطلبات اللازمة لإعادة الهدوء التام".
أما المرحلة الثالثة المقترحة مدتها 45 يوما أيضا، تشمل تبادل الجثث والرفات بين الجانبين، وفقا للوثيقة.
وتساءل البعض بشأن خطوة حماس ومدى مساهمتها في وقف الحرب وإبرام صفقة تبادل للأسرى قد تفضي لوقف إطلاق النار من قبل إسرائيل.
فجوة قائمة
اعتبر مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الرد الخاص بحماس هو الرد الثاني، حيث كان هناك مقترح قطري ردت عليه حماس بالإيجاب، وذلك بعد اجتماع رؤساء الاستخبارات في فرنسا، وتم نقله لنتنياهو الذي طالب بعدم عرضه على مجلس الحرب، ودار جدل كبير في الداخل الإسرائيلي بسبب هذا المقترح.
وطرح تساؤلات بشأن تصريحات نتنياهو وهل يسبق به اجتماع الغد بشأن المقترح القطري، أم من الممكن بأن يكون نوعا من الضغط على حماس للقبول بتعديلات معينة تجريها إسرائيل على هذا المقترح، وماذا حمل بلينكن في اجتماعه، مؤكدًا أن كلها أمور لم تتكشف بعد.
وأكد أن الإشكالية الإسرائيلية تكمن في أن هناك إحساسا لدى نتنياهو ومجلس حكومته بأنهم لم يتمكنوا من تحقيق أي نصر عسكري على حماس، والفشل في تحرير رهينة واحدة وسط هذا الكم من الدمار في غزة، وهو ما يجعل القبول بالهدنة والمقترحات الفلسطينية تشكل نوعا من الإزعاج.
ضغوط مطلوبة
وبحسب حديثه لـ "الخليج 365"، "الشروط التي وضعتها حماس من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة هي مطالب عادلة وإنسانية ولا تبتعد كثيرًا عن قرارات الأمم المتحدة ومجالس حقوق الإنسان، وحتى عن محكمة العدل الدولية".
إدخال المساعدات يجب ألا يتم عليه أي تحفظ، وكذلك الإفراج عن الأسرى الذين يعانون ويلات السجون الإسرائيلية يجب أن يتم إنجازه، وهي مدخل لحل سياسي ومقاربة ممكنة.
وتابع: "أما إذا كانت النوايا التربص، وإنجاز فقط ورقة الأسرى مع الإبقاء على عمليات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، فهذه الصفقة سوف تفشل، ولا يمكن أن يقبل فلسطيني بأن يتم الإفراج عن الأسرى، حتى لو تم تبييض السجون دون وقف إطلاق النار".
وشدد الدجني على أن الأولوية الآن لوقف الإبادة الجماعية ووقف الحرب والحصار، والبحث عن إعادة إعمار، وعن مساعدات إنسانية، وكذلك مقاربة سياسية تؤسس لدولة فلسطينية كاملة السيادة.