الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

الحق فى البكاء

بكى، وهو يخسر المباراة، على الرغم من عبقرية أدائه ولياقته، وأيًا كانت الظروف والأسباب التى دعت أو دفعته إلى عدم السيطرة على مشاعره، إلا أن الموقف كان صعبًا بل حزينًا على الكل من المشاهدين من منازلهم أو الحاضرين فى الملعب، ليثار التساؤل المعتاد: هل من حق الرجل البكاء فى مكان عام؟؟ وهل المجتمع مهما بلغ من تحضر يقدر هذه المشاعر الإنسانية المرهفة أم يعتبرها نوعًا من» الميوعة، «التى لا ينبغى أن يتحلى بها الرجال؟ ولعل تغريدة بيرس مورجان، الإعلامى البريطانى الشهير «لا تبك أنت لست طفلًا.. هذا يدعو للرثاء!!»- دليل أكيد أننا مهما بلغنا من تحضر ستظل صورة الرجل التقليدية المعتادة مثيرة للجدل!.

ومع ذلك من منا لم يجهش بالبكاء وأزاح عن قلبه هذا الثقل النفسى الذى يسيل عبر مياه تسقطها العين؟.. من منا لم تهتز مشاعره عندما وقف مكتوف اليدين أمام عيون بريئة تبكى الفراق وتنشد الأمان؟، ومن منا لم يضعف أمام عيون صادقة تغمر عينى امرأة.. أو من منا وقف وأمسك بدموعه حتى لا تفضح حاجته أو تُكسر أمام قلوب فقدت الشفقة والرحمة؟!.

ومنا من لا يعرف البكاء لا يعرف الضحك أيضًا. !!!!! نعم الدموع- هذه اللآلئ المالحة التى احتار فى تفسيرها وفهمها الناس منذ أول تقديم أدبى لها فى القرن الرابع عشر وحتى وقتنا هذا.. الدموع التى يرتبط معها نظام علمى معقد يتشابك مع تاريخ تحكمه الثقافات والعادات، وتختلف حتى دوافعه الإنسانية من بلد إلى آخر.

حيث يكثر البكاء على غير ما قد نتوقع فى الدول الغنية، التى يتمتع أفرادها بحرية التعبير، بكاء يرتبط بانطلاقة الحريات السامحة للتعبير أكثر من كونه نتيجة للأحزان والمآسى، ولعل «ورش عمل للبكاء»، والتى أصبحت تجد شعبية كبيرة فى اليابان هى الأمر الذى شجع الطبيب «تاكاشا ساجا» على اللجوء إلى استخدام هذا الأسلوب الذى يستند فيه إلى مرجعية علمية.

حيث قام بتشجيع أبناء شعبه على الانضمام إلى هذه الورش من خلال تقديم أفلام وكتب وفيديوهات توجع القلب تسمح للناس بالانهمار فى البكاء، ومن ثم الشعور بالراحة بعد تخليص النفس من هذه الضغوط المخزونة.. العجيب أن هذا التأثير الإيجابى يستمر لمدة أسبوع على عكس تأثير الضحك الذى يستمر لمدة يوم واحد فقط!! حيث تحتوى الدموع على نفس الهرمونات التى يفرزها الجسم أثناء ممارسته التمرينات .

لذا فالبكاء ليس بهذا السوء، وليس بهذا الضرر، كما كان يُعتقد!! ومن هنا نستطيع أن نقول بل نجزم بأن شعوبنا تتمتع بميزة إيجابية.. قومية طبيعية مدعمة بالمسلسلات والأحداث اليومية.. هى جزء من ثقافتنا وتراثنا الذى عرفناه، منذ قديم الأزل، وعلينا أن نحافظ عليه بعيوننا ودموعنا!.. المهم أننا خرجنا من كل ذلك بشىء إيجابى!! ولا إيه؟!.

سيلفيا النقادي – المصري اليوم
%C3%98%C2%B3%C3%99%C5%A0%C3%99%E2%80%9E%

كانت هذه تفاصيل خبر الحق فى البكاء لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا