الارشيف / اخبار العالم

قمّتان انتظرهما لبنان... والنتيجة واحدة!

كالعادة، تم تصوير هذا الاسبوع على انه حاسم بالنسبة الى لبنان واللبنانيين، لانه يحمل معه قمّتان بالغتا الاهمية: القمّة الاولى محليّة وتتمثل في انعقاد جلسة مجلس النواب لمناقشة ملف النازحين والهبة الاوروبية، والثانية اقليمية مرتبطة بالقمّة العربية التي تستضيفها البحرين. وعلى غرار كل حدث يرغب الكثيرون في اعطائه الاهمية القصوى لالهاء الناس، انعقدت جلسة مجلس النواب وخرجت بقرارات "مهمة جداً" تتمثل بتوصيات! نعم، لقد اوصى مجلس النواب السلطة التنفيذية بمتابعة ملف النازحين السوريين ومعالجته، ولاظهار مدى جدية الموضوع، تضمنت التوصيات تشكيل لجنة وزارية–امنية للعمل الحثيث على هذا الامر، ولكن لمساوئ الصدف ان هذه اللجنة بالذات تشمل اعضاء غير متجانسين مع بعضهم، وربما يحتاجون الى لجنة للتنسيق في ما بينهم وتذليل الحواجز التي تحول دون التواصل بين بعضهم.

وعلى خط آخر، بدت التوصيات وكأنها اقرب الى تحميل الجيش والقوى الامنية مسؤولية اتفق الجميع على عدم قدرتهم على حلّها نظراً الى ضعف الامكانات والمعدّات، واذا كان الحلّ عبر تكثيف المساعدات في انتظار الوعود الاجنبية في هذا المجال، فالتجارب اثبتت ان هذه القوى ستكون "على الوعد يا كمّون"، على امل الا تكون "كبش محرقة" لالصاق التقصير الذي سيحصل حتماً في هذا الملف.

اما القمّة الثانية، فحدّث ولا حرج، فما يشتكي منه اللبنانيون على مستوى المسؤولين في هذا البلد، يبقى اهون مما تشتكي منه الشعوب العربية على مستوى الامّة جمعاء. وها هي القمم العربية تقتصر على احترام التقاليد، لا اكثر ولا اقل، والخروج بقرارات لا يذكر منها احد شيئاً الا اذا اراد القيام ببحث او دراسة، فيعود الى الانترنت والمكتبات وينفض الغبار عمّا قرر القادة العرب اتخاذه من قرارات كل عام، حافلة بالكلمات الرنّانة والباهرة، وخالية من اي تطبيق عمليّ تنفيذيّ. لن ينتظر احد ما سيصدر عن القمّة العربية، لان الجميع يعلم انها فقدت كل اهمية، ويقتصر ذكرها على الوفاء للعادات ومناسبة للقاء بين المسؤولين العرب وتبادل التطمينات والمعلومات، فيما كل بلد غارق في مشاكله ولا قدرة لاي بلد آخر على مساعدته، وحتى لو توافرت القدرة على ذلك، لا يتدخل هذا البلد ما لم تكن هناك مصلحة كبيرة ينتظرها وتعود عليه بالفائدة. واللافت في هذه القمم انها فقدت مصداقية كلمات قادة الدول المشاركة فيها، فعلى صعيد المثال لا الحصر، وقبل الازمة الاقتصادية والمالية التي يعيشها لبنان، كان الكلام عن مساعدات ماليّة ضخمة للجيش اللبناني وعن مدّه بالاسلحة والذخائر النوعية لتمكينه من القيام بمهامه، وتبيّن انّ كل ذلك مجرد حبر على ورق، ولم يحصل الجيش سوى على مساعدات عاديّة لم ترقَ الى حد الاستثنائية، فيما اليوم تقتصر هذه المساعدات على مبالغ مالية تقدّم من اجل تمكين عناصره من البقاء والصراع لضمان حياة كريمة لهم ولعائلاتهم. فإذا كانت مثل هذه القرارات البسيطة التي لا تتطلب تعقيدات سياسية ودبلوماسية (لانها لا تتم بطبيعة الحال ما لم تحصل على ضوء اخضر اميركي وغربي)، فكيف يمكن الثقة بما ستخرج به من قرارات بالنسبة الى مواضيع بالغة التعقيد كمسألة النازحين والحرب على غزة؟.

ستمرّ الايام بسرعة، وسينتهي هذا الاسبوع تماماً كما انتهت اسابيع كثيرة قبله، من دون اي تغيير جذري ايجابي بالنسبة الى الوضع العربي بشكل عام واللبناني بشكل خاص، في انتظار احداث اخرى ستطفو على السطح لالهاء الناس لفترة تتفاوت بين قصيرة ومتوسطة، لتقطيع الوقت الى ان يحين موعد التسويات والحلول الكبرى التي ستعلن عن نفسها حين تنضج، وستلقى الترحيب والتقدير والثناء من قبل الدول العربيّة، كل الدول العربية من دون استثناء.

كانت هذه تفاصيل خبر قمّتان انتظرهما لبنان... والنتيجة واحدة! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا