اخبار العالم

ترامب وهاريس.. استراتيجيتان متعارضتان لخوض مناظرة اليوم

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد (واشنطن، القاهرة)

تواجه كامالا هاريس دونالد ترامب، اليوم، في مناظرة تلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية تثير ترقباً هائلاً، ستكشف عن تعارض تامّ في الخطاب بين المدعية العامة السابقة المعروفة بحزمها، ورجل الأعمال الثري المخضرم في هذا النوع من المواجهات.
وتُمثل المناظرة، التي تستضيفها شبكة «إيه بي سي»، لحظة حاسمة في السباق نحو المكتب البيضاوي، نظراً للتقارب الشديد بين المرشحين، إذ أظهر استطلاع جديد أن المرشحين متعادلان بصورة أساسية، قبل أكثر قليلاً من 48 ساعة من أول مواجهة بينهما.
لكن الاستطلاع، الذي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا ونشرت أمس، أثار بعض العلامات التحذيرية لهاريس، إذ أظهر حصول ترامب على نسبة تأييد بلغت 48% مقارنة بهاريس التي حصلت على 47%، من الناخبين المحتملين.
ويمتلك دونالد ترامب، خبرة في هذا النوع من المواجهات إذ ستكون هذه مناظرته التلفزيونية السابعة، غير أن أشهر مناظراته تبقى مناظرته الأخيرة مع بايدن في يونيو، والتي أدت إلى انسحاب الرئيس الديمقراطي من السباق. 
ولم يكشف ترامب سوى معلومات ضئيلة جداً عن الاستراتيجية التي سيتبعها. وقال ببساطة: «سأدعها تتكلم» مضيفاً «يمكنكم الحضور مع كل الاستراتيجية التي تريدون، لكنه يتعين عليكم التكيف مع الأجواء» خلال المناظرة. ويدخل ترامب المناظرة محاطاً بدعوات لتغيير أسلوبه الهجومي، والتركيز على القضايا الجوهرية، مثل «الاقتصاد، خلق فرص العمل، والهجرة». 
أما هاريس فتدخل المناظرة محمّلة بتوقعات كبيرة، حيث تسعى للحفاظ على الزخم الذي اكتسبته في الأسابيع الماضية، وإثبات نفسها أمام الجمهور، وتأسيس هويتها كمرشحة قادرة على قيادة الحزب الديمقراطي، للحفاظ على البيت الأبيض. 
ووصلت هاريس بصورة ما إلى حيث هي الآن بفضل مناظرة خاضتها في 27 يونيو 2019 أمام المرشحين في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، وكان بينهم جو بايدن، لكن لم تنجح حينها في إنقاذ حملتها التي أوقفتها قبل موعد الانتخابات التمهيدية، إلا أنه سلط الأضواء ولو بصورة مؤقتة على كامالا هاريس، واختارها بايدن لاحقاً مرشحته لنيابة الرئاسة.
في غضون ذلك، يتسابق كل من المرشحين في ماراثون الانتخابات الرئاسية، على استمالة أصوات «ذوي الأصول الأفريقية»، حيث يمثلون 13.6% من سكان الولايات المتحدة، وفقاً لتعداد العام 2021، ما يجعلهم كتلة تصويتية مؤثرة في السباق الرئاسي.
وشدد السياسي الأميركي، الدكتور نعمان أبو عيسى، على أهمية مشاركة الأفارقة في مختلف الاستحقاقات الدستورية الأميركية، من بينها الانتخابات الرئاسية، لافتاً في تصريح لـ«الاتحاد» أن هناك عدة دلائل تُشير إلى دعم الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية لمرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، ويكفي الدعم القوي الذي تحظى به من الرئيس السابق باراك أوباما الذي يُعد أول رئيس أميركي من أصول أفريقية ويحظى بتأثير كبير في صفوفهم.
ومن جانبه، ذكر الخبير التونسي في قضايا الهجرة وأستاذ الديموغرافيا والعلوم الاجتماعية حسان القصار، في تصريح لـ«الاتحاد» أن ذوي الأصول الأفريقية كتلة تصويتية مهمة ومؤثرة في المجتمع الأميركي، ويستعدون للقيام بدور حاسم في سباق انتخابات الرئاسة، ما جعل المرشحين ترامب وهاريس، يركزان في خطاباتهما وحملاتهما الانتخابية على العديد من القضايا والملفات التي تهم هذه الفئة.
ويمتلك الأميركيون الأفارقة أكثر من 3 ملايين شركة تسهم بنحو 206 مليارات دولار سنوياً في الاقتصاد الأميركي، وتوظف نحو 1.4 مليون شخص، بحسب بيانات وتقديرات مسح الأعمال السنوي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا