الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | خلف الكاميرا: نظرة خاصة على حياة المخرج الياباني الكبير أوزو ياسوجيرو بعيون عائلته!

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

أوزو ياسوجيرو يظهر حقًا كشخصية استثنائية في عالم السينما، حيث لم يكتف باتباع القواعد المعتادة، بل سعى جاهدًا لتحديها وتغييرها. عمله المتفاني والمثابر في مجال السينما لم يُضف فقط إلى التطور الاجتماعي والثقافي في اليابان، بل أثر أيضًا بشكل كبير على السينما العالمية. إن احترامه الشديد واعتقاده العميق بأهمية الفن يمنحه مكانة مميزة ومؤثرة بلا شك. تقديرًا لما قدمه ودوره البارز، يتذكره الأشخاص الأقرب إليه بكونه شخصية ملهمة وعبقرية إبداعية في مجاله. يقدم أبناء أشقاء المخرج، ناغاي هيدييوكي وأكيكو أوزو، نظرة فريدة حول جوانب حياته الشخصية ويسلطون الضوء على تأثيره على السينما ومجتمعه.

وُلد المخرج الياباني الشهير ياسوجيرو أوزو في العاصمة اليابانية طوكيو في 12 ديسمبر/ كانون الأول 1903، حيث نشأ في بيئة عائلية مليئة بالمحبة والقيم. عمله السينمائي المبتكر والجريء أثّر بشكل كبير في تاريخ السينما اليابانية والثقافة الشعبية. تميزت أفلام أوزو بقدرتها على استكشاف الجوانب الإنسانية والاجتماعية بشكل عميق، وقدمت صورًا مميزة لليابان في مراحل مختلفة من التطور الاجتماعي. كان لديه رؤية فنية فريدة ولعب دورًا هامًا في إثراء السينما بتقنيات وتصوير مبتكر. كانت أفلامه تعكس قيم الحياة اليومية وتعبر عن النزاهة والإنسانية، ما جعلها مصدر إلهام للعديد من الأجيال السينمائية اللاحقة في اليابان وحول العالم. رغم أنه كان عازبًا طوال حياته، إلا أن أوزو كان يتمتع بعلاقات قوية مع أفراد عائلته وخصوصًا مع أبناء أشقاءه، حيث كانت تلك العلاقات تعكس قيم الأخوة والتقدير المتبادل.

اليوم، وبعد مرور 120 عامًا على ولادته و60 عامًا على رحيله، أن نلقي نظرة مفصلة على حياته الشخصية والمهنية. المقابلات مع أفراد عائلته تفتح نوافذ جديدة على جوانب مجهولة من شخصيته وتسلط الضوء على ما كان وراء إبداعاته السينمائية.

يكشف لنا ناغاي هيدييوكي، وهو الآن في الثمانينيات من عمره، الحياة اليومية للمخرج الشهير - خاله- متجاوزًا شهرته الفنية. كان أوزو ياسوجيرو بمثابة الأب والرجل المحبوب في عائلته، وفضلاً عن شهرته الفنية، استطاع أيضًا تقديم لمحة عميقة عن اليابان في عصره من خلال أعماله السينمائية. بالنسبة لأكيكو أوزو، تتذكر ذكرياتها الأولى مع عمها. هذه الذكريات تأخذنا في رحلة إلى فترة شووا النابضة بالحياة (1926-1989)، فتلك الفترة كانت مليئة بالتحولات في تاريخ اليابان وعالم الفن السينمائي.

ولد قبل 120 عامًا

وُلد أوزو ياسوجيرو، المخرج السينمائي البارز في 12 ديسمبر/كانون الأول عام 1903، في حي تسكنه الطبقة العاملة في طوكيو، على ضفاف نهر فوكاغاوا. كان الثاني من بين خمسة أشقاء. قضى أوزو طفولته في العاصمة اليابانية مع والدته أسائي وأخيه الأكبر شينئيتشي، بينما كان والده تورانوسوكى مسؤولًا عن بيع منتج مطلوب بشدة في ذلك الوقت، وهو دقيق السردين الذي كان يستخدم كسماد للحقول، خاصة لزراعة القطن.

في عام 1913، انتقلت العائلة إلى ماتسوساكا، مسقط رأس والده في محافظة ميئ، حيث أكمل أوزو دراسته، وتفرغ لممارسة الجودو وفنون الرسم. كان يتسلل إلى دور السينما للاستمتاع بالأفلام الأمريكية الصامتة خلال مراهقته. بعد التخرج من المرحلة الثانوية، تجاوز رغبات والده في الالتحاق بالجامعة وعمل كمدرس بديل في مدرسة ريفية. في نهاية المطاف، في عام 1923، عاد إلى طوكيو وقرر تجربة حظه في صناعة السينما.

على الرغم من عدم ولادته في أسرة فنية، إلا أن ابن أخته ناغاي هيدييوكي يعتقد أن ولادته جاءت في الوقت المناسب وأن اختياره لهذه المهنة كان نتيجة للعصر الذي عاش فيه. ومع ذلك، كانت حياته مليئة بالتحديات. حاول بجدية أن يكون كاتب سيناريو، ولكن واجه صعوبات كبيرة في ذلك الطريق واضطر في النهاية إلى العمل كمشغل كاميرا في استوديو سوتشيكو. يصرح ناغاي: ”كان يبذل جهدًا كبيرًا في عمله“. وبالفعل، أسفرت جهوده عن إنتاج أكثر من 50 فيلمًا، بدءًا من أول فيلم صامت له ”زانغى نو يائيبا“ (سيف الندم، عام 1927) وصولاً إلى آخر أعماله الملونة ”سانما نو أغي“ (ظهيرة يوم خريفي، عام 1962).

شارك ناغاي هيدييوكي، ابن شقيقة أوزو ياسوجيرو، في مهرجان أوزو ياسوجيرو السينمائي التذكاري الذي أقيم في مدينة تاتيشينا، محافظة ناغانو، في عام 2023 (© كوديرا كي)
شارك ناغاي هيدييوكي، ابن شقيقة أوزو ياسوجيرو، في مهرجان أوزو ياسوجيرو السينمائي التذكاري الذي أقيم في مدينة تاتيشينا، محافظة ناغانو، في عام 2023 (© كوديرا كي)

أبناء المخرج أوزو

يتذكره أبناء إخوته وبنات إخوته على أنه كان طيب القلب ومضحكًا. على الرغم من أنه لم يتزوج ولم يكن لديه أطفال، إلا أنه كان يحب الأطفال وكانوا يحيطون به بكثرة. انعكست رؤيته للطفولة في لغة أفلامه، مثل فيلم ”بانشون“ (أواخر الربيع، 1949) وفيلم ”أوهايو“ (صباح الخير، 1959)

ناغاي هيدييوكي هو ابن توكي، أخت أوزو الصغرى والثالثة في العائلة. توكي، التي كانت تصغر أوزو بأربع سنوات، ترملت في سن مبكرة. يتذكر ناغاي قائلاً: ”كان ياسوجيرو داعمًا كبيرًا لها“. تؤكد أوزو أكيكو، ابنة نوبوزو، الأخ الأصغر للمخرج، ما قاله ابن عمها الأكبر. أكيكو هي ابنة نوبوزو، الأخ الأصغر للمخرج، وتعود ذكرياتها الأولى عن عمها إلى فترة قصيرة بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كانت صغيرة جدًا.

تقول أكيكو إن عمها عاد من سنغافورة في فبراير/شباط عام 1946، بعد الحرب. وتوجه قاصدًا الحي الذي يسكن فيه بحثًا عن والدته، لكنها كانت قد غادرت طوكيو بعد القصف الجوي الكبير الذي تعرضت له العاصمة في 10 مارس/آذار عام 1945، وذهبت لتعيش مع ابنتها في نودا، وهي بلدة زراعية في محافظة تشيبا، على بعد ساعتين بالقطار من العاصمة. تم إخبار أوزو بمكانهما وبعد قضاء الليلة في طوكيو، اتجه إلى هناك.

قضى أوزو السنوات الأولى بعد الحرب في مدينة نودا مع عائلته الممتدة، حيث كانوا يتجمعون في المساء حول زجاجة من مشروب الساكي ويتبادلون الأحاديث. كانت أكيكو الصغيرة غالبًا ما تجلس على ركبتي عمها مثل القطة. كان يستمتع أوزو باللعب معها، حيث كان يغمس إصبعه في مشروب الساكي ويضعه في فمها كلعبة، وكان يتصرف ”مثل طفل شقي، يلعب معنا بنفس المستوى“.

لعب أوزو دورًا مهمًا في حياة أفراد العائلة الصغار، وخاصة ناغاي. ”كان لديه مبادئ قوية في الحياة، حيث كان يؤمن بعدم التسبب في مشاكل للآخرين وعدم الكذب. كان يتمتع بأخلاق عظيمة وقد تعلم ناغاي الكثير من الأشياء منه، وقال ربما كانت هذه المبادئ هي الأهم في حياتي“.

يتذكر ناغاي أنه عندما كان شابًا، كان خاله يدعوه للخروج والشرب معًا. ”تحدثنا كثيرا. كان يرشح لي كتب. على سبيل المثال، كتب ناتسومي سوسيكي. وأيضًا رشح لي بعض الأفلام التي لم أفهمها جيدًا. عندما كان ناغاي طالبًا جامعيًا يبلغ من العمر 19 عامًا، زار خاله عدة مرات فيما ستصبح بعد ذلك آخر ملاذ إبداعي لأوزو، وهي منطقة بركانية تسمى تاتيشينا، بمحافظة ناغانو.

أكيكو أوزو في قرية موغئيسو في تاتيشينا، خلال المقابلة (© كوديرا كي)
أكيكو أوزو في قرية موغئيسو في تاتيشينا، خلال المقابلة (© كوديرا كي)

مذاق الساكي

كان أوزو معتادًا على تدوين أسماء وعناوين المطاعم التي يتردد عليها في طوكيو في مجموعة وافية عمدها هو بنفسه باسم ”دفاتر الذواقة“. يمكن أن يعطينا هذا انطباعًا بأننا أمام متذوق، لكن هذا لا يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة.

وكان لأولئك الذين تشاركوا المائدة معه، مثل ناغاي، تجربة أخرى: تجربة استمتعوا فيها بالأطباق اليابانية التقليدية النموذجية في الأحياء الشعبية بالعاصمة أو في كاماكورا، وهي مدينة ساحلية في محافظة كاناغاوا، انتقل إليها المخرج في عام 1952.

وبجولاتهما عبر طوكيو، سواء كان ذلك بالقطار أو في سيارة صديق للمخرج الشهير، شرع أوزو وابن أخته في رحلة إلى مطعم شهير لثعبان البحر في منطقة كيتاسينجو، شمال طوكيو، مستمتعين بطبق يُعتقد في اليابان أنه يطيل العمر. وفي أحيان أخرى، كانوا يبحثون عن التونكاتسو اللذيذ في هورايا، وهو مطعم يقع في حي أوكاتشيماتشي الصاخب حيث يقيم زميله المخرج، إيكيدا تاداؤ. سيذكر أوزو طبق شرائح لحم الخنزير الشهي هذا في أفلامه، أكيبيوري (أواخر الخريف، 1960) و (ظهيرة يوم خريفي).

كان أوزو يتردد بانتظام على مطعم سوشي بالقرب من محطة كاماكورا، ولكن حسب ما يتذكره ناغاي، ”كان يشرب أكثر مما يأكل“. ومن المعروف على نطاق واسع أن أوزو كان عاشقًا لمشروب الساكي، خاصة إذا كان الشرب مع صحبة جيدة. ”لم يذهب إلى الأماكن الفاخرة. ما كان يحبه هو مقابلة الناس. حيث كان يستمتع بالتواجد مع الآخرين“.

ملهمات أوزو

”أعتقد أنه كان قادرًا على فعل كل ما فعله لأنه كان عازبًا“، يجيب ناغاي على سؤال لماذا يتزوج المخرج أبدًا، وهو سؤال متكرر في وسائل الإعلام لسنوات. لكن هذا لا يعني أنه لم يكن لديه علاقات. لعبت العديد من النساء أيضًا دورًا أساسيًا في حياته وعمله.

كانت لشخصية الوالدة أسائي دورًا مهمًا في حياة المبدع، حيث كانت تجمعه هو ووالدته علاقة وثيقة استمرت حتى نهاية أيامه. عاشت الأم وابنها المخرج تحت سقف واحد معظم الوقت، وتوفيا بفارق عام واحد.

إضافة إلى ذلك، الظروف العائلية المعقدة. فبعد زواج أخو المخرج الأكبر، شهد أوزو العلاقة المعقدة بين الحماة وزوجة ابنها. في اليابان التقليدية، كان متعارفًا عليه أن يكون الابن الأكبر مسؤولًا عن رعاية والديه، لكن بسبب تلك الظروف، كان ياسوجيرو هو الذي يرعى والدته من كثب.

عندما كان أوزو في الثالثة من عمره، وضع التهاب السحايا حياة الصغير بين الحياة والموت، كرست والدته آسائه الروح والجسد لشفائه، وهو الأمر الذي لم ينسه المخرج وظل ممتنًا له بقية حياته. تعتقد أكيكو أوزو أيضًا أنه على الرغم من أن عمها كان يحب التواجد حول الناس، إلا أنه كان في أعماق نفسه خجولًا جدًا. وعلى حد علمها، كان معجبًا بثلاث فتيات على الأقل، «لكنه لم يكن قادرًا على التصريح بحبه، وفي هذه الأثناء كانت الفتيات الأخريات يسعون للتعرف عليه».

من الناحية المهنية، يقول ناغاي: ”لم يكن أوزو يحب إقامة علاقات شخصية مع الممثلات“. قرب سنواته الأخيرة، كانت تجمعه علاقة وثيقة مع موراكامي شيغيكو، عازفة الأكورديون التي أحيت مشهدًا في (قصة طوكيو). ”لقد كانت شخصًا عزيزًا جدًا“، يتذكر ابن الأخت هذا الحب المتأخر.

أكيكو أوزو تتحدث عن عمها في إحدى الفعاليات إلى جانب ياماشيتا كازوكو، وهي أيضًا ابنة أخو أوزو، في مهرجان أوزو ياسوجيرو السينمائي التذكاري في تاتيشينا في عام 2023 (© كوديرا كي)
أكيكو أوزو تتحدث عن عمها في إحدى الفعاليات إلى جانب ياماشيتا كازوكو، وهي أيضًا ابنة أخو أوزو، في مهرجان أوزو ياسوجيرو السينمائي التذكاري في تاتيشينا في عام 2023 (© كوديرا كي)

الممثلة هارا سيتسوكو هي الشخصية الأنثوية الأكثر ارتباطًا بالمخرج. لعبت الممثلة دور البطولة في ثلاثية نوريكو الجامحة- أواخر الربيع عام 1949، وباكوشو (أوائل الصيف) عام 1951، وقصة طوكيو عام 1953 – مما خلد اسم الممثلة والمخرج في تاريخ السينما اليابانية. وبعيدًا عن شريط السينما، كانت هناك إشاعات عن وجود علاقة رومانسية محتملة بين الممثلة والمخرج، لكنه «احترمها كثيرًا ولم يكن لديه أي نية للزواج منها. يوضح ناغاي: ”كان كلاهما محترفين في مجال السينما“.

هارا سيتسوكو أيضًا لم تتزوج أبدًا، وتقاعدت بشكل مفاجئ بعد وفاة أوزو في عام 1963، مما أثار إشاعات جديدة وغذى لغزًا لم يتمكن أحد من حله. ابتعدت عن دائرة الضوء ورفضت إجراء أي مقابلات، بما في ذلك مع كاتب سيرتها الذاتية، الذي حاول سنوات الكشف عن أسباب تقاعدها.

بالنسبة لناغاي، الإجابة بسيطة: ”أحبت هارا العمل مع أوزو لأنه أخرج أفضل ما قدمت“. ويوضح أن الاثنين كانا يفصل بينهما 12 عامًا، لذلك عندما توفي أوزو كانت قد تقدمت بالعمر. ويوضح قائلًا: ”مع الأسف، أصبحت كبيرة بالنسبة لصناعة السينما“. لقد تجاوزت الأربعين من عمرها، وتقاعدت لأنها لم تكن تريد أن تشارك في أفلام دون المستوى. بعد ما وصلت مسيرتها المهنية إلى ذروتها”.

في رأي ناغاي، كانت الممثلة سابقة لعصرها وكان لها تأثير كبير في صناعة يهيمن عليها الذكور. “يُنسب الفضل إلى أوزو سينسيه، لكنها كانت جيدة جدًا وكان لها مزاياها الخاصة”. ينتقد ناغاي صناعة السينما في الماضي والحاضر. في عام 2015، عندما توفيت الممثلة عن عمر يناهز 95 عامًا، أعرب ناغاي عن أسفه للتغطية الإعلامية الضعيفة في اليابان مقارنة بالاهتمام الدولي التي حظيت به.

الذكريات الأخيرة

كانت هناك حكايات مع مبدعين آخرين من صانعي السينما اليابانية. يتذكر ابن الأخت قائلًا: ”كان أكيرا كوروساوا متعاطفًا مع أوزو، وأخبره أنه أحب (قصة طوكيو) كثيرًا“. كما لاقى الفيلم صدى كبيرًا لدى المخرج العظيم يامادا يوجي، الذي ذهب إلى منزل كوروساوا وأعادوا مشاهدة الفيلم معًا. في عام 2013، أصدر يامادا فيلم طوكيو كازوكو (عائلة طوكيو)، وهو تكريم معاصر لهذا الماضي.

كإنسان، “كان متواضعًا ولم يتصرف بتكبر. لقد كان مراعيًا وطيب القلب”. هكذا يود ناغاي أن يتذكره الجميع، ويقول مازحًا: ”على الرغم من أنه كان يحب أيضًا النكات البذيئة“.

”كان أوزو رجلاً مقتصدًا وحيويًا، ولم تؤثر الجوائز العديدة التي حصل عليها في اليابان على عمله. عن سنواته الأخيرة في تأليف النصوص السينمائية في وسط غابة تاتيشينا، يقول ناغاي إنها كانت فترة جيدة للغاية. “لقد كان رجلاً صلبًا من طراز عصره، لم يزعجه العيش في البرية وتجربة قسوتها”.

في فصل الشتاء كان يخلق الأفكار وفي الصيف كان يصورها. على مدار ما يقرب من عقد من الزمن، تابع هو وزميله كاتب السيناريو نودا كوغو دورة من الإبداع في فيلا تقع في جبال ناغانو، والتي لا تزال محفوظة حتى الآن. وعلى الرغم من أن هذه المناظر الطبيعية لم تظهر قط في أعماله، إلا أن ”تاتيشينا كانت دائمًا في قلبه“.

ناغاي هيدييوكي يتحدث عن خاله خلال عرض فيلم في مهرجان أوزو ياسوجيرو السينمائي التذكاري، الذي يقام سنويًا في مدينة تشينو، ناغانو، منذ عام 1998 (© كوديرا كي)
ناغاي هيدييوكي يتحدث عن خاله خلال عرض فيلم في مهرجان أوزو ياسوجيرو السينمائي التذكاري، الذي يقام سنويًا في مدينة تشينو، ناغانو، منذ عام 1998 (© كوديرا كي)

تعود الذكرى الأخيرة لناغاي مع خاله في تاتيشينا إلى عام 1963، عندما وصل جهاز التلفزيون لأول مرة إلى أونكوسو، وهي فيلا قريبة يملكها كاتب السيناريو نودا. ”لقد شاهدنا جميعًا القناة المحلية معًا على هذا التلفزيون الصغير“.

زهرة الاعتدال الخريفي

تشارك أكيكو أوزو في مهرجان تاتيشينا السينمائي الذي يقام كل عام لتكريم المبدع. لم يكن خريف عام 2023 استثناء، وخلال الحدث زارت موغيسو، آخر مكان قام المخرج بإنشائه. كانت زهور زنابق العنكبوت الحمراء في حالة إزهار كامل في الحديقة- وهي زهرة أحبها المخرج بشكل خاص، بسبب لونها.

ظهر نفس اللون الأحمر الغامق في أفلامه الملونة، وأصبحت الزهرة عنوانًا لفيلم أخرجه عام 1958 بعنوان ”هيغانبانا“. ماذا كانت تمثل الزهرة في حياة أوزو؟ تعتقد ابنة أخوه أكيكو أن السر يكمن في مذكرات المخرج المؤرخة بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول عام 1927. في ذلك اليوم، كان أوزو مسافرًا من منزل جدته إلى محطة هيساي في تسو بمحافظة ميه، حيث أمضى جزءًا من طفولته وشبابه. من خلال نافذة القطار، وبينما كان القطار يبتعد عن المحطة، كان أوزو يشاهد الوهج الأحمر لزهور الاعتدال الخريفي هيغانبانا، تتفتح على جانبي القطار.

تستحضر هذه الزهرة، المعروفة أيضًا باسم ”زهرة الاعتدال الخريفي“، الذكريات المفقودة في اليابان. كانت فكرة أكيكو هي إحضار الهيغانبانا إلى آخر ملاذ إبداعي عاش فيه أوزو بحيث تنفجر الحديقة باللون الأحمر كل عام عندما يحل الخريف.

ناغاي هيدييوكي (في الوسط، الصف الثاني) وأكيكو أوزو (الثانية من اليمين، الصف الأمامي) خلال صورة جماعية للمشاركين في مهرجان أوزو ياسوجيرو السينمائي التذكاري في تاتيشينا في سبتمبر/أيلول 2023 (© كوديرا كي)
ناغاي هيدييوكي (في الوسط، الصف الثاني) وأكيكو أوزو (الثانية من اليمين، الصف الأمامي) خلال صورة جماعية للمشاركين في مهرجان أوزو ياسوجيرو السينمائي التذكاري في تاتيشينا في سبتمبر/أيلول 2023 (© كوديرا كي)

(المقالة الأصلية باللغة الإسبانية والترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: أبناء أشقاء أوزو ياسوجيرو، ناغاي هيدييوكي وأكيكو أوزو (© كوديرا كي)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | خلف الكاميرا: نظرة خاصة على حياة المخرج الياباني الكبير أوزو ياسوجيرو بعيون عائلته! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا