الارشيف / لايف ستايل

الامارات | «المجالس مدارس»

  • 1/2
  • 2/2

شكرا لقرائتكم خبر عن «المجالس مدارس» والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - إلى زمن الطيبين، تحملنا سوالف الآباء والأجداد لنستعيد من خلالها ذكريات وملامح الحياة في الإمارات في فترة ما قبل النفط، مثل العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع، والتعاملات اليومية بين الناس، وكيف كانوا يحتفون بالشهر الكريم في أجواء روحانية يسودها الودّ والتراحم والتعاون.


«المجالس مدارس».. هكذا وصف أهل الإمارات والمنطقة الأهمية البالغة للمجالس في المجتمع، فقد كانت بمثابة المدارس والجامعات في الوقت الحاضر، ومن خلال ارتيادها كان الآباء والأجداد ينقلون خبراتهم وتجاربهم وخلاصة حكمتهم إلى الأجيال الجديدة، ويعلمونهم «السنع» والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، وفي المجلس كان الحضور يتبادلون أخبار الصيد والغوص والتجارة، كما كان للشعر مكانة خاصة في المجالس، حيث كان الشعراء يحرصون على إلقاء قصائدهم فيها.

وفي رمضان تزداد أهمية المجالس، إذ تصبح فرصة للتجمع وحفظ وتلاوة القرآن الكريم وختمه، وكان يتم تنظيم أكثر من ختمة للقرآن في الشهر الفضيل، حسبما أوضح الوالد أحمد عيسى آل علي (بوخليفة)، لـ«الإمارات اليوم»، مضيفاً: «في رمضان كان الحضور يكثرون من قراءة القرآن والختمة كما كانوا يسمونها، ودراسة التفسير وعلوم الدين. وفي المساء وعقب صلاة التراويح كان الرجال يتجمعون في المجلس لتبادل الأخبار والأحاديث حول أحوال الصيد والبحر والغوص والتجارة، وغيرها من الموضوعات التي تخص الناس. وعند منتصف الليل كان يتم تقديم (الغبقة) أو (الغبقة الرمضانية)، وهي وجبة ارتبطت برمضان حيث كانت تقدم خلال الفترة بين الإفطار والسحور، وكانت تقدم في المجلس للحضور، وكانت تتكون من أكلات تقليدية مثل (الخبيص) و(البلاليط)، وغالباً ما يكون فيه نوع من الأسماك مثل (مشوي قباب) و(عيش أرز) محمص، وكنا نسميه (عيش بالسكر)، أما السحور فيكون قبل آذان الفجر بساعة ونصف، أو ساعة تقريباً ويتم فيه تناول البقية من وجبة الإفطار».

وقال: «إن شهر رمضان كان فرصة للاقتراب من الله أكثر وتكثيف قراءة القرآن والدعاء، ورغم أن الناس في ذلك الوقت لم يرتادوا مدارس أو جامعات، فإنهم كانوا (يوقرون) القرآن، ويهتمون بالمصاحف فلا توضع على الأرض، ولكن في مكان مخصص لها، وتتم كسوتها بغطاء يسمى ثوباً».

وأشار (بوخليفة) إلى أن الكبار كانوا يحرصون على اصطحاب الأطفال من عمر سبع سنوات تقريباً إلى المجلس، لتعلم كيفية التصرف كرجال وتعلم «السنع» الإماراتي، وأصول الضيافة والكرم وحُسن استقبال الضيف، وكيفية التعامل مع الآخرين، والتعامل بتواضع مع الجميع، وهي صفات يستمدها الجميع من المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وكل حكام الإمارات، مشدداً على أن حضور المجلس له آدابه و«سنعه»، فلا يجوز دخول المكان والشخص حاسر الرأس، أي دون غطاء على رأسه.

وانتقد الزمن الحالي الذي بات يفتقد التواصل الذي كان يميز مجالس «زمان لوّل»، فالآن نجد العائلة تجلس معاً وكل فرد يركز نظره وانتباهه على الهاتف المحمول في يده دون تواصل حقيقي بينهم.

• الكبار كانوا يحرصون على اصطحاب الأطفال من عمر سبع سنوات تقريباً إلى المجلس، لتعلم كيفية التصرف كرجال وتعلم «السنع» الإماراتي.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
Advertisements