الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

من الوفاء احترام آدميتك!

الوفاء شعورٌ رائعٌ يتصف به الإنسان بما يحمله من كتلة مشاعر عميقةٌ، تتجلى بوضوحٍ مع ذلك الإنسان الواعي لمعنى إنسانيته ومعنى الوجود، وإذا ما تأملنا حولنا لوجدنا الوفاء في كل شيء، نجد الوفاء في صور وأشكال وأماكن وقلوب كثيرة. الوفاء بأجمل معانيه في وفاء الإنسان للتربة، للطين، للأرض، تلك التي تكون في وفاء الإنسان للوطن، مع ما يتكبده من غربة وضروب المعاناة، والآلام والمشقة، ومع أشكال المهانة والقسوة، إلا أن الوفاء العميق المتأصل بجذور تكوينه، العابق بقلبه وعقله هو الدافع لأن يتحمل الصعاب مهما طال زمن المعاناة والغربة والوجع والقهر والبعد عن الأرض والوطن والأحباب، فالوفاء والحنين سيظلان الناقوس الذي يرن ويدق في قلبه أينما كان، لقهر اليأس، والاستمرار لأجل تربة وطن وذكريات طفولة.. يبقى الوفاء للحنين والعودة. الوفاء بين الدول والشعوب، وفاء لا يكون في القلوب، وإنما ينصب في مواثيق وعقود تنص على ألا تخون !، ألا تغدر، عقودٌ ومواثيق !

ألا تتعدى حدودا رُسِمت واحتلال قسم ثروة وتركات حسب ما يحققه من منفعة !، الوفاء ألا تنسى نصوصا كثيرة، ومواد عديدة كتبت وطبعت، ووجدت في كتب ومجلدات وأوراق ومواثيق! ورغم ما يحرص عليه البعض من تأكيد السلام، والدعوة لمحاربة الإرهاب، والدعوة لراحة البال، والعيش بأمان!، إلا أنَّ الوفاء لم يوجد في الأصل لمن كان الغدر سمة من سماتهم!، كيف نطالب بالوفاء في أوراق قد نمزقها في لحظة غضب، أو نقذفها في وجه الريح، أو نتركها مركونة لتتقادم وتتلف دون الرجوع إليها؟!. كيف نثق بوفاء من لا وفاء وأمان وعهد عنده! معنى الوفاء يكون متأصلا بعمق في الأعماق، عبر تلك النخلة الشامخة في أرضنا العربية، بتأصل جذورها الضاربة بحب في أعماق الأرض الوفية لأبناء عروبتها منذ زمن طويل، بعطائها الزاخر وثمرها الدائم. الوفاء لرائحة القهوة وحمصها وإعدادها والاجتماع حول نار في شتاء وليل لشربها.. وفاء في رحلة حركة الكون، للشمس القادمة إلينا بإشراقها ودعوتها لمصافحة دروب الحياة بنشاط وأمل مع ما يحمله شعاعها من أمل وحب، ودعوة لمرافقتها أينما كانت، وأجمل ما يكون وفاء وجمال الشمس لهذه الأرض، عند رحيلها غروباً على أمل ووعد بعودة إشراق للقاء، تودِّعنا بأبهى صورةٍ، بما ترسمه بأشعتها المغلفة بجمال بديع عبر تلك الغيوم، ولا تتجلى روعه هذه اللوحة الكونية إلا للمتأمل للأفق ولانعكاس تلك الخيوط على سطح البحر،

بعمق وتفكر، لرحلة كونية يومية بديعة. من الوفاء أن نحفظ ونتذكر أسماء أحببناها، وعبرت أيام من عمرنا، وتركت أثرا في مخيلتنا وحياتنا، تلك التي أسدت لنا نصيحة مخلصة بما خطته من تجربة حياتها عبر سطور وكلمات جعلتنا نخطو بثقة وأمان، أو تلك التي قدمت لنا خدمة أعانتنا للوقوف ومجابهة أعباء الحياة، أو تلك التي دعت لنا بإخلاص لأن يفرج الله همَّا ألمَّ بنا. من الوفاء أن نذكر كل وجه، وكل اسم بحب أولئك الذين غادروا دون سابق إنذار!، من الوفاء نتذكر بتمعن أولئك الذين أساؤوا إلينا فهم بالتأكيد قدموا لنا خدمة دون أن يعلموا، بما منحوه من تجربة فعلية للتعامل بحذر مع أصناف متلونة من البشر لا أمان لهم!.

آخر جرة قلم: الوفاء.. ومن الوفاء.. احترام الإنسان لذاته وبشريته وعقله وضميره قبل كل شيء، من غزو آفات لمشاعر بشرية. من الوفاء الحرص على المشاعر العميقة الرائعة بأعماقنا، لتلازم الإنسان أينما كان ومع من كان، الوفاء تجعله إنسانا لكل ما تحمله الإنسانية من معنى الوفاء، يجعل الحب مقيما دائما في قلوبنا. ويجعلك إنسانا تعيش بآدمية وعقل وضمير.. لا تفتقده مع بهرجة أيام.. ولا تفتقده مع نفاق بشر وتلون وجوه..

إحساس الوفاء، نجده في تأملنا للبحر، وزرقة مائه، وعطائه المتجدد رغم التلوث القادم إليه من البيئة؟!. وفاء البحر للون المنعكس عليه من السماء، فمهما طال تراكم الغيوم في كبد السماء، إلَّا أن وفاء السماء بلونها لا بدَّ أن يعود ويكسو بردائه على البحر.

الوفاء في علاقاتنا، الوفاء لمن حملونا صغاراً ورعونا كباراً، الوفاء للعقول والقلوب التي احتوتنا، الوفاء لأعز المخلوقات لآبائنا وأمهاتنا، من الواجب رعايتهم ورسم الفرح في عيونهم، ونقول إنه وفاء، لنذكر أولئك الذين يسوِّق لهم الشيطان، الذي يتمثل في صورٍ عديدة من زوجةٍ شرسة، أو صديقٍ غادر، أو نفسٍ أمّارةٍ بالسوء، بإيداعهم دور العجزة، وإهمالهم وتركهم للخدم!، لنقف بقوةٍ أمام هذه الشياطين، ولنحتوي آباءنا في قلوبنا قبل دورنا، ولنمنحهم القليل مما أعطونا.

وفاءٌ في ذلك الرباط المقدس، وفاء الزوج لزوجته، بألَّا يغدر بها، ألَّا يخونها، في لحظات طيشٍ وضعف، ألا يسمح بحب واهتمامٍ غير حبها في قلبه، أن يكون نبضه هو الوفاء لأسرته، فالوفاء يولد الوفاء ويزرع الوفاء في القلوب ومع من حوله، وفاء الزوجة لزوجها بحفظ الود، وحفظ سره وبيته، ورعاية أبنائه، بحبٍّ واهتمام وإخلاص، الوفاء بعدم ترك الأهواء المسيطرة لأن تسيرها وفق الأهواء والأفكار القادمة إليها.

سلوى الملا – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر من الوفاء احترام آدميتك! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا