الارشيف / اخبار الخليج

تحديات هائلة تفرضها الحرب على مزارعي جنوب لبنان من مخلفات القنابل الفوسفورية

  • 1/2
  • 2/2

دبي - محمود عبدالرازق - وتنقسم هذه الأضرار لثلاثة أقسام، وهي أضرار مباشرة على المزارعين الموجودين في منطقة الشريط الحدودي، على بعد من أربعة إلى سبعة كيلومترات، وأضرار غير مباشرة، وأضرار خاصة لحقت بالمزارعين نتيجة القنابل الفوسفورية.

وشرح نقيب مزارعي الجنوب، محمد الحسيني لـ"الخليج 365"، الأضرار ونتائجها، قائلا: "القسم الأول الخاص بالمزارعين المتواجدين على الشريط الحدودي سابقا، إذ أن مزارعي الزيتون لم يتمكنوا من قطاف الموسم كاملا وبعض مزارعي الفواكه لم يتمكنوا من جني كامل محصولهم، أما مزارعي الخضار فهجروا أرضهم ولم يتمكنوا من زراعتها ومن كان قد زرع لم يتمكن من قطاف محصوله، ويوجد أيضا شريحة مهمة جدا التي تعتمد على زراعة التبغ واليوم ليس باستطاعتهم تأمين مشاتل التي يجب أن تزرع بعد شهرين، وفي هذه النقطة برزت أصالة أهالي الجنوب واللحمة الوطنية عندما عرضوا أهالي بلدات رميش ودبل وعين أبل الحدودية مشاتل التبغ على جميع القرى المجاورة، إلى جانب تأمين إدارة "حصر التبغ والتنباك" اللبنانية مشاتل من خارج المنطقة التي تعد مسرح للعمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلي".

وأضاف الحسيني: "المزارع الجنوبي بشكل عام ونتيجة حالة الحرب، انخفضت قدرته الشرائية لأنه لا يستطيع تصدير إنتاجه بسبب إغلاق بعض الأسواق الخارجية، وفي الوقت ذاته، يسعى المواطن الجنوبي وراء الأساسيات في معيشته اليومية والاستهلاكية سواء على صعيد الموز والحمضيات، فقد انخفض الطلب كثيرا، وبالتالي تدنت الأسعار بسبب كساد الموسم".

وحول القنابل الفوسفورية التي استهدفت الأراضي الزراعية والأحراش، قال: "العدو الإسرائيلي كعادته يستعمل القنابل العنقودية والفوسفورية وغيرها دون أي رادع ولا ينصاع إلى القانون الدولي أو الإنساني، علما أن الاستهداف موثق بالصور ومقاطع الفيديو، استهدف مناطق زراعية وحرشيه وبين المنازل السكنية، فبعض الكروم احترقت بشكل تام وبعض الأشجار يظهر الضرر عليها بعد فترة ويوجد أيضا أحراش احترقت بشكل كامل، وإن استخدام هذه القنابل الفوسفورية فقط بغرض الحرق والإيذاء".

وختم: "فيما يخص الإحصائية نحن لدينا أرقام تقديرية من 400 إلى 500 ألف ما بين أشجار حرجية ومثمرة، ولكن لا يوجد إحصائيات دقيقة لأنه لا أحد باستطاعته في الوقت الحالي القيام بمسح دقيق للمناطق المتضررة التي تمتد على مسافة 100 كلم وعرض 7 كلم، نحن بانتظار انتهاء العدوان لتتحرك وزارة الزراعة والبيئة أو هيئات مجتمع مدني أو منظمات دولية والقيام بالمسوحات".

واستخدام الجيش الإسرائيلي للقنابل الفوسفورية المحرمة دوليا في جنوب لبنان سينتج عنه أثر بيئي خطير بحسب خبراء، وتعتبر هذه القنابل من الأسلحة ذات الآثار الفتاكة والبيئية الخطيرة، حيث تتسبب في حروق شديدة وتدمير واسع النطاق للمساحات الزراعية والأحراش، وينتج عنها فقدان المحاصيل وتلوث التربة والمياه.

أمس, 18:42 GMT

وقال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب في البرلمان اللبناني، قاسم هاشم، لـ"الخليج 365"، إن "ما يتعرض له الجنوب أصاب كل القطاعات وخصوصا القطاع الذي الزراعي الذي يشكل المادة الأساسية والحيوية لأبناء البلدات الجنوبية وخاصة الحدودية، بدء من العرقوب مرورا بالوزاني وما يشكله من أهمية زراعية وعلى امتداد القرى الحدودية حتى شتلة التبغ وشتلة الزيتون وكل الزراعات وصولا إلى الناقورة".

وتابع: "واجب الدولة أن تكون جاهزة لتأمين متطلبات الصمود لأبناء هذه القرى وخاصة الموضوع الزراعي الذي يشكل مورد رزق أساسي للناس، ولذلك كان هنالك تواصل مع الوزارات المعنية وخاصة وزارة الزراعة لتكون جاهزة بداية للتعويض عما أصاب المزارعين من خسائر خلال فترة أربعة أشهر وانعكاس كل ما حصل على الزراعة وخاصة المناطق التي تعرضت للقنابل الفوسفورية وما قد تتركه من أثر بيئي صعب وانعكاسها على صلاحية الأراضي التي يجب معالجتها قبل زراعتها، والآن نحن ننتظر النتائج التي لا تزال قيد الدراسة للأضرار التي أصابت التربة".
وختم: "وزارة الزراعة مسؤولة بشكل أساسي لتأمين مقومات صمود الناس والتعويض على المزارعين سواء على الخسائر المباشرة أو كيفية تنمية القطاع الزراعي لتثبيت الناس في أرضعهم، لأن تواجدهم في المناطق الحدودية هو عامل وطني وفعل مقاومة للعدو الذي أراد بعدوانه أن الأراضي فارغة من أهلها ومحروقة بالكامل".
Advertisements