الارشيف / لايف ستايل

الامارات | «دوائر القصر».. يرصد التاريخ الاجتماعي والحضري لدولة الإمارات

  • 1/2
  • 2/2

شكرا لقرائتكم خبر عن «دوائر القصر».. يرصد التاريخ الاجتماعي والحضري لدولة الإمارات والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - بأعمال تتفاعل مع التاريخ الاجتماعي والحضري لدولة الإمارات، وأُنتجت على مدى 11 عاماً، قدم الفنان فيكرام ديفيتشا، معرضه الاستقصائي الأول في مركز جميل للفنون بدبي، تحت عنوان «دوائر القصر». ومن خلال المعرض الذي يستمر حتى 16 يونيو المقبل، يقدم الفنان أشكال التواصل الإنساني، إذ يتفاعل مع المعالم الحضرية والبيئات المختلفة، كما يبرز اهتمامه بعمليات التخطيط الحضري، والبناء، والهدم، والصيانة التي أسهمت في بناء المدن.

فيض مشاعر

يجمع المعرض بين مشروعات عدة قدمها الفنان، وقام من خلالها بالتعاون مع فئات متنوّعة من العمال، الذين يعتبرون جزءاً لا يتجزأ من المشروع الفني، ومنهم: عمّال البناء، والبستانيون العاملون في البلديات، والمسؤولون الحكوميون ومديرو السكك الحديدية وغيرهم. وتحمل أعماله المزج بين حالة من المرح وفيض من المشاعر، إذ يستكشف الفنان من خلال أعماله الكيفية التي يؤدي بها الأفراد وظائفهم. ويركز ديفيتشا من خلال المشروعات التي يقدمها على تقصي القصص غير المحكية خلف المشاهد الحضرية التي نراها في المدن، ولهذا يتجه إلى التقاط الصور التي توثق شكل الدوارات في الشارقة، وفي مراحل متعددة من زراعة العشب فيها، ومن ثم ينتقل إلى تجسيد حالة رسم إشارات عبور المشاة والسير على الطرقات بألوان متنوّعة لتبدو وكأنها لوحات تجريدية.

مشروعات تفاعلية

وحمل المعرض العديد من المشروعات التفاعلية، من بينها العمل التركيبي الذي يقوم على حركة القطار، إذ تعاون ديفيتشا مع هيئة السكك الحديدية الفرنسية لتأخير قطار يسافر من محطة باريس سان لازار متجهاً إلى روان، لمدة خمس دقائق، مستوحياً الفكرة من لوحة كلود مونيه «محطة سان لازار»، الذي عرف عنه قيامه بتأخير القطار من أجل الحصول على إضاءة أفضل لرسم اللوحة. وقد أبرز العمل كيف كان تبديل التوقيت الذي لم يلاحظه مستخدمو القطار، الذي كان كفيلاً بإحياء تقليد توقف القطار في عام 1911.

استكشاف للبشر

ولا تتوقف رحلة استكشاف الفنان للبشر ومهاراتهم عند مشروع القطار، إذ عمل ديفيتشا على مشروع «بورتريه»، وطلب من 150 عاملاً من مهن مختلفة أن يرسموه في جلسات رسم لم تكن تستغرق أكثر من 90 دقيقة، ولم يدفع لكل عامل أكثر من 150 درهماً مقابل الجلسة، وهذا ما أدى في ختام المشروع إلى استنتاج الخلفيات الثقافية والمهنية للعمال، من خلال قيمة الوقت الذي احتسب وكيف انعكس تقييم المشاركين في المشروع للقيمة الفعلية لهذا الوقت من خلال اللوحات، سواء المغرقة بالتفاصيل أو العكس.

محاولات توغل

وتحدث ديفيتشا عن معرضه لـ«الإمارات اليوم»، وقال: «يبين المعرض محاولتي التوغل في البناء الحضري للمدينة وعبر مستويات عدة، سواء من خلال العمال أو المديرين، وقد جذبني هذا النوع من العمل منذ عام 2012، حيث عملت ما بين دبي وأبوظبي والشارقة، وقد سعيت إلى إبراز كيفية عمل كل فرد، وأدواته والمواقع، فأنا أحب العمل على المدينة، كما لو أنها الاستوديو الخاص بي، وأعمل بما هو متاح فيها». وأضاف: «تطلب المعرض نحو ستة أشهر من العمل لاختيار الأعمال التي تم عرضها، كما أن العمل على جمع الأعمال القديمة مع الحديثة شكّل تجربة جديدة، لأنه كان لافتاً العودة إلى الأعمال السابقة ورؤيتها مع بعضها بعضاً، وهذا ما جعلني استكشف الروابط بينها، خصوصاً أن أعمالي تتميز بكونها حدسية، فالمعرض فرصة للتفكير في كيفية تنظيم أعمالنا وكيفية بناء العلاقات والروابط».

وحول العمل على المدن والاستكشاف، لفت ديفيتشا إلى أن «العديد من الأسئلة كانت حاضرة باستمرار خلال فترة العمل، وهي تتمحور حول الوقت والقيمة، والأفكار المتعلقة بالتواصل مع أشخاص ليسوا ضمن دائرة التوقعات»، موضحاً أن «المشروعات التي قدمها كانت مختلفة، ولكنها في الأخير كانت محافظة على الاهتمام نفسه، وهو كيف يمكن بناء علاقات مختلفة مع المدينة». وأكد ديفيتشا أن «المدينة هي المكان المصمم للعمل والتسوق والاستمتاع، ولكن ماذا عن الاحتمالات الأخرى التي تحملها المدينة، فهذه الاحتمالات المتعددة هي التي يحاول أن يقدمها ضمن المعرض».

ولفت إلى أنه «لا يقدم أي تفاصيل عن العمال الذين كانوا جزءاً من عمله، ولكنهم من مهن متنوّعة، وكذلك طبقات مجتمعية متباينة»، مشيراً إلى أن «العمل على مشروع رسم (البورتريه)، شكّل في الواقع انعكاساً لطبيعة التنوّع الديموغرافي، وكذلك الخلفيات الثقافية التي يحملها العمال، وهذا ما جعل المشروع يبدو أشبه بحالة استطلاع».

وينوّع ديفيتشا بين الوسائط الفنية المستخدمة، موضحاً أنه «يركز على العملية التي يتم من خلالها إنجاز العمل والمفهوم الذي يحمله، فالعملية المرتبطة بالبناء بلا شك ستتضمن الإسمنت، أو الألوان الخاصة بالطرقات». وأشار إلى أن «هذا المعرض هو المعرض الفردي الأول له في مركز جميل للفنون، وهي فرصة متميزة لتقديم الأعمال في مركز يهتم بأعمال وفناني المنطقة».


سيرة فنية

ولد الفنان فيكرام ديفيتشا في بيروت، ونشأ في مومباي، ويقيم في الإمارات منذ 19 عاماً. حصل على شهادة الماجستير في الفنون من جامعة كولومبيا، وشارك في برنامج الدراسة المستقلة لمتحف «ويتني». عرضت أعماله إقليمياً ودولياً في الجناح الوطني لدولة الإمارات في «بينالي البندقية 57»، و«بينالي الشارقة 13»، و«متحف اللوفر أبوظبي»، و«مركز الفن المعاصر - وارسو»، و«مؤسسة اليزابيث للفنون - نيويورك». ويشغل ديفيتشا حالياً منصب أستاذ مساعد في الفن وتاريخ الفن في جامعة نيويورك أبوظبي.

فيكرام ديفيتشا:

جذبني هذا النوع من العمل منذ عام 2012، وسعيت إلى إبراز كيفية عمل كل فرد.

أحب العمل على المدينة، كما لو أنها الاستوديو الخاص بي، وأعمل بما هو متاح فيها.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
Advertisements