الارشيف / اخبار العالم

المطران ابراهيم في عيد القديس انطونيوس: مستقبل لبنان هو رهن دور الرهبانية اللبنانية المارونية

احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بعيد أب الرهبان القديس انطونيوس الكبير، وترأس قداساً عشيّة العيد في كنيسة دير القديس انطونيوس الكبير في زحلة التابع للرهبانية اللبنانية المارونية.

وفي عظته، لفت ابراهيم الى انه "في يومٍ كهذا من كل عام، نحتفل بعيد أبو الرهبان القديس أنطونيوس الكبير، وقد سمّي الكبير لأنه صغّر نفسه وتواضع، لأنه ترك كل المجد وقَبِل ان يكون صغيراً واصبح كبيراً على مدى التاريخ، الرجل الذي لا يزالُ أَثَرُ بَصْمَتِهِ العميق على جبين الكنيسة وقلبها وفي تاريخها الطويل يترُكُ لنا علامة رهبانيةً فارقة وتُراثًا إيمانياً قيِّمًا لا يُقدر بثمن. إن حياته المليئة بالصلاة والصمت والعمل في طلب القداسة تعكس مسيرةً روحية استثنائية، وتعلمنا منه الكثير عن أهمية التفتيش عن الحقيقة والتقرب من الله."

واضاف" القديس أنطونيوس الكبير، الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، كان رمزًا للزهد والتعبد. ولد في صعيد مصر نحو سنة 251 مسيحيَّة. وعندما مات والداه، تخلى عن ثروته وأملاكه وانسحب إلى الصحراء بحثًا عن الله. في الصحراء، أمضى حياته في الصلاة المتواصلة والتفكير العميق، وكان يعيش ببساطة فائقة. كان يعتبر الصمت هو أحد أهم وسائل التأمل في الله. التأمل في الله لا يحتاج الى الكثير من الكلمات، يحتاج الى الكثير من الصمت والإصغاء، وقد كتب القديس انطونيوس أيضًا العديد من الرسائل والأقوال التي تعكس حكمته وإدراكَه الطريقَ إلى الله. إنتقل إلى السماء في السَّابع عشر من كانون الـثـَّاني سنة 356، وله من العمر مئة وخمس سنين."

وتابع " واحدة من أبرز الدروس التي نستفيد منها من حياة القديس أنطونيوس هي أهمية تقديس اليوم الحاضر، لا ان نفكر في الغد او نقدّس البارحة، فالأمس لا يعود والغد لم يأتِ بعد، دعونا نقدّس اليوم. فوقتنا ليس مُلكاً لنا لكنه مُلكُ الله، نحنُ لسنا إلا مجردَ وكلاء، نديرُ وقتَنا ولا نملكهُ. ليس من الضروري طبعا أن نعيش في الصحراء لنكون قريبين من الله، بل يمكننا أن نجد الله في كل لحظة وفي كل مكان إذا كنا مستعدين للتفكير العميق والتأمل والصلاة."

واعتبر ابراهيم ان "القديس أنطونيوس الكبير يتشابه في الكثير من الجوانب مع القديس العظيم شربل، الراهب اللبناني الذي عاش في القرن التاسع عشر. انسحب شربل إلى الجبال بدل الصحراء وعاش حياة بسيطة وقداسته الشخصية خطت صفحاتِ مجدٍ كبير للكنيسة والبشرية جمعاء. وكان هو أيضًا رمزًا للتفكير العميق والزهد في الحياة الدنيا.

وراى ان "الاختلاف الرئيسي بين هذين القديسين يكمن في الزمن الذي عاشا فيه. فأنطونيوس عاش في الزمن القديم للمسيحية، زمن مختلف في تحدياته ومحنه عن تلك التي عاشها مار شربل في زمانه بعد مرور حوالي 1542 سنة. مع ذلك، فإن رسالتهما كادت تكون توأمان لا ينفصلان يذكرانا بأهمية البحث عن الله والتفكير العميق والتقرب منه في النسك والصمت."

واضاف :" في هذا اليوم المبارك، نُمسك بخط التاريخ المتواصل بين صحراء أنطونيوس وعنايا شربل. من حياتهما نستوحي مسيرة نخطوها بالثبات نحو عمق الحياة. نتذكر أهمية التواضع والبساطة، وأهمية التفكير العميق والصلاة المستمرة. نحن في بلد كلبنان نعتقد بأن السلاح قد يخلصنا لكن في الحقيقة وحدها الصلاة ىالمستمرة هي التي تخلّصنا. دعونا نسعى جميعًا للتقرب من الله والسعي نحو القداسة في حياتنا اليومية، ولنكن قدوةً للآخرين بالعيش وفقًا لقيم الإيمان والزهد. فلنكن مثل القديسين العظيمين أنطونيوس الكبير وشربل في سعينا نحو الله والحقيقة."

وفي الختام، شكر ابراهيم "الرهبانية اللبنانية المارونية التي أنجبت لنا بنعمة الله شربل مخلوف. نشكرها على محافظتها على مجرى القداسة الذي ينبع من المسيح ويصب في أنطونيوس وشربل وباقي القديسين. نشكر الرهبانية أيضا على وقوفها أمام التحديات التي يواجهها لبنان، والتي يواجهها الوجود المسيحي في لبنان خصوصاً، والمأساة التي من الممكن ان يعيشها المسيحيون هي نوع من القرصنة، قرصنة الوجود والحضور والدور المسيحي في لبنان، وهذه مسألة بحاجة الى صلاة لأن لبنان يتعرض لتغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية وديموغرافية. أملنا في كل اصحاب الإرادات الطيّبة والخيّرة لكن بنوع خاص نعوّل على دور الرهبانية اللبنانية المارونية، وانا مقتنع بأن مستقبل لبنان هو رهن دور الرهبانية اللبنانية المارونية في بناء مستقبل مستدام لهذا الوطن العظيم. فلنصل للرهبانية بقدر ما نلقي عليها من مهمات ومسؤوليات كي يباركها الله في هذه المهمة السامية".

كانت هذه تفاصيل خبر المطران ابراهيم في عيد القديس انطونيوس: مستقبل لبنان هو رهن دور الرهبانية اللبنانية المارونية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا