الارشيف / اخبار العالم

حملات مجهولة المصدر ترفض الحرب... كيف يتلقفها "حزب الله"؟

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، وإعلان "حزب الله" فتح جبهة الإسناد في جنوب لبنان، تتصاعد الحملات المناوئة للحزب، تارةً بشكل علنيّ، عبر الخطاب الرافض لتوريط البلد في حرب "لا ناقة له ولا جمل فيها"، وطورًا بشكل مستتر، من خلال حملات دعائيّة ولوحات إعلانيّة تنتشر في الشوارع، بشعارات متعدّدة من طراز "بيكفّي... تعبنا"، أو "ما بدنا حرب"، من دون أن تجد من يتبنّاها بشكل رسميّ على الأقلّ.

لكن، بعيدًا عن الرسميّة، تجد هذه الحملات من يتناغم، أو ربما ينسجم معها بالحدّ الأدنى، خصوصًا في صفوف قوى المعارضة، التي لا تتردّد في تحميل "حزب الله" المسؤولية الكاملة عن كلّ الدماء التي سالت، أو يمكن أن تسيل في حال تصاعد المواجهة، وذلك بسبب مصادرته لقرار الحرب والسلم في المقام الأول بفتحه جبهة "الإسناد"، خدمة لأجندات يصفها هؤلاء بـ"الأجنبيّة"، ومن دون حساب ردّة الفعل الإسرائيلية.

في المقابل، يتجاهل "حزب الله" كلّ هذه الحملات والخطابات، أو بالحدّ الأدنى، ينأى بنفسه عنها، إذ نادرًا ما يعلّق عليها مسؤولوه وقياديّوه، وعلى رأسهم أمينه العام السيد حسن نصر الله، وهو ما يفسّره الدائرون في فلكه بعدم الرغبة في "تضخيم" ما يعتبرها "حالات قليلة" وربما "فردية"، وخصوصًا في مرحلة تتطلب الحدّ الأدنى من المسؤولية الوطنية، لمواجهة المخطّطات الإسرائيلية، التي قد تجد في أيّ انقسام محلّي "ضالتها".

لكن، كيف يتلقّف "حزب الله" فعليًا هذه الحملات، مع ما تنطوي عليه من شعارات قد تبدو "رنّانة" في مكانٍ ما؟ وإذا كان شعار "لبنان لا يريد الحرب" يولّد انطباعًا بأنّ "حزب الله" يريد الحرب، خلافًا لإرادة اللبنانيين الحقيقية، فهل يمكن التسليم فعلاً بهذا الرأي؟ وهل يمكن الاستنتاج من الوقائع الميدانيّة بأنّ الحزب يريد الحرب، بمعزل عمّا إذا كان الجانب الإسرائيلي يستدرجه إليها، أو يحاول احتواءها وتجنّبها، وفق الآراء المتضاربة بهذا المعنى؟.

صحيح أنّ قوى المعارضة لا تتبنّى حملات "بيكفي... تعبنا"، و"ما بدنا حرب"، التي تبقى مجهولة المصدر حتى إثبات العكس، علمًا أنّ التحركات التي يدعو إليها القيّمون عليها تبقى خجولة ومتواضعة، لكن الصحيح أيضًا انّ هذه القوى لا تخفي اعتقادها بأنّ هذه الحملات تعكس في مكان ما رأي معظم اللبنانيين، بمن فيهم بعض المحسوبين على البيئة الحاضنة لـ"حزب الله"، الذين ما عادوا قادرين على تحمّل ضغوط الحرب وسيناريوهاتها.

خير دليلٍ على ذلك، بحسب هؤلاء، ما يجري مع اللبنانيين المقيمين في مناطق نفوذ الحزب، والذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها مضطَرين للنزوح إلى خارج بيوتهم الآمنة، ليس فقط في المناطق المتاخمة للحدود الجنوبيّة، ولكن حتى في الضاحيّة الجنوبية لبيروت، خصوصًا بعد الضربة الأخيرة التي أسفرت عن اغتيال القائد العسكري للحزب فؤاد شكر، وارتفعت بعدها أسهم الحرب الواسعة، على وقع ترقّب ردّ الحزب، والأهمّ من ذلك، ما بعد الردّ.

يقول المحسوبون على المعارضة إنّ هذا الجو من الضغط والقلق يتحمّل "حزب الله" المسؤولية المطلقة عنه، فهو الذي فتح الجبهة تحت عنوان "إسناد الفلسطينيين"، كما لم تفعل أيّ دولة عربيّة، حتى إنّه نفسه أعطى "الأعذار" لسائر دول "الممانعة"، من سوريا إلى إيران، لعدم القيام بالمثل، وكأنّ الساحة اللبنانيّة وحدها يمكن أن تكون "مستباحة"، ولا سيما أنّ الاعتداءات الإسرائيلية المتنقلة بين المناطق، كانت متوقعة منذ اللحظة الأولى نتيجة لقرار الحزب.

بهذا المعنى، يقول هؤلاء إنّ "حزب الله" هو الذي يأخذ لبنان إلى الحرب خدمة لأجندات إقليمية، رغم إدراكه أنّ أحدًا في لبنان لا يريدها، وهو بالتالي الذي يتحمّل مسؤولية كل الدمار الذي حلّ في المناطق الجنوبية، والذي يمكن أن يتمدّد إلى كامل المساحة اللبنانية، وهو الذي يتحمّل أيضًا مسؤولية خسارة الموسم السياحي الصيفيّ، وبالتالي تكبيد البلد المزيد من الخسائر الاقتصادية، وهو الذي لم يخرج بعد من صدمة الانهيار الشامل الذي لم ينتهِ فصولاً.

مع أنّ المعارضة تعتبر أنّ هذا الخطاب المناوئ لـ"حزب الله" وما تصفها بـ"مغامراته" يُجمِع عليه اللبنانيون، بدليل أنّ "التيار الوطني الحر" المصنَّف حليفًا للحزب لم يتوانَ عن الاعتراض على فتح "جبهة الإسناد"، إلا أنّ الدائرين في فلك "حزب الله" يشدّدون على أنّ هذا الخطاب يعبّر عن "أقلية"، لم تنجح حتى في تشكيل "جبهة عريضة" كانت قد توعّدت بها، بعدما تبيّن أنّ الكثير من أعضائها المفترضين يعتبرون الانضمام إليها في هذا التوقيت بمثابة "خيانة".

وفيما يلفت هؤلاء إلى أنّ "حزب الله" آثر منذ اللحظة الأولى عدم التعليق على الحملات، من باب عدم الرغبة بإعطائها أكثر من حجمها، يشدّدون على أنّ الأشهر الأخيرة أثبتت أنّ الموقف الوطني يبقى هو الطاغي، بدليل فشل المعارضة في إيجاد الزخم لخطابها، علمًا أنّ مواقف بعض الأطراف التي كانت تصنّفها المعارضة ضمن صفوفها، جاءت مخيّبة بالنسبة إليها، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط.

إلا أنّ الأهمّ من كلّ ذلك، يبقى بحسب العارفين بأدبيّات "حزب الله"، متجسّدًا بـ"الخديعة" التي يمارسها المعارضون، حين يتركون الانطباع بأنّ الحزب يريد الحرب، في حين أنّ أداءه يؤكد العكس، فهو التزم منذ اليوم الأول بقواعد اشتباك محدّدة وواضحة، ولم يخرج عن الضوابط التي وضعها لنفسه، بعكس الجانب الإسرائيلي الذي حاول غير مرّة جرّه إلى الحرب، بالاستفزاز حينًا وتجاوز الخطوط الحمراء حينًا آخر، وهو ما لم يحصل.

يشير هؤلاء إلى أنّ ضربة الضاحية الجنوبية الأخيرة كان يمكن أن تكون "ذريعة شرعية" للذهاب إلى الحرب، حتى إنّ المجتمع الدولي استنفر سريعًا، لأنه توقع هذا السيناريو، إلا أنّ رأي الحزب كان مغايرًا، حيث "استوعب" صدمة اغتيال قائده العسكري إلى حدّ بعيد، ولم يلجأ إلى ردّ انفعالي، ومتسرّع، حتى إنّه حرص على عدم التشويش على المفاوضات القائمة، وإن التزم بحتمية الرد، عاجلاً أم آجلاً، باعتبار أنّ ما حصل لا يمكن أن يمرّ بلا ردّ.

باختصار، قد لا يمانع المحسوبون على "حزب الله" في رفع شعارات المناوئين للحزب، من "ما بدنا حرب"، إلى "بيكفي.. تعبنا"، فالحزب تعب بعد عشرة أشهر من المواجهات، والحزب لا يريد الحرب أيضًا. لكنّ الفارق بين الإثنين يبقى في "التشخيص"، ففيما يصرّ المعارضون على تحميل الحزب المسؤولية، يعتبر الدائرون في فلكه أنّ إسرائيل هي أصل المشكلة، وهي التي تستدرج الحرب، كما يشهد القاصي والداني.

أما المشكلة الحقيقية وفق ما يقول هؤلاء، فتبقى في أداء المعارضين أنفسهم، الذين يغضّون النظر عن انتهاكات إسرائيل اليومية للسيادة، مكتفين بوضع كلّ اللوم على "حزب الله"، حتى إنّ بعضهم لم يستنكر ضربة الضاحية الجنوبية، التي يفترض أن تكون جزءًا من العاصمة، بقدر ما هوّل من ردّ الحزب المحتمل عليها، وهو ما يشكّل "أزمة أخلاقية" بالدرجة الأولى، قبل أن تكون "وطنية" في المقام الأول!.

كانت هذه تفاصيل خبر حملات مجهولة المصدر ترفض الحرب... كيف يتلقفها "حزب الله"؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا