الارشيف / فن ومشاهير

خبر وفاته ودخوله النار يشعل مواقع التواصل.. الشوبي يرد

بيروت - سلوى ياسين - نشرت بواسطة:Bitajarod في أخبار خاصة دقيقة واحدة مضت التعليقات على خبر وفاته ودخوله النار يشعل مواقع التواصل.. الشوبي يرد مغلقة

متابعة بتجــرد: لم تمر سوى ساعات قليلة على نشره أحدث صوره بعد خروجه من عمليات جراحية دقيقة، حتى انتشرت بضع تدوينات “نشاز” تؤكد وفاة الفنان محمد الشوبي، وقابلتها اجتهادات بعض “فقهاء الفيسبوك” الذين “أكدوا” أنه دخل النار “عقابا له من الله”.

من جهته، لم يتأخر رد الفنان الشوبي، وكتب تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أكد فيها ساخرا “وفاته”، وقال: “الحمد لله على نعمة الموت”، وذلك “بعد تشفى المسلمين الصالحين الورعين أصحاب أبواب الجنة والنار”.

وأضاف الشوبي أنه انتقل عبر تعليقات من تشفوا في مرضه “إلى جوار ربي وهم الآن ينتظرون أي درك من النار سيصلاني رب منتقم”، وزاد “إنا لله وإنا إليه راجعون”، ليختم بالقول “لعلم متتبعي هذه الصفحة فصاحبها مات ودفن”.

وكما كان منتظرا، ازدحمت التدوينة بالتعليقات الداعمة للفنان الشوبي، والتي تدعو له بالشفاء، وتؤكد أنه واحد من كبار الفنانين المغاربة الذين لهم حضورهم الإبداعي والإنساني، وهو الحال نفسه مع تدوينات مستقلة كتبها أصدقاء وزملاء الفنان، ورافقهم في هذا الدعم عموم رواد الفيسبوك من جمهور الفن المغربي.

واقعة التشفي في مرض الفنان الشوبي حركت عموم الرأي العام المغربي، كما ردت تدوينات على توقعات “فقهاء الفيسبوك” بدخوله النار والحسم في مصيره أمام الله، وكتب سعيد المزواري “إهداء للصديق العزيز محمد الشوبي، مع متمنياتي بشفاء قريب وطول العمر، بحول الله”.

وأوضح صاحب التدوينة أنه “كلّما تشفّى الحمقى بمنتهى الخسّة وانعدام الأخلاق في محن الفنّانين الصحية، أو أخذوا يتنبّؤون- بيقينية البُلهاء- بمآلهم في (العالم الآخر)، تذكّرت هذه الجملة الملتهبة الّتي أطلقها هيثكليف في نهاية (مرتفعات وذرينغ) ( (1939لويليام وايلر عن رواية إميلي برونتي: (وماذا يعلمون عن الجنّة والنّار هم الذين لا يفقهون شيئاً في الحياة يا كاثي؟)”.

الناقد السينمائي والإعلامي عبد الكريم واكريم، بدوره أعاد نشر بورتريه للفنان من خلال تدوينة حديثة “ردا على المتشفين الذين لا يقدرون لحظات الضعف والمرض والخالين من أي حس إنساني، وتذكرا للصديق الفنان المتميز محمد الشوبي الله يشافيه”.

وأكد أنه “فنان مثقف وعاشق للحياة”، كما أنه “فنان ملتزم بكل ما في الكلمة من معنى، فهو منخرط في الشأن المجتمعي وفي القضايا السياسية لبلده، يعطي رأيه فيها كل يوم وباستمرار من خلال صفحته الفيسبوكية التي يمكن الجزم وبدون أية مبالغة أنها الصفحة الأكثر نشاطا وتواصلا مع الآخرين ضمن كل الصفحات الفيسبوكية لكل الفنانين المغاربة. بل يمكن القول إنه حالة عربية متميزة أيضا في هذا السياق”.

الشاعر والإعلامي عبد الحميد جماهري، مدير صحيفة “الاتحاد الاشتراكي”، كتب تدوينة جاء فيها: “السي محمد الشوبي ليس مجرد فنان. هو لازمة فنية في أغنية مترامية الإنسانية. الشاعر والقصاص وصاحب الراي، الساخر، الجدي، المتقاطعة حياته مع نبله… لا يكون صديقك إلا إذا كنت قادرا أن ترى في حياته إبداعا ربانيا من طيننا المغربي.. أنت لا تحبه لكي يبدو عاليا، بل لكي تقيم أنت نفسك الدليل أن قلبك سليم.. وقادر على المودة.. والمحبة وسلم المسرات. لهذا يشعر الأغبياء والحقراء بانزعاج ممض وقاس من حضوره، في كل حالاته.

وختم جماهري تدوينته بالدعاء التالي “نسأل الله الشفاء لأخينا السي محمد الشوبي العبد الفقير إلى رحمة ربه”.

واختار مدون أن ينحاز للحظة إنسانية صادرة عن الفنان محمد الشوبي، واسترجعها في تدوينة قال فيها “أنا لا أعرفك شخصيا لكن شاهدت لك موقفا إنسانيا في 2010-2011 بمدينة الصويرة حينما توقفت سيارة أجرة نتيجة عطب وساعدت سائق السيارة من خلال دفع السيارة وحدك إلى أن انطلقت وأكملت طريقك…”.

وأضاف صاحب التدوينة “قد لا تتذكر الموقف لكن بالنسبة لي؛ انداك كان عمري 16 عاما، بقي الموقف محفورا في ذاكرتي وكلما شاهدت مشهدا لك أو صورة كنت أرى فيك الإنسان والتواضع ومساعدة الغير وهذا ليس مجاملة أو محاولة دعم بل نقل لحقيقتك بعيدا عن الكاميرا والميديا تحياتي”.

الناقد والإعلامي أحمد الدافري، كتب أيضا تدوينة مختصرة وبليغة وصف فيها الشوبي بـ”الفنان المثقف الأديب العزيز ذو المواقف المشرفة”، كما أنه طيب “يحب الناس ويحبه الناس”، وزاد قائلا “ستتعافى وستُشفى بعون من الرحيم الرحمن، وستكون إن شاء الله في أحسن الأحوال، وستتواصل بإذن الله المناسبات التي سنلتقي فيها كي أستمتع كما العادة بمجالستك”.

وقبل فيض الدعم الذي تلقاه الفنان محمد الشوبي بين من كتب “نحبك” وآخر وصفه بـ”الكبير دائما” وثالث أكد أن حياته ليست محطة بل فضاء شاسع”، كانت قد انسلت تدوينات تتشفى في الوضع الصحي للفنان، ومنها مَن بالغ في ذلك بإعلان وفاته، فيما اجتهد البعض الآخر في نقل لقائه بخالقه وزجّه في النار “لقاء ما اقترفت يداه ولسانه”.

وكان الفنان الشوبي هدفا في مرات عديدة لتدوينات قاسية، وهجوم على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب مواقفه وإعلان رأيه في مواضيع كثيرة ليست فنية بل منها المجتمعي والسياسي والثقافي بشكل عام، ولم يكن يتردد في قول ما يؤمن ويقتنع به، وفي كل مرة كانت تثار حوله ضجة من الردود خاصة تلك التصريحات الإعلامية التي صنفت في خانة التهجم على الدين.

وكان الفنان محمد الشوبي، وهو من مواليد مدينة مراكش عام 1963، قد خضع لتدخل جراحي على مستوى الكبد تم خلاله تفريغ الماء منه، ما أثر على تنفسه كما أصابه بفقدان شهية الأكل، وفق ما أكد في تصريحات صحافية.

ويعتبر الشوبي من كبار الممثلين المغاربة الذين بصموا على حضور مميز في المسرح والتلفزيون والسينما، وشق طريقا برفقة زملائه من مجايليه مثل الراحل محمد بسطاوي والفنان محمد خويي.

والفنان هو من خريجي المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي في الرباط، تخصص في بدايته في المسرح، وله 19 مسرحية منها “الباب المسدود” ليوسف فاضل، و”خربوشة” للحبيب لصفر، كما جاور رائد المسرح المغربي الراحل الطيب الصديقي في مسرحية “صوت وضوء”. إلى جانب التمثيل المسرحي كان أيضا في موقع المخرج، من خلال “ارتجال” و”هستيريا” و”المدينة والبحر” و”حروف الكف”.

وحضر الشوبي أيضا في سبعة وعشرين عملا تلفزيونيا بين مسلسل وفيلم، منها “علام الخيل” لإدريس شويكة، و”محمد الحياني” لكمال كمال، و”المجدوب” لفريدة بورقية، و”سيدة الفجر” لعبد السلام لكلاعي، و”فوق السلك” لنبيل بودرقة، السينما أيضا كان له حضوره فيها مثل دوره في فيلم “جوق العميان” لمحمد مفتكر، و”موت للبيع” و”الأف شهر” لفوزي بنسعيدي، و”دقات القدر” لمحمد اليونسي، وغيرها من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية.

Advertisements

قد تقرأ أيضا