القاهرة - سامية سيد - كتبت شيماء منصور

موهبة فريدة من نوعها، تميز بأسلوبه الخاص في الكوميديا، عشقه الملايين ورسم الضحكة على أفواههم، لم يكن يقدم دوراً إلا وله مدلوله الخاص أي أنه لم يكن هدفه الإضحاك فقط، بل كان يرى أن الفن رسالة، هو الراحل الفنان الكبير نجاح الموجي والذي تحل اليوم ذكرى ميلاده.

نجاح الموجي قدم العديد من الأعمال سواء في التلفزيون أو السينما أو المسرح؛ ولكن كان المسرح له مكانه خاصة لديه، فهو يعشق التمثيل والمسرح الوسيط الوحيد من بين الأوساط الذي يمثل فيه بكل حواسه، سواء صوته أو لغة جسده، أو تعابير وجهه، أو حتى نفسه، فالمسرح يظهر موهبة الفنان بشكل أكبر، ولكنه كان يحب كذلك السينما والتلفزيون ويدرك تماماً الفرق بين التمثيل في الأوساط المختلفة فعلى سبيل المثال يدرك أن السينما لا تحتاج لصوت عالي عند الإنفعال، والتلفزيون لا يحتاج لريأكشنات قوية من الوجه.

لم يهمه يوماً حجم الدور بل كان يهمه تأثير الدور في الدراما، ولم يخشي نجومية من بجانبه في العمل لأن تركيزه الوحيد كان على تأثيره هو، فمثلاً عندما عرض عليه فيلم الحريف للنجم عادل إمام لم يخشى أن تطغى نجومية عادل إمام عليه، بالرغم أن دوره عباره عن ثلاث مشاهد فقط، بل كان يشعر بالإطمئنان لأن مساحته لم ينافسه أحد فيها وبالفعل كان تأثير مشاهده قوي في الفيلم ومازلنا نتذكرها.

علاقته بأصدقائه في الوسط كانت قوية وكان دائماً يقدم لهم النصيحة بكل الحب والدعم، فقد صرحت الراحلة سعاد نصر من قبل أنها نادمة على عدم أخذها لنصيحة نجاح الموجي عندما كانت تشاركه مسرحية المتزوجون وكانت أول بطولة لها حيث قدمت دور زوجة چورچ سيدهم وكانت تقدمه ببراعة ولكن نشب خلاف بينها وبين أحد أعضاء الفرقة فقررت أن تترك المسرحية وهنا نصحها الموجي وقال " مهما كنتي مضايقة لازم تكملي وتسجلي المسرحية" ولكنها لم تكترث لنصيحتها وطغى الغضب على العقل حينها وبعد أن سجلت المسرحية وأحدثت ضجة كبيرة ندمت سعاد نصر.