وفي هذا الإطار أكد المحلل السياسي فوزي الحداد، في تصريح خاص لـ"الخليج 365"، أن اجتماع باتيلي بقادة التشكيلات المسلحة والأمنية كان لحثهم على لعب دور في استعادة السلام الاستقرار، ودعم جهود المصالحة للوصول إلى حل دائم للأزمة الليبية، ولكن هذا الكلام العائم إلى حد كبير يعتريه خوف من هذه التشكيلات المسلحة لجهود باتيلي أو لكل الجهود السابقة الرامية لإيجاد حل للأزمة الليبية.
من جانب آخر، يرى الحداد بأن باتيلي يقول في اجتماعه معهم بأن هذا الاجتماع يأتي في سياق الاجتماعات مع كل من لهم علاقة في تسوية الحل في إطار أن يكون الحل ليبيا ليبيا، وبالتالي فهم أحد رموز الأزمة في ليبيا وينبغي التواصل معهم.
30 يناير, 11:10 GMT
وأوضح أن قادة هذه التشكيلات المسلحة هم مؤثرون جدا في العملية السياسية، لأن الحكومة ومن يتحالف معهم يستخدمهم أي تم استخدمهم طيلة السنوات السابقة، أو هم استخدموا السلطات المتعاقبة على طرابلس لتأكيد وجودهم ولعب دور المدافع عن السلطة السياسية في العاصمة طرابلس، أي سلطة كانت، أو كل من تقلد زمام الأمور أو كل من هو مخول بالأذونات المالية ودافعوا عنه بشكل أو بآخر، أو هددوه أو قاموا بابتزازه بطرق من تلك الطرق التي يعرفها الجميع، وبالتالي فإن تأثيرهم قد يكون تابعا لمؤثرات أخرى أهمها التحالفات الدولية والإقليمية والمحلية حسب قوله.
واعتبر بأن قادة هذه التشكيلات يبحثون عن التأثير السياسي، فمن خلال لقائهم بالمندوب الأممي باتيلي قالوا بأنهم يريدون ممثلا منهم في الحوار، هكذا كانت مطالبهم وبذلك سوف يتحولون إلى جسم له واجهة سياسية.
27 يناير, 18:08 GMT
وأكد الحداد بأن نهاية هذه التشكيلات لن تكون إلا في إطار اتفاق سياسي أمني عسكري شامل ترعاه الأمم المتحدة ينتهي فيه انقسام المؤسسة العسكرية والانقسام الحكومي، بعد ذلك يمكن الحديث عن انتهاء التشكيلات المسلحة التي لا تعبأ بالسياسيين، وإنما تستخدمهم بطريقه انتهازية تخدمهم ويخدمونها في الكثير من الأحيان.
28 يناير, 20:26 GMT
وتابع محفوظ في تصريحه لـ"الخليج 365": "لا يمكن تبني أي خيارات دون توافق مع القوى العسكرية، والدليل على ذلك عندما قام مجلس النواب بتكليف باشاغا بالحكومة لم يبصر هذا الأمر النور، لأن هناك العديد من القوى العسكرية لم تقبل بهذا الأمر ولم يكن هناك توافق، وبالتالي فهم مؤثرون ولو لم يكونوا كذلك لما كانت الأطراف الدولية تتعامل معهم وفق مبدأ الأطراف الفاعلة على الأرض".
وأوضح المحلل السياسي أن مسألة التشكيلات المسلحة هي في الأساس مشرعنة تحت أجهزة رسمية تابعة للدولة وهذه مشكلة، والمعالجة الحقيقية تحتاج إلى فترة طويلة أو سنوات، تسبقها حالة استقرار وقبل ذلك من الضروري أن تكون هناك مؤسسات منتخبة، تنتج حالة الاستقرار أي استقرار تشريعي وتنفيذي، والابتعاد عن الصراعات التي تحدث المتمثلة في كون كل طرف يسعي للوصول أي السلطة عبر الحوارات أو الغرف المظلمة.