الارشيف / اخبار الخليج

نية بريطانيا الاعتراف بفلسطين.. ما دلالات الخطوة وموقف أمريكا بعد دعمها لإسرائيل؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

دبي - محمود عبدالرازق - وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس" إن بلاده يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة، دون انتظار نتيجة ما ستسفر عنه محادثات مستمرة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين حول حل الدولتين.

وأكد أنه لا يمكن أن يتم الاعتراف ما دامت حماس موجودة في غزة، لكن الاعتراف يمكن أن يتم أثناء استمرار مفاوضات إسرائيل مع القادة الفلسطينيين.

وأضاف أن اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين المستقلة، بما في ذلك في الأمم المتحدة، "لا يمكن أن يأتي في بداية العملية، لكن لا يتعين بالضرورة أن يتم في نهاية العملية"، بحسب سكاي نيوز.

وطرح البعض تساؤلات بشأن الهدف من التصريحات البريطانية، خاصة في ظل دعم أوروبا وأمريكا لإسرائيل، ودلالات الخطوة وإمكانية القيام بها من قبل بريطانيا.

ديفيد كاميرون - الخليج 365 عربي, 1920, 15.12.2023

15 ديسمبر 2023, 16:12 GMT

حيز التنفيذ

اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، الدكتور تيسير نصر الله، تصريحات بريطانيا بشأن إمكانية الاعتراف بدولة فلسطين، "تأتي في ظل حجم التضامن العالمي مع فلسطين".

وبحسب حديثه لـ"الخليج 365"، فإن "تصريحات كاميرون تأتي أيضا في ظل ما يشهده العالم من تظاهرات جماهيرية حاشدة نصرةً لفلسطين، ورفضا للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي، ورفضا لاستمرار الحرب على الشعب الفلسطيني".

وأكد أن "كل ذلك ساهم في تطور مواقف بعض الدول لصالح دراسة إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما فعلت بريطانيا".

وأوضح أن "فلسطين لا تعول كثيرا على تلك المواقف، ما لم تدخل حيز التنفيذ العملي وليس الدراسة".

هدف سياسي

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، فادي أبو بكر، أن "التلويح البريطاني بالاعتراف بالدولة الفلسطينية يؤكد أن حرب غزة تعيد تشكيل منظومة العلاقات الدولية في المنطقة والشرق الأوسط برمّته".

وبحسب حديثه لـ"الخليج 365": "لا يمكن قراءة تصريحات وزير الخارجية البريطاني ذات الصلة بمعزل عن سعي بريطانيا لدور فاعل في المنطقة، لا سيما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب محاولة التكيف مع ما تفرضه المعطيات المستجدة ما بعد7 أكتوبر/ تشرين الأول، والمناخ السياسي الدولي العام الذي بات يستوجب خلق أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية".

وتابع: "ومع ذلك فإن اشتراط بريطانيا خروج حركة "حماس" الفلسطينية من غزة للاعتراف بالدولة الفلسطينية هو شرط يستحيل تطبيقه، لأن حركة "حماس" تبقى مكونا رئيسيا من النسيج الوطني الفلسطيني، وهو الأمر الذي تعيه الحكومة البريطانية".

وأوضح أن "ذلك يدلل على أن التصريحات البريطانية هي من باب الانخراط بفاعلية أكبر في السياسة الدولية والمنطقة بشكل خاص، من مدخل يتشابه في الجوهر وإن اختلف بشكل الطرح مع الدول الأوروبية، التي ما زالت تؤجل اعترافها بالدولة الفلسطينية إلى "الوقت المناسب" بحسب تعبيرها، ولعل ما يجمع هذه الدول مع بريطانيا انفصام الشخصية السياسية في التعامل مع القضية الفلسطينية".

الهدنة في قطاع غزة - فلسطينيون ينزحون من الشمال ويسيرون على طول طريق صلاح الدين في منطقة الزيتون على المشارف الجنوبية لمدينة غزة في 28 نوفمبر 2023. - الخليج 365 عربي, 1920, 14.01.2024

14 يناير, 10:36 GMT

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤول أمريكي، قوله بأن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ترى في الفترة الحالية، أن الاعتراف بدولة فلسطين ربما يجب أن يكون أولى خطوات المفاوضات لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وليس الخطوة الأخيرة".

وأضاف المسؤول أن "البيت الأبيض على دراية بنظر الخارجية في مسألة الاعتراف المحتمل بفلسطين، كما أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، طلب دراسة الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح بناء على نماذج أخرى في العالم".

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء الماضي، أن "أمريكا تدرس العديد من الخيارات المتعلقة بقيام دولة فلسطينية، وتتشاور بهذا الصدد مع شركائها في المنطقة".

وفي وقت سابق، أكدت الرئاسة الفلسطينية، على "ضرورة وضع آلية واضحة والتزام خطوات محددة بضمانات دولية ضمن إطار زمني للاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إنه "حان الوقت للاعتراف بالدولة الفلسطينية وحصولها على العضوية الكاملة بقرار من مجلس الأمن الدولي"، مشيرا إلى أن "هذه هي اللحظة المناسبة والحاسمة لتجنيب المنطقة ويلات حروب لا تنتهي"، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية - "وفا".

وطالب أبو ردينة من "أمريكا إجبار إسرائيل على وقف عدوانها وحربها على الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن "البديل عن وقف العدوان هو الفوضى وتجاوز الخطوط الحمراء في منطقة مضطربة ومعرضة لانفجار شامل".

كما دعا "دول العالم باتخاذ خطوات عملية وسريعة للخروج من الأزمة الحالية، التي تعصف بالشرق الأوسط والعالم، على أن تتم هذه الخطوات وفق قرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وعدم تجزئة الأمور أو السماح بالتهجير".

ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى".

حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر، ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، أسفرت عن وقوع أكثر من 27 ألف قتيل وأكثرمن 66 ألف مصاب بين سكان القطاع.

Advertisements