31 مارس 2023, 21:05 GMT

وأضاف: "ربما هي محاولة لدخول حكومة الوفاق الوطني من أجل العمل على استجلاب نوع من الرضا للإمارات التي تدعم حميدتي، ومن هنا تأتي الوساطة ربما بعد الانتصارات الأخيرة للجيش السوداني على "الدعم السريع" بعد حصوله على بعض الأسلحة النوعية، وربما لتقريب وجهات النظر، ومع الأثر المباشر وغير المباشر للحرب في السودان وفي ظل الأزمة الكبيرة في ليبيا والتي تلتزم بالسعي لمعرفة معالمها إلى أين ستسير".

ويقول إن "ليبيا تعاني من العديد من الإشكاليات أيضا، وهذه الزيارة ربما ستتناول الحدود المشتركة مع السودان وكيف ستتم حمايتها. وهذا المشهد وهذه الزيارة ربما تدعم جهود دولية سياسية، لأن حكومة الوحدة الوطنية هي الحكومة المعترف بها دوليا، ولكن الإشكاليات الأخرى التي تعاني منها السودان هي تهريب الوقود إلى السودان لدعم المجموعات المسلحة. كما أنها ربما محاولة للتواصل مع الدول حتى لا تكون السودان معزولة أكثر من عزلتها الحالية".

واعتبر أن الصراعات الموجودة في السودان "تشكل خطرا كبير على ليبيا في ظل الانقسام الحالي وفي ظل احتمالية أن يتم تقسيم السودان المقسم فعليا إذا استمر الوضع على ما هو عليه، ومن هنا لزم التنويه لذلك، والتنويه بمخاطر الجماعات الإرهابية التي يتم انتقالها عبر الحدود، وإشكالية تهريب السلاح، والجريمة العابرة للحدود والعديد من الإشكاليات التي ربما ستؤدي لانتشار بؤر إرهابية في ليبيا".

فيما يرى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي "أن زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان، لم تأت كزيارة روتينية، ولكنها الأولى له في وقت طارئ، حيث أنه وقبل أسابيع من الآن أعلن قائد قوات الدعم السريع وقف القتال، لكنهم مستمرون على دحر قوات البرهان، وبالرغم من البيان الذي تلاه حميدتي، فلا تزال الأعمال القتالية بين الطرفين، وهذا يؤكد عمق الأزمة وتشظي وتوتر العلاقات بين الأطراف المتناحرة في الخرطوم وباقي المدن".

27 أبريل 2023, 18:27 GMT

وأضاف العبدلي، في تصريح خاص لـ"الخليج 365": "يبدو أن تحرك البرهان لم يأت عشوائيا، ويبدو أن هناك زيارة لحميدتي من بعده وهي بدعوة من ليبيا لكلا الطرفين، وهذا يؤكد بأن الدول الإقليمية والأمم المتحدة تدفع بليبيا كطرف وسيط بين الاثنين نظرا لموقف ليبيا المحايد الذي يحاول حل الأزمة في الجارة السودان".

وقال العبدلي إنه "من المستحيل أن تكون هذه الزيارة من أجل العلاقات الثنائية أو عبارة عن دبلوماسية سياسية في وضع مستقر بين البلدين، بل الأمر عاجل وطارئ وبالتأكيد أن ليبيا لم ترعى هذه المحادثات إلا بعد التواصل مع الأطراف الداعمة للأعمال القتالية".

وشدد على ضرورة أن تتوقف هذه الحرب في أسرع وقت، لأن ما يحدث في السودان قد يتحول إلى حرب عرقية مثل ما حدث في السابق في دارفور، خاصة مع انتشار الأمراض وزيادة أعداد الهجرة الكبيرة الخارجة من السودان".