الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | باريس 2024: هل تنجح الرياضة في توحيد قلوب العالم؟

وجهة نظر

01/08/2024

تختلف دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية 2024 التي انطلقت في باريس في السادس والعشرين من هذا الشهر عن سابقتها التي أقيمت في طوكيو عام 2021 من حيث الظروف العالمية ومن حيث التكلفة. فقد تم تأجيل دورة ألعاب طوكيو لمدة عام كامل بسبب تفشي جائحة ، وعندما أقيمت في النهاية كانت دون متفرجين ولم تكن تكلفتها ضخمة، على عكس دورة ألعاب باريس 2024 التي شهدت حفلاً افتتاحياً ضخماً وبتكلفة كبيرة. يأمل الكثيرون أن تعيد هذه الدورة للألعاب الأولمبية رونقها وأن تكون فرصة لتلاقي شعوب العالم من أجل التنافس بشرف والتبادل الثقافي والحضاري بدلاً من مجرد سعي كل دولة للحصول على أكبر عدد من الميداليات لإثبات تفوقها على الدول الأخرى.

حفل افتتاح خيالي

من المتوقع أن تكون دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024، التي انطلقت فعالياتها في باريس في 26 يوليو/ تموز، مختلفة بشكل كبير عن المسابقة الأخيرة التي أقيمت في طوكيو في عام 2021، والتي تم تأجيلها لمدة عام كامل بسبب جائحة كورونا.

فدورة طوكيو 2020 لم تشهد إقامة حفل افتتاح بتكاليف خرافية فضلاً عن إقامة الدورة بدون متفرجين. ونتيجة لذلك، يمكننا القول إنه كان حدثًا يركز على الرياضيين وعلى المنافسة فيما بينهم. أما دورة باريس 2024، فمن المخطط أن تكون حدثًا تاريخياً، حيث سيقام حفل الافتتاح فوق قوارب تطفو على نهر السين وستقام الأحداث في مجموعة من المعالم الأكثر شهرة في المدينة، فسيتم إجراء منافسات الكرة الطائرة الشاطئية أسفل برج إيفل، أما الرماية ففي قصر ليزانفاليد، والقفز، وهي رياضة تدخل عالم الأولمبياد لأول مرة في هذه الدورة، في ساحة الكونكورد. وبشكل عام، فإن القائمين على دورة باريس يعدون العالم بدورة أوليمبية يكون محورها المتفرجون، بما في ذلك أولئك الذين يشاهدون هذا العرس الرياضي على الشاشات من منازلهم في جميع أنحاء العالم.

وبهذا المعنى، فإن دورة الألعاب الأولمبية في باريس تشكل رمزاً للاتجاه الذي أصبح سائداً في التجمعات الأولمبية في السنوات الأخيرة، بل وفي الأحداث الرياضية عموماً، حيث أصبحت الأحداث الرياضية تُقام باعتبارها تسلية خالصة أشبه ما تكون بالعرض المسرحي. فعلى سبيل المثال، تقام مباريات البيسبول بمشاركة مشجعات وشخصيات من ”اليورو كيارا“ لتسلية المتفرجين الذين يرفعون لافتات في المدرجات، كما يرتدي المشجعون الذين يحضرون مباريات كرة القدم أزياء فرقهم المفضلة ويلوحون بالأعلام، وكثيراً ما يرسمون شعارات الفرق على وجوههم. وهكذا تتحول الملاعب الرياضية إلى مسارح ضخمة، يصبح فيها الجمهور جزءاً أساسياً من الحدث.

الجزء المظلم من المنافسات الرياضية

اليوم، توفر الألعاب الأوليمبية، مثلها في ذلك مثل جميع الأحداث الرياضية الكبرى الأخرى، مسرحاً للرياضيين النجوم لتقديم عروضهم. ولكن خلف الكواليس، نرى عالماً آخر أقل جمالاً يسود فيه الضغط الذي تتعرض له المواهب الرياضية، والروح التجارية الفجة، والتركيز الشامل على عدد الميداليات. لا شك أن هذه الأمور قد أسهمت في تعظيم المجد المرتبط بتحقيق الفوز في الألعاب الأولمبية وغيرها من الأحداث الرياضية، إلا أنها في الوقت نفسه كشفت عن العديد من التناقضات والقضايا الخطيرة المستترة وراء المساعي الرياضية.

ولنذكر على سبيل المثال التركيز المفرط على الأداء الرياضي الذي يدفع العديد من المنافسين إلى البحث عن عقاقير دوائية لتحقيق الأفضلية. وفي الأحداث التي تستخدم معدات رياضية، نرى جهوداً محمومة لتحليل تلك الأدوات علمياً وكيفية استخدامها، ومحاولة التحسين بأي شكل ممكن من أجل تعزيز الأداء في مجالات أخرى غير القدرات البدنية والعقلية للرياضيين أنفسهم. مما يجعل الأمر يبدو وكأننا نحول هؤلاء المنافسين إلى ”روبوتات“ يتم الحكم عليها على أساس المزايا التي تمنحها لهم العقاقير التي يتناولونها والمعدات المتقدمة التي يستخدمونها.

إن التركيز على عدد الميداليات يشعل النزعات القومية لا سيما مع تنافس كل دولة للفوز بعدد أكبر من الميداليات من أجل إثبات تفوقها على الدولة الأخرى، وفي العديد من الأحداث، أصبحنا نرى بشكل متزايد مجموعات أصغر من البلدان الرياضية القوية، أو القوى العظمى الفردية إن جاز لنا التعبير، تحتل منصات التتويج. في الوقت نفسه، أصبح الرياضيون في عدد متزايد من البلدان منافسين على درجة عالية من الاحتراف، سواء من خلال عضويتهم في فرق محترفة أو بفضل الشركات الراعية لهم. وبغض النظر عن المشاكل التي تسببها الرعاية من قِبَل الشركات للألعاب الأولمبية نفسها، يجب علينا أن نجيب على السؤال الهام حول ما يعنيه فعلياً دعم الشركات للعملية الرياضية.

حصد الميداليات أمر رائع لكنه ليس كل شيء

لقد امتد التأثير السلبي لهذه الاتجاهات السائدة في الألعاب الأولمبية ليلقي بظلاله على الألعاب البارالمبية أيضاً. ففي الأصل، كانت هذه الألعاب بمثابة وسيلة لتعميق المشاركة الاجتماعية للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى تعزيز فهم عامة الناس لهم، ولكن الألعاب البارالمبية أصبحت الآن حدثاً رياضياً بحتاً. ومن بين النتائج المترتبة على هذا كان اتساع الفجوة بين الأحداث التي تجري على أرض الملعب والحياة الفعلية للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، بل ومن عجيب المفارقات أن هذه الفجوة نشأت عن النجاح الذي حققته الحركة البارالمبية ذاتها.

على الصعيد المحلي، يمكننا أن نشهد تطورات مماثلة في الألعاب السنوية في اليابان (مهرجان الوطني سابقاً). فنحن نرى أعباء متزايدة تقع على عاتق المحافظات التي يتم اختيارها لاستضافة الأحداث، في حين تسعى الفرق الرياضية في المحافظات بشراسة أكبر لتحقيق النصر. والنتيجة النهائية لكل ذلك هي أن الألعاب نفسها أصبحت بعيدة كل البعد عن المواطنين الذين من المفترض أن يكونوا محور اهتمامها.

إن الألعاب البارالمبية التي تقام هذا الصيف في باريس تعد فرصة مثالية لإعادة التفكير في طبيعة الحركات الأولمبية والبارالمبية ــ بل وإعادة النظر في السبل المثلى للتعامل مع جميع الأحداث الرياضية الكبرى، على أمل أن نشهد مناقشة شاملة تكون بمثابة إعادة تقييم للغرض الأساسي من السعي للحصول على هذه الميداليات.

(نُشر النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. الصورة الرئيسية: الحلقات الأولمبية معروضة في برج إيفل في باريس في يوم الباستيل، 14 يوليو/ تموز 2024.© جيجي برس)

الرياضة الحرب الألعاب الأولمبية

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | باريس 2024: هل تنجح الرياضة في توحيد قلوب العالم؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا