بكى الشيخ الغزاوى الطاعن فى السن وهو يقول: أربعون عاماً وأنا أبنى فى هذا البيت، والآن تحول إلى ركام «كل شقا عمرى ضاع فى لحظة».

كيلو الدقيق فى غزة وصل إلى 22 دولاراً.

حرب الجوع على الشعب الفلسطينى أشق وأخطر عليهم من صواريخ طائرات الـF 16.

آلاف المعاقين الفلسطينيين الذين هجروا بلادهم فى غزة إلى رفح يبكون ويقولون: نزحنا إلى رفح بصعوبة، الآن أين نرحل؟

وقال شيخ كبير: كنا فى شمال غزة وقُصف بيتنا، استُشهدت زوجتى وبترت ساقى، تركت الشمال وذهبت إلى رفح، وأنا عالة على أسرتى فى دخول دورة المياه وفى الوضوء، وأتحرك على كرسى معاقين، أين أذهب الآن وإسرائيل ستجتاح رفح؟!

حضرت كذا حرب ولكنى لم أجد أفظع ولا أبشع من هذه الحرب، أنا الآن معاقة، لا يوجد طعام ولا شراب، ولا شىء هنا فى رفح التى هجرنا إليها، والآن يطالبوننا بالرحيل من رفح، ولكن إلى أين؟ نحن لا نستطيع العيش فى رفح فكيف نهجرها إلى مكان أسوأ؟!

هناك 17 ألف طفل فلسطينى فى غزة فقدوا أسرهم وآباءهم وأمهاتهم ويعيشون دونهم فى كرب شديد.

إسرائيل دمرت 5 جامعات من أصل 6 جامعات فى غزة، منها ثلاث جامعات دمرت تدميراً كاملاً، إسرائيل تعادى المستشفيات والجامعات، وقتلت 70% من أساتذة الجامعة فى غزة، إسرائيل كانت تستخدم أى جامعة فى غزة للقبض والتحقيق ثم تقوم بحرقها، يعنى تحول الجامعة لمعتقل ثم تحرقها وتدمرها.

وزير الخارجية الإسرائيلى لا يقل تطرفاً وإجراماً عن «بن غفير وسيمورتش»، وهو يريد كل شىء لإسرائيل، فى الوقت الذى يريد محو الفلسطينيين تماماً، ويرفض فكرة الدولتين، ويدعم اقتحام رفح، وهو يدرك مدى الخسائر فى المدنيين والأطفال والنساء.

الجيش الإسرائيلى سقط أخلاقياً منذ 1948 وتأكد هذا السقوط هذه الأيام.

نشرت إحدى الصحف الأمريكية السبب فى اقتحام واحتلال الجيش الإسرائيلى مستشفى ناصر، وذلك للقبض على أسر وعائلات قادة «حماس» ثم التحقيق معهم والرهان بهم كورقة ضغط على هؤلاء القادة.

أيرلندا أقوى دولة أوروبية واجهت طغيان إسرائيل ورفضت إجرامها فى غزة، والآن تواجه ضغطاً عليها من حلفاء إسرائيل فى أوروبا.

إسرائيل أقامت 700 حاجز عسكرى فى الضفة الغربية مزقتها تمزيقاً وحرمت السكان من الانتقال من بلدة لأخرى.

بلدية نابلس عمرها 100 عام، أى أقدم من دولة إسرائيل، فلسطين عريقة عراقة التاريخ، وإسرائيل دولة محتلة قصيرة العمر.

غطاء صرف صحى من بعض المدن الفلسطينية عمره أقدم من عمر دولة إسرائيل، وبعض العملات الفلسطينية القديمة قبل نكبة 1948، عمرها أقدم بكثير من عمر إسرائيل.

إسرائيل تعتقل 9 آلاف فلسطينى فى السجون الإسرائيلية يذوقون الآن مر العذاب والهوان، خاصة بعد 7 أكتوبر وجنون «بن غفير»، وزير الأمن القومى الصهيونى.

750 ألف مستوطن صهيونى مسلح جاءوا من بلاد مختلفة ومنحتهم إسرائيل أراضى كثيرة فى الضفة العربية والقدس وغلاف غزة، وهم يعيثون فى الأرض فساداً، يحرقون زراعات الفلسطينيين، ويعتدون عليهم، ويستولون على أموالهم وبيوتهم، وزاد طغيانهم بعد 7 أكتوبر الماضى بتشجيع من الوزير المجنون «بن غفير».

فى أيام حرب فيتنام كان هناك رجل كبير السن يقف يومياً أمام أسوار البيت الأبيض الأمريكى يحمل شمعة محتجاً على هذه الحرب المدمرة، ظل على ذلك عدة أشهر، فاستوقفه صحفى أمريكى قائلاً له: سيدى وقفت طويلاً وكثيراً دون أن تحقق فائدة أو توقف الحرب، فما جدوى هذا الوقوف؟ قال: أعلم أن وقفتى هذه لن توقف سفك الدماء أو الحرب، ولكنى أفعل ذلك حفاظاً على إنسانيتى حتى لا أصبح مثل هؤلاء الجبابرة الطغاة سافكى الدماء.

إذاً كل من يكتب ويتحدث عن الطغيان والظلم الصهيونى يعلم أنه لن يستمع له أحد، ولن يوقف مسلسل الطغيان الصهيونى، ولكننا نفعل ذلك حفاظاً على إنسانيتنا أن تذوب وتضمر، أو أن نتحول إلى ذئب من الذئاب أو ننزلق إلى درب النفاق.

كلماتنا وأقوالنا دفاعاً عن فلسطين هى للحفاظ على ما تبقى من إنسانيتنا ورجولتنا، وقد لا تجدى اليوم ولكنها قد تجدى غداً.

د. ناجح ابراهيم – الوطن نيوز