الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الإمارات

«بنات الملوك».. رائعة شعرية جديدة لـ محمد بن راشد

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

ابوظبي - سيف اليزيد - «بنات الملوك».. رائعة شعرية جديدة لـ محمد بن راشد - الاتحاد للأخبار

أبرز الأخبار

close.svg

أسواق المال

close.svg

علوم الدار

d2cb1474bf.jpg

«بنات الملوك».. رائعة شعرية جديدة لـ محمد بن راشد

272ff1321c.jpg

1 يناير 2024 02:41

محمد عبدالسميع (الشارقة)
في قصيدة «بنات الملوك»، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، نكون مع استعراض شعريٍّ رائع لحضور الإمارات وافتخار الشاعر بها، وحضور كلّ مقومات القوة والمنعة، مع فهمٍ واسع ومرامٍ عميقة، وعزّة نفس تملأ الأبيات الواثقة بالذات والوطن، وما يندرج تحت هذا العنوان العريض من فضائل وميزات حباها الله للإمارات وللشاعر الذي جاء شعره منذ البيت الأول قويّاً ينبئ عن بيان العزة والسؤدد، حين يلتحم الشاعر بوطنه وأرضه ويعتزّ تمام الاعتزاز بخصاله الحميدة ومناقبه الرائعة التي تحتفي بها هذه القصيدة.
وجاءت القصيدة بعنوان «بنات الملوك»، وهو عنوان يحمل العظمة والأنفة وأجواء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الاحتفاء من خلال قافية رائعة داليّة في كل شطرٍ من أشطر القصيدة، وقافية بائيّة مميزة في نهاية العجز من الأبيات.
وعلى هذا فهو عنوانٌ إماراتيٌّ واثقٌ وللإمارات التي هي جديرة بكل اعتزاز وافتخار، ويتأكّد ذلك بقفلةٍ مدهشة في البيت الأخير من الأبيات التسعة، التي سنقرأ صورها الشعرية، حيث يحسّ متلقيها بأنه يقرأ قصيدةً من عيون الشعر، لما اشتملت عليه من سعة ثقافة صاحبها ومعرفته الغزيرة وحسن تطويعه للمعاني في هذه القلائد من الأبيات.
ويعبّر البيت الأول من قصيدة «بنات الملوك» عن اعتزاز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقصيدة حاملة كلّ هذا المجد، فمن الطبيعي لشاعرٍ كبير وقائد حكيم أن تظلّ قصيدته في حالةٍ من العطاء الدائم، مع مرور الأيام والسنين، فالأجواء التي ينسج فيها الشاعر قصيدته كفيلةٌ بأن تجعل من الأبيات درراً على صفحات المجد، وكيف لا وقد حمل البيت هذا الجناس الأدبي الرائع بين «ليلي» أي حضور الظرف الشعري والطقس الإبداعي و«ليلى» القصيد العنود، وذلك على اتساع دلالة «ليلى»، التي هي عنوان غزل الشاعر واحترامه لقصيدته.
 لقد حضرت «العنود» ولم تهرم القصيدة أبداً في كتاب الشعر، حتى أنها تجاوزت كل الظروف وما زادتها الأيام إلا صبا، حيث يحمل الصبا هنا معنى الشباب وفتوّة القصيدة وعطاءها، فكأنّ القصيدة هي «ليلى» في هذا البيت المدهش الذي ندخل من خلاله إلى بقية الأبيات.
 لقد حمل هذا البيت فرحة الشاعر بقصيدته لتعضده الأبيات التالية في حضور «الذات» التي قلنا إنها ذات ملتحمة بالذات الإماراتية، فلم تنفصل عنها بحالٍ من الأحوال، حيث يبدأ التعداد الجميل للصفات.
أمّا فَهْمُ الشاعر وسعة أفقه واطلاعه ورؤيته للأمور، فهو فهمٌ متميزٌ لا يحدّه حدٌّ أو يقف بوجهه سدٌّ، لا حدودٌ وسدود، كدليلٍ على قوة التحدي، فهذا الفهم يظلّ مستمراً مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فلا يخبو ضوؤه، أو تنطفئ ناره ونوره، والمعنى جميلٌ في مقارنة فَهم الشاعر بأي أفهام أخرى قد تتعرض ربما للانطفاء أو لقِصَر النظر في قياس الأمور قياساً صحيحاً، ليأتي البيت التالي من القصيدة حاملاً معه العِلم الذي يعتزّ به الشاعر كونه معرفة ورؤية واثقة، فهو عِلمٌ مستقلٌّ بذاته لا يحتاج حضوراً أو شهوداً، للدلالة على شهرته، وكيف لها، وهي عطيّة الله الذي وهَبَ صاحبها كلّ هذا التميّز والحضور والألق والدافعيّة للكشف والفهم واتساع الرؤية!
 إنها العطية التي يعتزّ بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث خصّه الله بها، في حين كانت عزيزةً على من طلبها، والمعنى افتخاريٌّ بـ«ذات» رائدة في الفَهم والعِلم والمعرفة وحسن قياس الأمور.

 أمّا «القلب» الذي يحمله الشاعر، فهو قلبٌ جسورٌ لا يهاب، واعتاد على تحقيق المراد، فهو في هذه الحالة قلبٌ لا يخاف من الجفاء أو الصدود، وأمام هاتين المفردتين فإنّ القراءة تُحيلنا إلى معنى غزلي جميل يشرحه عجز البيت الجميل «وحبيبتي غير تحيا بين وحش الظبا».
 إنه التقدير العالي من الشاعر لنفسه وعقله وقلبه المحبّ والشجاع في الآن ذاته، فهو يرتاد الأخطار، وهو غير هيّاب، أمّا الصفة الرائعة التي منحها الشاعر لحبيبته، على اتساع المعنى والتأويل، فهي صفة مدهشة في تميّز هذه الحبيبة أيضاً، كما أنّ من مصادر قوة هذا البيت أن التلقي له سيجعل القارئ مشاركاً حتماً في المعنى الأصيل، وتلك عظمة الشعر في ربطه بين الأشياء والأمور، ودعوته القرّاء والشعراء إلى المشاركة الذهنية والوجدانية، للظفر بمعنى البيت.
إنّ تكرار «غير» في أغلب الأبيات تقريباً لم يكن تكراراً عشوائيّاً، ولكنّه تكرارٌ مدروس في ذهن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ووجدانه، وهو يرتجل هذه الأبيات، لطول معرفته وتقليبهِ المعنى والحثّ عليه بالنسبة للقراء.
وتستمر الأبيات، في بيان الشاعر لاتساع صدرهِ، كمعنى لحكمة الشاعر وصِفة الْحِلم التي يتصف بها، وأنّ حِلمَه ليس له حدود، وقد جاءت الصورة الشعرية الرائعة لتدعم هذا المعنى في تشبيه صدر الشاعر الحليم بأنه بلدٌ واسعٌ لا يبلغ من يسير فيه مداه، فهي قوة التركيب الشعري في أنّ من يريد أن يجرّب حِكمة وحِلم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فسوف يتعب قبل أن يصل إلى مدى هذا الحلم، تماماً كمن يسير في قارةٍ لا انتهاء لها.
 وجاء البيت التالي ليُكمل هذه المفاضلة أو الأسلوب التفضيليّ المدهش من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو يقارن بين جُندِهِ وغيرهم من الجنود، فالتميّز واضحٌ لِجُند الشاعر، كجندٍ لا يُغلبُ مهما حاول الآخرون التحدي. أمّا كلمة «الجند» الخاصة بالشاعر، فهي مفردة رائعة أيضاً تحيلنا إلى معانٍ خاصة ولها مدلولها الشعري الرفيع، فإن نحن حاولنا قراءة معنى الجند فهي ذات معنى على إطلاقه يحتمل كلّ المفاجآت في القراءة والاستدلال. فالجند كجند معركة وحرب، وجند وطن، أو جُند العبقرية الأدبية أو جند العبقرية السياسية بطبيعة الحال.
ويستمر الاعتزاز والافتخار بيتاً بعد بيت، وهذه المرّة يحضر «البحر» بكلّ ما يحمله من معنى الاتساع والعمق وإن كان هادئاً، بل إنّ مجرّد محاولة تحدي هذا البحر والولوج إلى عمقه هي خطرٌ حتماً سيصيب من يحاول ذلك، حين يركب الخطر وعواصف هذا البحر وأمواجه المتلاطمة.
إنّ البحر، بما هو بحرٌ مادي، أو بحرٌ حسيٌّ متخيلٌ، أو بحرٌ شعريٌّ، أو أيّ بحرٍ آخر، هو مفردة جديرة بالاهتمام والقراءة واستخلاص القوة من كلّ هذا، فاعتزاز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اعتزازٌ متكاملٌ يجمع كلّ المقومات ويؤلف بينها في ملمح القوة مهما ذهب المتلقي إلى القراءة والتفسير والتأويل.
ويأتي البيت الذي هو رمزٌ للوفاء، ليحمل «الأخوّة» التي تتجلى في معرفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأفضل الإخوة وأقربهم إليه، ولطالما كتب في مدحه القصائد، فهو الأخ الذي سمعته عالية ومهيبة وقوية جدّاً تماثل قوة الرعد، وهو الذي يسير المجد في ركابه، وهو المعروف للجميع بحضوره، ومن هذا البيت نستشفّ روعة وجمال المدح والإعجاب من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث اجتمعت فيه صفات القائد والأخ والعون في كلّ الشدائد والصعيبات من الأمور.
وفي البيت الأخير من هذه القصيدة الإبداعية المكثفة بالفخر والمجد والاعتزاز، سنكون مع صورة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تلبس عقداً من المجد والقوة والسمعة المهيبة، فهي الإمارات بكلّ أجزائها، وهي «بنات الملوك» التي يَهَبُ لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حياته، ويظل مخلصاً لها ومدافعاً عنها، ووفيّاً لكلّ جزءٍ من أرضها العزيزة الغالية.

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

up-arrow-white.svg

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2023©

Advertisements

قد تقرأ أيضا