اخبار الخليج / اخبار الإمارات

الفجيرة في عهد حمد الشرقي.. 50 عاماً من النماء والازدهار

ابوظبي - سيف اليزيد - الفجيرة (الاتحاد)

التاريخ لا تتحدث عنه النيّات، بل الأفعال، ومنجزات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، لا تختصرها حكاية مجدٍ واحدة، فسجلّ الأحداث والمنجزات، خلال نصف قرنٍ من الشجاعة   والحكمة في اتخاذ القرار، كانت كفيلةً بأن يكون للفجيرة حضورها الجذاب عربياً ودولياً.
مواكبة الحداثة، والحفاظ على الأصالة، لم تكن مهمة سهلة لدى سموّه. حينما اختار بناء الإنسان شراعاً للإبحار، وبقدر ما ركز على العلم في تبني الخطط والمشاريع، راهن على الأخلاق والقيم والحفاظ على العادات والتقاليد كضماناتٍ لديمومة التنمية. 
ثمة تاريخ طويل، يتطلب مجلداتٍ للحديث عنه. إنه محصلة لحكمة سموّه في اتخاذ القرار وقراءة المستقبل والاستعداد له. 
خمسون عاماً، من البسالةِ والبناء، قادها سموّه، بحكمة القادة وشجاعة المحاربين وخبرة العلماء، تمكن خلالها من إيصال الفجيرة إلى هذا التطور الكبير حدَّ الإبهار.
منذ توليه مقاليد الحكم، شرع صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، بوضع الخطط والاستراتيجيات لتحقيق التنمية المستدامة في المجالات الاقتصادية والسياحية والاجتماعية والثقافية.
وكانت مقولة سموّه الشهيرة: «ننظر قدماً لمستقبل مشرق، بهمّة لا تعرف المستحيل»، منارةً سارت عليها المؤسسات وأبناء المجتمع الواثق بمقدرة سموّه على قيادة السفينة.
نحتفي اليوم، بسجل إنجازاتٍ لا تحصى، على مدار خمسين عاماً، أساسها سعادة الإنسان وتحسين جودة حياته في الفجيرة، تحت ظل قيادته وحكمته في إدارة مؤشرات التنمية بشتى مجالاتها. ونمضي معاً في هذه المسيرة الاستثنائية بتوجيهاته السديدة واهتمامه المباشر والدائم، لنحقق النقلات النوعية في تاريخ الفجيرة نحو الازدهار. 
فكر سموّه وحبّه لأبناء هذه الأرض الطيبة، جعل الفجيرة تخطو بسرعة نحو التطور والنهضة العمرانية، وفي الوقت نفسه، ظلت هذه الإمارة محتفظةً بأصالتها وتراثها وجوهرها الثقافي. 

دور سياسي لافت 
لعب صاحب السمو حاكم الفجيرة دوراً سياسياً بارعاً، وعقد لقاءات عربية ودولية، نقل من خلالها وجهة نظر الإمارات في ظروف دقيقة، مع عدد من قادة دول العالم حينما مثَّل الإمارات في القمم العالمية التي عقدت على مدار الخمسين عاماً الماضية، حيث مثَّل سموه دولة الإمارات العربية المتحدة في الكثير من القمم الإسلامية والعربية والمؤتمرات الدولية؛ ففي عام 1991 مثل الإمارات في القمة الإسلامية السادسة في العاصمة السنغالية داكار، وكانت مخصصة للقدس الشريف وتكريس الوئام والوحدة بين الدول الإسلامية؛ وفي عام 2000 مثَّل سموه الإمارات في القمة الإسلامية التاسعة التي أكدت تضامن الشعوب الإسلامية مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه؛ وعلى المستوى العربي، مثَّل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، دولة الإمارات في العديد من القمم العربية، مثل قمة تونس عام 2004، التي أكد خلالها العرب تمسكهم بالإصلاح ودعم القضية الفلسطينية، وفي عام 2005 شارك سموه في القمة العربية بالجزائر التي أكد فيها القادة العرب الالتزام بمبادرة السلام العربية واحترام وحدة وسيادة العراق.
وتوالت مشاركات سموه في القمم العربية التي عقدت في الدوحة عام 2009، وفي الكويت عام 2014، وفي مصر عام 2015، وفي نواكشوط عام 2016؛ كما كان لسموه مشاركة بارزة وفاعلة في القمة العربية الأوروبية الأولى بمصر عام 2019 تحت شعار «الاستثمار في الاستقرار» وهي الأولى من نوعها بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي؛ وقد شارك سموه قبل ذلك في الكثير من القمم والمؤتمرات الدولية منها «قمة الألفية» في نيويورك وهي أكبر تجمع لرؤساء الدول والحكومات؛ وخلالها ألقى سموه كلمة أضاء فيها على مواقف دولة الإمارات الاستراتيجية من مختلف الشؤون العالمية.
كما مثَّل سموّه دولة الإمارات في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في نيويورك عام 2008، ومؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة الذي عقد في جنوب أفريقيا عام 2002؛ ومن أحدث مشاركات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، كانت في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً والذي عقد في دولة قطر عام 2023، تحت شعار «من الإمكانيات إلى الازدهار».

التعليم.. استثمار المستقبل 
شهد تطور التعليم في إمارة الفجيرة، مراحل متعددة من التحسين والتطوير.
وقد أولى سموّه التعليم اهتماماً كبيراً منذ توليه الحكم، فعمل على تعزيز وتطوير قطاع التعليم في الإمارة، مؤكداً أهميته في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار.
وتحت قيادته تم التركيز على تحسين جودة التعليم من خلال توفير التدريب المستمر للمعلمين والأكاديميين، وإنشاء جامعات تقدم برامج تعليمية متنوعة وتحتوي على مختبرات علمية متطورة، حيث تضم الفجيرة اليوم عدداً من الكليات والجامعات، منها كلية التقنية العليا، وجامعة العلوم والتقنية، وجامعة الفجيرة، وأكاديمية الفجيرة للطيران، وكلية «بي اي ام إس»، وكلية لندن أميركن سيتيز.
وطيلة خمسين عاماً، حرص سموه على التواجد في الميدان ومتابعة أوضاع التعليم خطوة بخطوة، من خلال زيارة الجامعات والمدارس في الإمارة، وحضور احتفاليات التخرج في الجامعات، وتشجيع أبنائه الطلبة على البحث العلمي، وإيفاد المتفوقين منهم للخارج.
كما دعم سموه المبادرات التعليمية الهادفة لتحسين جودة التعليم، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، فيما يخص تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم.
كما اهتمّ سموّه بالتعليم المهني والتقني لتلبية احتياجات سوق العمل، ولأجل هذا، أنشأ معهد التكنولوجيا التطبيقية لطلبة الثانوية في الفجيرة.
آمن سموّه بأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل. ولهذا نجد الفجيرة تضم اليوم 67 مدرسة حكومية وخاصة، فالتعليم جزء مهم من رؤية سموه للتنمية المستدامة، وقد حقق ذلك عبر توفير مستوى عالٍ من التعليم لجميع المواطنين والمقيمين.
ويحرص سموه دائماً، على دعم الموهوبين وتشجيع القدرات الوطنية في إنتاج الأفكار الإبداعية، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لتمكينهم من تنمية قدراتهم ومواهبهم في مجال الابتكار والإبداع. 

وجهة اقتصادية عالمية 
ويتأكد المتابع لتطور إمارة الفجيرة، أن اهتمام سموه على مدى الخمسين سنة الماضية، بات يُعد منهجاً يُدَّرس، والنقلة الاقتصادية الكبيرة التي حققتها الفجيرة خلال الخمسين عاما الماضية تعطي دروساً في نجاح الاستثمار.
كان اقتصاد الفجيرة يقوم على الزراعة والثروة السمكية، وذلك لجودة الأراضي في الإمارة وكثرة الأمطار، حيث يبلغ الإنتاج الزراعي من الخضار والفاكهة والأعلاف والمحاصيل من حيث الكمية حوالي 115 ألف طن. 
واليوم تعتبر الفجيرة، منصة اقتصادية استراتيجية على الصعيد المحلي والدولي والإقليمي. فموانئ الفجيرة من أكبر الموانئ البحرية في الإمارات، وهي مركز للعديد من المشاريع.
كما يعد مطار الفجيرة الدولي، مركزاً محورياً للطيران وحركة النقل والسياحة للساحل الشرقي لدولة الإمارات، حيث يقوم المطار بمهامه من خلال رؤية سموّه الهادفة لتكون الفجيرة محطة للمسافرين والسياح والشركات، بهدف الاسترخاء والاستمتاع بطبيعة الفجيرة الخلابة، كما يعتبر المطار، مورداً مهماً لرفع اقتصاد الإمارة من خلال حركات النقل والشحن الدولي. 
واستفادت الإمارات من عمل الكسارات الصخرية في إمارة الفجيرة في العديد من المشاريع والبنى التحتية وغمر مياه البحر من خلال المشاريع العملاقة في مختلف أنحاء الدولة، وتعتبر الفجيرة المصدر الأساسي لمنتجات كسارات الجبال الصخرية لكل أنحاء الخليج العربي.
وقد تم افتتاح أول مصنع للصوف الصخري على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1982.
ومع التطور الاقتصادي المذهل وتنوع الموارد المالية للإمارة، بلغت واردات التجارة الخارجية المباشرة حوالي ملياري درهم للعام 2023، في حين بلغ عدد الرخص الاقتصادية للعام الماضي 22 ألف رخصة صادرة عن حكومة الفجيرة. ويعمل في الفجيرة الآن حوالي 14 بنكاً تسهل إجراءات الشركات والأفراد.

الإنسان أولاً.. 
كانت استراتيجية سموه الدائمة، تتركز على أن العنصر البشري هو الأساس في النهوض بالوطن وتنميته.
وبرزت هذه الفكرة عند الإعلان عن خطة الفجيرة الاستراتيجية الشمولية 2040 بتوجيهات سموه الكريمة لتحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين، ومسايرة النمو المتسارع للإمارة لمواكبة التطور والتنوع الاقتصادي والسياحي والجغرافي والسياحي.
واشتملت الخطة، على حزمة من المشاريع الحيوية ذات الأبعاد الاقتصادية بعيدة المدى، وتوجيه الاستثمار نحو إنشاء الطرق وتطوير الخدمات الحضرية على المدى الطويل، وتعزيز قطاعات الإسكان ومرافق البنية التحتية، وبناء الحواجز المائية والموانئ وتوسيع مرافق الرعاية الصحية. 
شهدت الفجيرة في عهد سموّه، الكثير من مشاريع البنية التحتية الهادفة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الاقتصاد، ومنها تطوير شبكة الطرق الرئيسية والفرعية، لتسهيل حركة المرور وتعزيز الاتصالات بين الإمارات المختلفة، كما تم إطلاق مشاريع سكنية عدة تهدف إلى توفير وحدات سكنية مريحة ومتنوعة للمواطنين، منها مشروع مدينة الشيخ محمد بن زايد، حيث ساهمت هذه المشاريع في تعزيز البنية التحتية للفجيرة، كما ساعدت في تلبية احتياجات السكان والزوار.
آمن سموّه بضرورة بناء الإنسان ودوره الفاعل في تحقيق النهضة التنموية الشاملة في الدولة. فقد أصدر سموّه القانون رقم 2 لعام 2018، القاضي بتأسيس مؤسسة حمد بن محمد الشرقي للأعمال الإنسانية، للمساهمة في تحقيق المبادئ الإنسانية السامية، من خلال توفير الدعم والمساعدات المالية والعينية للشرائح المحتاجة في المجتمع، وتأمين الحياة الكريمة لهم.
وقبلها كانت جمعية الفجيرة الخيرية التي حققت بدعم سموه إنجازات كبيرة وصل صداها للآفاق لكل المحتاجين.

تطور القطاع الصحي 
في ظل جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم بأسره، كان سموّه الداعم الأكبر لقطاع العاملين في الصحة، فقد ثمَّن دورهم الكبير من خلال توفير الاحتياجات كافة، وتسخير الإمكانات لرصد وفحص وعلاج الحالات المصابة في الإمارة.
كما أصدر سموّه التوجيهات لتوفير الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين، من حيث تطوير المستشفيات وزيادة الطاقم الطبي وتوفير أشكال الدعم كافة، وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة للمستشفيات كافة، واستقطاب الأطباء المختصين إلى الإمارة.
قفزت الفجيرة في عهد سموه، قفزات مميزة في جانب الرعاية الصحية. وهذا يظهر جلياً من خلال الإحصائيات، حيث تتميز الإمارة بثلاث مستشفيات حكومية، منها مستشفى الفجيرة ومستشفى مسافي ومستشفى دبا، فيما يعد مستشفى الشرق وثومبي من مستشفيات القطاع الخاص، إلى جانب عدد كبير من العيادات والمراكز الصحية يصل إلى 117 ما بين عيادة ومركز صحي وعيادة أسنان.
كما ارتفع عدد الأطباء والممرضين المشتغلين في القطاع الحكومي إلى 1211، والقطاع الخاص إلى 868 طبيباً وممرضاً، حسب آخر إحصاءات مركز الفجيرة للإحصاء، وذلك حتى يتم توفير أشكال الدعم والرعاية الصحية لأفراد المجتمع بكل مرونة وسلاسة. 

عاصمة ثقافية عالمية 
في المشهد الثقافي، باتت الفجيرة في عهد سموه، معلماً ثقافياً وإبداعياً بارزاً في المحافل العربية والدولية، ففيها عدد من المسارح التي تقدم العروض العالمية، وتشكل فضاء تفاعل بين الفنانين والمسرحيين والرواة والمؤلفين من جميع الثقافات.
وأبرز هذه المسارح مسرح مركز وزارة الثقافة، ومسرح جمعية دبا للثقافة والفنون، ونظراً لدعمه الكبير للفعاليات الثقافية الدولية، كرمت اليونسكو سموه على دعمه الكبير لها، حيث منح المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح الميدالية الذهبية للمسرح العالمي لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، لدعمه للهيئة وأنشطتها.
واستضافت الفجيرة المؤتمر الدولي للكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح في العام 2022.
أما في مجال المهرجانات، فالفجيرة لها بصمتها الخاصة، استناداً إلى توجيهات ودعم سموّه. وقد تمكن مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، من إكمال دورة الحياة الثقافية المحلية، فقدم الثقافة والفنون التراثية والشعبية الجميلة في مشهد متناغم مع ثقافات العالم.
أما مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، فقد احتفل العام الماضي بمرور عشرين عاماً على تأسيسه، حيث يعتبر فرصة ذهبية لمحبّي الفن المسرحي من الممثلين والمخرجين والهواة والجمهور. ذلك الفن المسرحي الصعب المعتمد على الممثل الواحد، الذي شهد ازدهاراً كبيراً في الإمارة، فوضعها على خريطة العالم الثقافية في زمن قياسي.
وقد خصصت جوائز ترعى المبدعين في المجال الثقافي الذي تبنته الإمارة، منها جائزة الفجيرة للتصوير الضوئي، بالتعاون مع وكالة الصحافة الفرنسية، وكل تلك الاحتفاليات كانت بتنظيم هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، أما في مجال الإذاعة والتلفزيون، فجهود سموّه في دعم المنصات الإعلامية كبيرة جداً.
وقد انسجمت مع متطلبات الخريجين الجدد في تخصص الإعلام والإذاعة والتلفزيون وعلوم الاتصال والمونتاج وغيرها من مجالات العمل الإعلامي، حيث تم إطلاق تلفزيون الفجيرة بتوجيهات سموّه، الذي تمكن من تقديم محتوى ثري ومتنوع يلبي اهتمامات المشاهدين. بدءاً من تغطية الأخبار المحلية والثقافية والرياضية والتكنولوجية، إلى برامج المجتمع والتوعية والثقافة.
كما تمّ إطلاق إذاعة الفجيرة على التردد 92.6 ببرامج مميزة تلبي طلبات المشاهدين، وتتيح الفرصة لخريجي الإعلام في الإمارة لتقديم أفضل الأفكار.
تلتها إذاعة زايد للقرآن الكريم، وتعتبر مدينة الفجيرة للإبداع الحضن الذي لبى الطموحات الإعلامية المختلفة لكل أصحاب الطموحات بتأسيس وإطلاق شركات وشراكات إعلامية مختلفة، حيث تعمل المدينة في المنطقة الحرة، بتوجيهات سموّه، على الترويج للأعمال التجارية والأنشطة ذات الصلة بالإعلام في الفجيرة والإمارات أجمع.

التاريخ مر من هنا.. 
تمتاز إمارة الفجيرة بتاريخ متجدد من الأصالة والتراث، فقلعة حصن الفجيرة يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وتعد من أقدم وأكبر القلاع في البلاد. تحكي بين ثناياها بسالة شعب دافع عن وطنه ضد العدوان جنباً إلى جنب مع بقية قلاع الإمارة مثل قلعة أوحلة ومسافي ودبا.
كما يعد مسجد البدية من أقدم المساجد التاريخية والأثرية في الفجيرة، ويعود تاريخه إلى أكثر من 500 سنة. لذا كان الحفاظ على المناطق الأثرية والتاريخية ضمن رؤية واضحة وشاملة لسموّه، وغرساً لقيم العراقة والأصالة في نفوس شباب الوطن، وإبرازاً للموروث الإماراتي للسياح والزوار.
وقد أكد سموّه مراراً، أهمية تعريف الأجيال بإرث أجدادهم وثقافتهم، لما له من أثر إيجابي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. 
ويعد الجانب الأثري في الإمارة، رافداً أساسياً لجذب الزوار والسياح وتنشيط القطاع السياحي للاستمتاع بأفضل تجربة سياحية تراثية ترافقها الفعاليات الثقافية والتراثية والترفيهية في تاريخ الإمارة، حيث بلغ عدد زوار الأماكن الأثرية من قلاع ومتاحف وقرى تراثية حوالى 114305 زائرين في آخر إحصائية عام 2023م. 
كما تم الاهتمام من قبل سموه، بتقديم أشكال الدعم كافة لملف إدراج محمية وادي الوريعة الوطنية، كأول محمية جبلية ذات تنوع بيولوجي هائل، وأول متنزه وطني، ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب مركز التراث العالمي لليونيسكو.
كما اهتم سموّه، بتعزيز قطاع السياحة، فقد تم تطوير المشاريع السياحية والفنادق لجذب الزوار والمستثمرين.
كما شهدت الفجيرة تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، حيث بلغ عدد الغرف الفندقية حوالي 5000 غرفة فندقية تتبع 31 فندقاً لعام 2023، منها 13 فندقاً من فئة 5 نجوم، كما زاد عدد مباني الشقق الفندقية في الإمارة ليصل إلى 11 مبنى، وبلغت إيرادات المنشآت الفندقية 573 مليون درهم، لتصبح مورداً أساسياً في رفع اقتصاد الإمارة. 
لقد أصبحت الفجيرة وجهة مثالية للسياحة والترفيه والثقافة في المنطقة والعالم. وذلك بفضل قيادة سموّه الحكيمة واهتمامه الكبير والدائم، وحرصه على تطوير الموارد التي تتمتع بها الإمارة في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والسياحية.
علاوة على ذلك، عزّز سموّه روح ريادة الأعمال بين الشباب، فدعم الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث وصل عدد إصدار وتجديد الرخص التجارية والصناعية والمهنية والحرفية إلى 21 ألف رخصة صادرة من إمارة الفجيرة.
كما شجع سموّه على استقطاب الاستثمارات الأجنبية للإمارة وتعزيز التجارة الخارجية، مما ساعد على جذب وتطوير رؤوس الأموال والاستثمارات. وبفضل هذه الجهود أصبحت الفجيرة واحدة من الإمارات التي تشهد نمواً اقتصادياً ملحوظاً، مما يعكس رؤية سموه في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز رفاهية المواطنين والمقيمين على حد سواء.

للجميع 
تعد الفجيرة من أبرز الأسماء التي تُذكر في عالم الرياضة.
ويعود ذلك لتوجيهات سموه الكريمة بضرورة الاهتمام بالرياضات المختلفة، ونتيجة دعمه لكل الفرق والمنتخبات للمشاركة في المحافل داخل وخارج الإمارات، حيث يذخر نادي الفجيرة للرياضات البحرية، بالعديد من المشاركات العالمية، وقد احتفى النادي مؤخراً بشهادة الاعتراف الدولية باعتماد أكاديمية تدريب الشباب والناشئين مركزاً عالمياً دائماً للتدريب والتعليم، تحت مظلة وإشراف الاتحاد الدولي للسباقات البحرية -يو آي أم- في شهر مارس 2024، أما فريق الفجيرة للفنون القتالية، فدأب سنوياً على تسجيل أرقامٍ مذهلة في الحصول على الجوائز والميداليات، ويعود ذلك لاهتمام سموّه الدائم ومتابعته الحثيثة لكل أنواع الرياضات بالإمارة.
وافتتحت حديقة الفجيرة للمغامرات في عام 2017، وكانت إضافة مميزة وحديثة لمحبي مختلف الهوايات الجبلية. فقد تم توفير 12 مساراً لركوب الدراجات و10 مسارات للممشى، وبلغ عدد القمم لمحبي التسلق الجبلي حوالي 113 قمة.
كما تضم الفجيرة نوادي عدة تحتفي بالمواهب والرياضات.

Advertisements

قد تقرأ أيضا