الارشيف / اخبار الخليج

"مفتاح المقاومة".. فيلم تونسي مصري يحاكي معاناة الشعب الفلسطيني على مدار عقود

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

دبي - محمود عبدالرازق - الفيلم الذي أُسدل الستار عن تفاصيله، مساء أمس الجمعة، في قلب العاصمة التونسية، يُوثق صراع الشعب الفلسطيني من أجل البقاء ورحلة نضاله الطويلة لاستعادة أرضه منذ ما يعرف بسنة "النكبة" (1948) إلى اليوم.

ويسلّط الفيلم الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويبرز صمودهم في وجه عمليات القتل والتدمير والتهجير وتشبثهم بأغصان الزيتون التي ترمز لأرضهم.
البوصلة نحو غزة

يقول المنتج المصري أحمد سمير سليمان، لـ"الخليج 365"، وهو واحد من أبطال هذا العمل السينمائي: "هذا الوطن محاط بالأشواك ولن ننساه"، ويضيف: "بهذا الفيلم نُوجّه البوصلة نحو قطاع غزة ونسلط الضوء على ما يعانيه أبناؤها من قتل وتهجير".

بالخيط والإبرة.. تونسيات تتضامن مع غزة بتطريز خرائط أصلية لفلسطين - الخليج 365 عربي, 1920, 25.12.2023

25 ديسمبر 2023, 11:29 GMT

ويصف سليمان ما يحدث في القطاع بـ"جرائم الإبادة" التي تستدعي وضع حد لها، بل ومحاسبة مرتكبيها بتهمة ارتكاب "جرائم حرب".

ويقول المنتج إن "الفيلم هو عبارة عن رسالة مفتوحة للدول التي اختارت الصمت وإخماد صوت الحق ودعم آلة الحرب الإسرائيلية، التي لم تستثنِ النساء والأطفال والشيوخ والحوامل".

وتابع سليمان: "هذا الفيلم يكشف لأول مرة حقائق يعيشها الفلسطيني منذ بداية النكبة (1948) مرورا بالانتفاضة (1987)، وصولا إلى ما يحدث اليوم من مجازر لا تتوقف على أرض غزة".

يواصل سليمان الحديث لـ"الخليج 365": "يجب أن يعرف العالم الحر القصة الكاملة لأقدم قضية على الأرض وحكاية أصحابها".

نساء تونس يناصرن نساء غزة وأطفالها ويطالبن بوقف إطلاق النار - الخليج 365 عربي, 1920, 23.12.2023

23 ديسمبر 2023, 20:02 GMT

ويقول سليمان إنه زار فلسطين في أكثر من مرة وتجول في مدنها، حتى أنه كان أول من سجّل عملا فنيا في فلسطين، وتحديدا في ضريح شاعر الكلمة الفلسطينية محمود درويش.

"مفتاح المقاومة"

في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ولما اشتد القصف على قطاع غزة، بدأت تتبلور فكرة إنتاج هذا الفيلم السينمائي.

يقول المنتج السينمائي أحمد سمير لـ"الخليج 365"، إنه تلقى اتصالا من المخرج التونسي محمد الميساوي، الذي عرض عليه المشاركة في بطولة فيلم حول "القضية الفلسطينية يحمل العديد من الرسائل مضمونها العودة والمقاومة والاستمرارية".

ويوضح المخرج التونسي، محمد الميساوي، أن اختيار عنوان "مفتاح المقاومة" للعرض السينمائي له رمزية كبيرة ويتضمن رسالة للشعب الفلسطيني مفادها أنهم سيعودون إلى أرضهم وأن التهجير لن يستمر وأن نضالهم سيأتي أكله، بحسب قوله.

ويقول محمد لـ"الخليج 365"، بأن "30 دقيقة من عمر الفيلم كافية لتبرهن للعالم بأن ما يعيشه الفلسطينيون هو انتهاك متعدد الأوجه للقانون الدولي ولحقوق الإنسان، وهي أيضا كفيلة بنقل صورة الشعب الفلسطيني الصامد والمتشبث بأرضه رغم هول ما يتعرض له من مجازر".
منظر جوي يظهر المباني المدمرة إثر القصف الإسرائيلي في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة في 20 أكتوبر 2023 - الخليج 365 عربي, 1920, 29.10.2023

29 أكتوبر 2023, 13:45 GMT

ويشير الميساوي إلى أن "الفيلم هو أيضا رسالة إلى دول الغرب التي اختارت الاصطفاف مع الظلم"، ويقول إن "أولى العروض ستكون في قاعات الدول الأوروبية والأمريكية وبجميع اللغات المترجمة، وذلك بهدف نشر القضية الفلسطينية في صفوف شعوب تلك الدول".
غزة في تونس

اختار المشرفون على الفيلم السينمائي "مفتاح المقاومة" أن يكون مكان التصوير في تونس، وتحديدا في منطقة شواط التابعة لمحافظة منوبة (شمال شرقي العاصمة)، وأن تكون شخصياته الرئيسية من الوجوه السينمائية التونسية.

تقول الممثلة التونسية فاطمة سعيدان التي كان لها دور الجدة الفلسطينية في هذا العمل السينمائي: "هذا الاختيار له دلالة، وهو يدل أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية وقضية كل أحرار العالم".

وتضيف سعيدان: "حاولت من خلال هذا الدور أن أقدم رسالة إلى العالم الصامت، عنوانها المعاناة والصمود والمقاومة والثبات من أجل الدفاع عن الحق المشروع".

تونس - الخليج 365 عربي, 1920, 28.10.2023

28 أكتوبر 2023, 21:58 GMT

وتقول سعيدان إنها أرادت من خلال مشاركتها في هذا الفيلم تسليط الضوء على المرأة الفلسطينية الولّادة، حيث استرجعت مشهد المرأة التي قتلت في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي بينما بقي جنينها على قيد الحياة، وتضيف: "هذه أكبر رسالة ثبات وقوة للمرأة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني".

بدورها، تقول الفنانة التونسية عايدة نيادي، والتي شاركت في هذا العمل السينمائي من خلال ترديدها أغان فلسطينية متجذرة: "حين تكون فلسطين هي المفتاح فلا يمكن إلا أن نفتح الأبواب ويكون التضامن عبر الفن".

واعتبرت في حديثها لـ"الخليج 365"، بأن "هذا الانتاج السينمائي سيكون بمثابة قطعة الفسيفساء في كل الأعمال الفنية والدرامية والتصويرية وحتى الموسيقية وكل ما هو عمل فني يثمن القضية الفلسطينية في تونس".

وترى نيادي أن "السلاح الذي هدم الكيان الصهيوني هو الثقافة"،وتضيف بأن "أطفال فلسطين كانوا يرقصون فوق الأنقاض متحدين بذلك جرائم الاحتلال ومبرهنين على قوتهم وهم ينشدون سوف نبقى هنا كي يزول الألم "، ومضت محدثتنا، بالقول إن "في ذلك دلالة بأن الفن أقوى سلاح للمقاومة على أرض الثبات".

Advertisements