الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

حين تتكلم تركيا

لن نخفي عليكم والعالم العربي والإسلامي كله كان يتأمل منذ بداية العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة أن تتحرك حكومات عربية وإسلامية لوقف هذا العدوان الذي فوجئنا بدمويته منذ اللحظات الأولى للقصف الإسرائيلي قبل أن يتبعه الهجوم البري الذي لم يقل وحشية عنه وتحديدا أن تتحرك جمهورية تركيا الإسلامية الشقيقة ويكون لها اليد الطولى في رد الفعل القوي الذي يمكن أن يشفي غليلنا ويرد انتقامنا من آلة الحرب الإسرائيلية التي حصدت أرواح أطفال ورُضع وأجنة بُقرت بطون أمهاتهم وقتلوا معهن في وحشية كان صعبا علينا أن نراها ولا نرى في المقابل من يقوم بأي فعل يمكن من خلاله أن يثبت الرد العربي أو الإسلامي على هذا الإرهاب الممنهج وبصورة تدل على الانتقام الأعمى والقتل.

لمجرد القتل ليس إلا ولذا توجهت أنظار الملايين من الشعوب العربية والإسلامية نحو تركيا ولمواقف الرئيس أردوغان الذي لطالما رأينا فيه القائد المسلم الغيور على دينه ووطنه وهمه إعلاء كلمة الله كلما حاولت أي دولة تدنيسها بأي تصرف كان. وكم أُصبنا بخيبة أمل حين استمر العدوان الإسرائيلي على القطاع ولم يصدر أي موقف عربي أو إسلامي قوي يمكن من خلاله أن تفكر إسرائيل بخطوتها الثانية في القطاع أو أن تدرس دواعي ما ترتكبه من جرائم ومجازر في أطفال وأهالي غزة المحاصرة وحتى الهدن الإنسانية التي نقضتها تل أبيب برعونتها ورغباتها المتعطشة لسفك دماء الآمنين من المدنيين في غزة عادت إسرائيل بعدها أكثر دموية وحقدا وتأهبا لقتل المزيد من الأطفال حتى للذين قتلتهم من الأطفال الخُدّج الذين ذهبوا ضحية هذا العدوان وبات منهم في مستشفى النصر بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منهم لقما سائغة للكلاب المسعورة الجائعة التي التهمت من أجسادهم الصغيرة ما تم عرضه تحديدا على قناة الميادين التي دخل مراسلها وهو يصور مشاهد أجسادهم الصغيرة المتحللة وهو يبكي متأثرا بما رأى وشاهد.

اليوم تركيا التي لم يتضح موقفها وردها الرسمي على إسرائيل في البداية يبرز موقفها جيدا، فالعلاقات التركية الإسرائيلية باتت مقطوعة بصورة شبه كاملة بعد سحب السفيرين من الجهتين ناهيكم عن التصريحات النارية التي يصدرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحق إسرائيل وتحديدا بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الذي يصفه بأبشع الأوصاف التي يمكن وصفها لقاتل مما دعا وزير خارجية الكيان المحتل للتصريح بأن لا علاقات مع تركيا ما دام الرئيس أردوغان رئيسا لها وهذا يدل على أن تركيا التي انتظرنا طويلا تحركا منها قد باغتت العدو الإسرائيلي.

بما لم يعتقد أن الضربة يمكن أن تأتي من أنقرة التي أسهمت في دعم الدعوى القضائية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدولية بأدلة وملفات تزيد حمل الدعوى على كاهل إسرائيل المثقل، وقال أردوغان حينها إن نتنياهو لن يفلت من العقاب أمام ما قدمته بلاده من براهين تثبت ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مجازر وإبادة جماعية في غزة بل إن الرئيس التركي قد صدم تل أبيب حينما وصف حركة حماس التي قوضت أمن إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي وزلزلت أركانه بأنها حركة مقاومة تحررية وليست إرهابية ولعل هذا التصريح المتفرد لدولة إسلامية كانت ترتبط بعلاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل هو بمثابة تأييد علني ورسمي لما فعلته في عملية (طوفان الأقصى) بحق إسرائيل التي لا تزال ترى نفسها ضحيتها بل إن تركيا قد أعلنت وقف الاستيراد والتصدير من وإلى إسرائيل ومررت ملاحظات للتجار الأتراك أن الدولة لن تسهم بمساعدتهم أو دعمهم إذا ما واصلوا تعاونهم التجاري مع إسرائيل وكلها مواقف شجاعة تُحسب لتركيا ولرئيسها الطيب أردوغان الذي عبر على الأقل بما لم يخرج على لسان أي رئيس وحكومة تقر في نفسها بإرهاب إسرائيل بينما لا تجرؤ على قول ما يستمر به أردوغان في الإفصاح به بقوة مستدلا على أن لا شيء يمكن أن يدين به لإسرائيل على عكس ألمانيا مثلا !.

ابتسام آل سعد – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر حين تتكلم تركيا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا